الموجـز الأمنـي المصري - أكتوبر 2025

الساعة : 12:19
10 نوفمبر 2025
الموجـز الأمنـي المصري - أكتوبر 2025

تطورات الأجهزة الأمنية

استضافت مصر "قمة شرم الشيخ للسلام" بشأن غزة، برئاسة مشتركة بين الرئيسين المصري والأمريكي، وبمشاركة أكثر من 30 من قادة الدول، وشهدت القمة توقيع وثيقة شاملة للاتفاق بين حماس و"إسرائيل"، فيما أعلن ترامب رغبته في انضمام السيسي إلى "مجلس السلام" لإدارة القطاع، بينما تراجع نتنياهو، عن الحضور رغم دعوته خلال اتصال هاتفي جمعه بالسيسي بحضور ترامب، كما تجنب الرئيس الإيراني الحضور بسبب مشاركة الولايات المتحدة. وقد شدد السيسي على أهمية نشر قوات دولية في غزة ومنح اتفاق وقف الحرب شرعية دولية عبر مجلس الأمن، معلنًا أن مصر والأردن تُدرّبان عناصر من الشرطة الفلسطينية لتولي الأمن المحلي في القطاع.

من جهته، أجرى لاحقا رئيس المخابرات العامة المصرية، حسن رشاد، زيارة إلى الأراضي المحتلة التقى خلالها نتنياهو، ورئيس جهاز "الشاباك" في مباحثات ركزت على تثبيت الهدنة، وتسريع إدخال المساعدات الإنسانية، إلى جانب بحث الترتيبات الأمنية على الحدود، فيما طلبت "إسرائيل" من مصر، التوسط للضغط على الحوثيين لوقف الهجمات على ميناء إيلات وتعطيل الملاحة عبر قناة السويس.

في شؤون خارجية، أجرى رئيس المخابرات، حسن رشاد، زيارة إلى بيروت التقى خلالها عددًا من المسؤولين، في محاولة لاحتواء التوتر المتصاعد جنوب لبنان، بينما شدد السيسي، خلال استقباله رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان، على رفض مصر تشكيل أي كيانات موازية للحكومة السودانية الشرعية. وأجرى وزير الخارجية اتصالات مع نظيره الإيراني، والمبعوث الأميركي، ستيف ويتكوف، ومدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل غروسي، لبحث أزمة الملف النووي الإيراني، بعد إعلان طهران إلغاء اتفاقها مع الوكالة، عقب عودة العقوبات الأممية، فيما انضمت مصر إلى اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الجريمة السيبرانية، خلال مؤتمر عُقد في فيتنام.

مستجدات الإجراءات الأمنية

·       رفعت القاهرة مستوى الاستنفار الأمني والاستخباري عقب سيطرة قوات الدعم السريع على مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، تحسبًا لأي تداعيات أمنية على الحدود الجنوبية الغربية ومعابر التهريب.

·       نقلت السلطات 154 أسيرًا فلسطينيًا محررا، إلى فندق تحت رقابة أمنية وإجراءات مشددة، بعد أشهر من إقامتهم في فندق بالعاصمة الإدارية عقب كشف وسائل إعلام عن مكان إقامتهم.

·       بدأت مصر إدخال آليات ثقيلة ومعدات إلى قطاع غزة، لدعم جهود البحث عن جثامين الأسرى "الإسرائيليين"، في ظل الدمار الواسع.

·       تعهد الرئيس السيسي بعدم السماح بالتحاق أي مواطن بوظائف الدولة دون اجتياز فترة دراسية في الأكاديمية العسكرية، ضمن مشروع لإعادة بناء مؤسسات الدولة وتصويب ما وصفه بـ"عوار الأشخاص".

·       أقر مجلس النواب نهائيًا قانون الإجراءات الجنائية والتي واجهت انتقادات حقوقية ونقابية، خاصة المادة 105 التي تجيز استجواب المتهم دون حضور محامٍ. وأضافت التعديلات تدابير احترازية بديلة للحبس الاحتياطي، وتوضيح حالات الخطر التي تتيح دخول المنازل دون إذن قضائي.

·       قررت وزارة الداخلية إنشاء سجن جديد يحمل اسم "أبو زعبل 4" ضمن مجمع سجون أبو زعبل.

·       وجّهت النيابة العامة تحذيرات إلى ما لا يقل عن 50 محاميًا يتولون الدفاع عن متهمين في قضايا سياسية، من نشر أي معلومات أو تعليقات عبر مواقع التواصل تتعلق بأوضاع المعتقلين أو سير التحقيقات.

·       أنهت النيابة العامة قرار إدراج 296 شخصًا على قوائم الإرهاب لمدة 3 سنوات، في القضية المعروفة بـ"الجناح العسكري للإخوان"، والتي شملت قيادات بالجماعة وصحفيين وإعلاميين وناشطين خارج مصر.

·       اعتقلت السلطات المصرية الكاتب والباحث المسيحي، هاني صبحي، كما أعادت اعتقال الصحفية، صفاء الكوربيجي، عقب عام من الإفراج عنها، وكلاهما بسبب منشورات على مواقع التواصل.

·       اعتقلت قوات الأمن شقيق وابن عم أحد ضحايا التصفية الجسدية التي نفذتها الشرطة الشهر الماضي في أسوان ضد من وصفتهم بـ"عناصر إجرامية شديدة الخطورة"، بعد تداول مقطع مصور يوثق الواقعة.

·       كشفت جهات حقوقية عن حملة اعتقالات تشنها السلطات منذ الشهر الماضي ضد اللادينيين وأصحاب الآراء الدينية المختلفة، استهدفت أكثر من 14 شخصًا، أبرزهم صانع المحتوى، ماجد زكريا.

·       اعتقلت السلطات نحو 50 صانع محتوى ضمن الحملة الأمنية المستمرة منذ أغسطس الماضي، على خلفية اتهامات بـ"تقديم محتوى غير لائق، وتحقيق أرباح غير مشروعة".

·       قضت السلطات بسجن الخبير الاقتصادي، عبد الخالق فاروق، خمس سنوات، بتهم الانضمام لجماعة إرهابية ونشر أخبار كاذبة.

·       أحالت السلطات المصرية الأكاديمي المقيم في ألمانيا، تقادم الخطيب، إلى المحاكمة غيابيًا، ضمن قضية تضم عشرات النشطاء والمدافعين عن حