الموجـز الأمنـي اللبناني - أكتوبر 2025

الساعة : 12:21
10 نوفمبر 2025
الموجـز الأمنـي اللبناني - أكتوبر 2025

تطورات الأجهزة الأمنية

شهد لبنان خلال الشهر المنصرم حراكًا دبلوماسيًا نشطًا بدأه رئيس جهاز المخابرات العامة المصرية، اللواء حسن رشاد، والمبعوثة الأمريكية، مورغان أورتاغوس، ووزير الخارجي الألماني والذين بحثوا تباعًا مع رؤساء الجمهورية والحكومة ومجلس النواب ملف نزع سلاح "حزب الله" والدفع نحو مسار التفاوض لتجنب التصعيد "الإسرائيلي" واستكمال تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار.

بدوره، بحث قائد الجيش، العماد رودولف هيكل، التعاون المشترك مع كبير مستشاري وزارة الدفاع البريطانية لشؤون الشرق الأوسط، قائد قوات "اليونيفيل"، قائد قوة المهام المشتركة للعمليات الخاصة في القيادة الوسطى الأميركية، المدير التنفيذيّ لمجموعة الدعم الأميركي من أجل لبنان. كما بحث "هيكل" في الدوحة مع رئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع  ورئيس أركان القوات المسلّحة القطريين دعم الجيش اللبناني.

من جانبه، بحث وزير الدّفاع، اللّواء ميشال منسى، التعاون المشترك مع المستشار الأوّل لوزارة الدّفاع البريطانيّة لشؤون الشّرق الأوسط، واستعرض مع نائب الأمين العامّ للسّلام والأمن والدّفاع في جهاز العمل الخارجيّ الأوروبيّ برنامج المساعدات الذي يقدّمه الاتّحاد الأوروبيّ لصالح الجيش. كما شارك "منسى" برفقة مدير مخابرات الجيش، العميد طوني قهوجي، في "المنتدى الدولي للأمن السيبراني" في الرياض، والتقى على هامشه وزير خارجية البحرين باحثًا معه تعزيز العلاقات الثنائية.

في غضون ذلك، بحث وزير الداخليّة، أحمد الحجّار، التعاون المشترك مع القائم بأعمال السفارة الأمريكية وسفير باكستان، كما بحث مع  وفد أمني سوري برئاسة نائب وزير الداخلية ملفات المخدرات وضبط الحدود ومكافحة "الإرهاب". من جهته، بحث مدير عام الأمن العام، اللواء حسن شقير، التعاون المشترك مع قائدة قوة الأمم المتحدة لمراقبة فض الاشتباك (UNDOF) ، وسفراء ألمانيا،أستراليا، وهنغاريا، بينما استعرض مدير عام أمن الدولة، اللواء الركن إدغار لاوندس، التعاون المشترك مع المنسّقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان.

وفي إطار دعم المؤسستين الأمنية والعسكرية، افتتح الجيش ثكنة "محمد فرحات" في "كفردونين"(بنت جبيل)، كما أنهى مشروع توسعة موقع "تلة النبي عويضة" عند تخوم "العديسة" (مرجعيون) ضمن مشروع لتطوير نحو 20 موقعًا عسكريًا جنوب الليطاني بتمويل بريطاني. واستحدث الجيش بتمويل فرنسي وأوروبي مركز "البحث والإنقاذ المشترك" في قاعدة بيروت البحرية، ودشّن 3 أبنية في قاعدة "جونيه" البحرية بتمويل ألماني. من جهتها، افتتحت وكالة التعاون والتنسيق التركية "تيكا"، قسم الإعلام والعلاقات في المديرية العامة لأمن الدولة بعد إعادة تجهيزه.

على صعيد آخر، أصدرت قوى الأمن الداخلي تشكيلات جديدة شملت نقل وتعيين 12 ضابطًا  في مراكز مختلفة،أبرزهم: "النقيب شربل أبو ضاهر" رئيس لمكتب مكافحة "الإرهاب" في الجنوب، "الرائد علي ابراهيم"، آمر مفرزة الطوارئ الضاحية، "الرائد علي الحجار" في شعبة المعلومات بالأمن الداخلي.

مستجدات الإجراءات الأمنية

·       طلب رئيس الجمهورية من قائد الجيش التصدي لأي توغل "إسرائيلي" بعد حادثة بلدية "بليدا".

·     اطّلعت الحكومة على التقرير الأول الذي أعدته قيادة الجيش حول خطة "حصرية السلاح" تضمن المهام التي قام بها خلال هذا الشهر والعمليات النوعية سواء على صعيد المخيمات الفلسطينية أو على الحدود مع سوريا.

·     استقدم الجيش نحو 1500 عنصر إضافي إلى منطقة جنوب الليطاني،  فيما أقام في بعض النقاط الحساسة شمال الليطاني حواجز ثابتة، وبدأ تنفيذ إجراءات أمنية لمنع أي عملية نقل للسلاح خارج الإطار الرسمي.

·     استقدم الجيش تعزيزات إلى محيط مخيمي "عين الحلوة"(صيدا) و"الرشيدية"(صور)، وقام بسدّ الثغرات المتعددة التي كانت تُستخدم لتهريب السلاح.

·     تُنفّذ وحدات من الجيش إجراءات ميدانية لإقفال المعابر والطرق غير الشرعية المستخدمة في عمليات التهريب في منطقة مشاريع القاع الحدودية مع سوريا، وفي مقدمها معبر "النعمات".

·     شهدت مناطق عدّة في طرابلس حملات أمنية ومداهمات وحواجز متنقّلة ومفاجئة، يتمّ من خلالها التدقيق في الأوراق الثبوتية وتفتيش سيارات المواطنين.

·     بدأت القوى الأمنية عملية تدقيق بهويات مواطنين يحضرون إلى داخل مطار بيروت، وتحديدًا في قاعة الوصول، ويتجمهرون ضمن مجموعات صغيرة داخل حرم المطار.

·     نفذ الجيش اللبناني سلسلة تدابير أمنية في منطقتَي البقاع والشمال لمكافحة الاتجار بالمخدرات وتوقيف المخلين بالأمن.

·     قام "حزب الله" بإلغاء العمل بالبطاقة الأمنية الصادرة عن وحدة الارتباط والتنسيق، والتي كانت تُستخدم لسنوات كبطاقة تعريفية لعناصر المقاومة خلال تنقّلهم في بعض المناطق.

·     تراجع "حزب الله" في تقديم الدعم لعناصر"سرايا المقاومة"، فيما تراجع عدد المنتسبين الفعليين إلى "السرايا" في البقاع إلى أدنى مستوياته، وتفككت بعض المجموعات بالكامل.

·     أبلغت دول أوروبية وغربية عددًا من المنظمات المدنية العاملة في لبنان بتوخي الحيطة والحذر في الأيام المقبلة وعدم التنقل إلا للضرورات القصوى، في حين بدأت الجمعيات المعنية بالإسعافات والإنقاذ، اتخاذ إجراءاتٍ استعداداً لأي طارئ.

·     عززت قوات الأمن الوطني الفلسطيني وجودها داخل مخيم "شاتيلا" (بيروت) عبر استقدام عناصر من مختلف المناطق بالتنسيق مع السلطات اللبنانية، لإقفال كامل غرف المخدرات في المخيم.

·     أصدرت المحكمة العسكرية في بيروت حكمًا بالسجن ستة أشهر بحقّ "حسن أيوب" بتهمة محاولة التعامل مع العدو، ثم أخلت سبيله لانقضاء مدة توقيفه.

·     أنهى مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي كلود غانم قراءة التحقيقات الأولية لمخابرات الجيش مع الفنان فضل شاكر، تمهيدًا للمباشرة بإعادة محاكمته في ملف "أحداث عبرا" بعدما سلّم نفسه.

أبرز الأحداث الأمنية

·     واصل الطيران "الإسرائيلي" استهداف البنى التحتية لـ"حزب الله" ومن أبرز المناطق التي استهدفها "المحمودية" و"الجرمق" (جزّين)، "شربين" (الهرمل)،"جنتا" و"شمسطار"(بعلبك). كما استهدف بعشر غارات عنيفة 6 معارض للجرافات والحفارات في "المصيلح" (صيدا)، أسفرت عن تدمير 300 جرافة وآلية، وكثّف الطيران الحربي والمسيّر تحليقه فوق بيروت. بالتوازي مع ذلك، اقتحمت قوة "إسرائيلية" مبنى بلدية "بليدا"، وقتلت شرطيًا بلديًا مدنيًا، في سابقة هي الأولى من نوعها. 

·     كثّف الجيش "الإسرائيلي" عمليات اغتيال كوادر"حزب الله" العسكرية ومن أبرزها: "علي الموسوي" في"النبي شيت"(البقاع)، "عباس كركي" و"حسن عطوي"(النبطية)، "عبد السيد" ومحمود عيسى( صور).

·     ألقى الجيش "الإسرائيلي" قنابل قرب عناصر لليونيفيل كانوا يعملون مع الجيش اللبناني في "مارون الراس"، كما أصيب جندي من"اليونيفيل" إثر إلقاء مسيّرة "إسرائيلية" قنبلة قرب موقع تابع لها في "كفركلا"، بالمقابل، أسقطت "اليونيفيل" مسيرة "إسرائيلية" حلقت فوق إحدى دورياتها.

·     أوقفت الأجهزة الأمنية خلال الأشهر الماضية، 32 شخصًا للاشتباه بتعاملهم مع "إسرائيل" خلال الحرب الأخيرة.

·     أوقفت مخابرات الجيش بجرائم إطلاق نار وقتل وترويج مخدرات وحيازة أسلحة 10 مطلوبين في "الهرمل"، 8 مطلوبين في "بعلبك"، 5 مطلوبين في "زحلة"، 4 مطلوبين في "عكار"، 3 مطلوبين في"الضنية"، 3 مطلوبين في "بعبدا"، مطلوبيْن في"المتن" و"البترون"، مطلوبًا في "عاليه"، مخيم عين الحلوة (صيدا)، "طرابلس"، بيروت، السعديات.

·     تسلمت مخابرات الجيش 6 من عناصر جهاز الأمن الوطني الفلسطيني في مخيم "شاتيلا" (بيروت) متورطين بعمليات إطلاق نار، كما تسلمت مطلوبًا من اللجنة الأمنية في مخيم"البداوي"(طرابلس).

·       حررت وحدات من الجيش مخطوفَين عراقيَين في "مشاريع القاع" عند الحدود اللبنانية السورية.

·     تعرّض أحد مراكز الجيش في "حي الشراونة" (بعلبك) لإطلاق قذيفة صاروخية، كما تعرّضت مراكز أخرى لرشقات نارية من مسلحين دون وقوع إصابات بين العسكريين في حين قُتل 3 مطلوبين خلال مداهمة لمخابرات الجيش في ذات الحي، وأصيب مطلوب بجروح أثناء مداهمة أمنية في "طرابلس".

·     أوقفت قوة تابعة لوحدة الشرطة القضائية في مكتب مكافحة الإرهاب والجرائم الهامة في بيروت وجبل لبنان،  5 مطلوبين بجرائم السرقة وترويج المخدرات.

·     أوقفت شعبة المعلومات بالأمن الداخلي بجرائم إطلاق نار وترويج مخدرات وتزوير 13 في مناطق متفرقة من جبل لبنان، 4 مطلوبين في مناطق متفرقة من بيروت.  

·     أوقفت وحدة الدرك الإقليمي عبر مفرزة استقصاء جبل لبنان  7 مطلوبين في "الشويفات" (بعبدا)، مفرزة استقصاء البقاع: مطلوبين بجرم سرقة، مفرزة استقصاء الشمال: مطلوب، مفرزة استقصاء بيروت في وحدة شرطة بيروت توقيف 12شخصًا .

·     قُتل اثنان وأصيب آخران في عكار، كما قُتل اثنان في" صوفر"(عاليه)، قتل شاب وشابة في مخيم "شاتيلا" (بيروت)، قُتلت سيدة وأصيب شقيقها بجروح في"عنجر" (زحلة)، قُتل شاب في كل من "الرابية" (المتن)،"سعدنايل (البقاع)، وأصييب اثنان في "حورتعلا"(بعلبك)، وأصيب شخص في كل من "مجدليا" (زغرتا)،"جبل البداوي" (طرابلس)،"العقيبة"(كسروان).

المؤشرات والاتجاهات الأمنية

·     يؤشر  تكثيف العدو  لعمليات استهداف البنى التحتية لـ"حزب الله"، وعمليات اغتيال كوادره وقادته العسكريين، بالتوازي مع حركة الموفدين الدوليين الحثيثة إلى ارتفاع احتمالية  التصعيد "الإسرائيلي" ضد لبنان، ضمن مسار الضغط  على الحزب والحكومة وقيادة الجيش للإسراع في تنفيذ خطة الدولة بحصرية السلاح قبل نهاية العام الجاري.  

·     يتواصل مسار تعزيز ودعم وتمكين المؤسسة العسكرية للقيام بدورها، على امتداد الأراضي اللبنانية وبالأخص في الجنوب، وينفذ الجيش والقوى الأمنية حملات مكثفة من الجنوب إلى الشمال لضبط الحدود والمخيمات وملاحقة المجموعات المسلحة والمخدرات، في محاولة لفرض واقع أمني يرسّخ وقف إطلاق النار، ويعوّض الضعف السياسي بأداء أمني ميداني جاد لإقناع الأطراف الخارجية بمنح الحكومة مزيدا من الوقت.

·     يرسل حزب الله إشارات معلنة تفيد بنهج "انكفائي"، مثل إلغاء البطاقة الأمنية ووقف دعم سرايا المقاومة، لكنّ هذا لا يعني أن الحزب يواصل الاستعداد -الوقائي والهجومي على حد سواء- لموجة تصعيد إسرائيلي محتملة، أو حتى تجدد الحرب الواسعة.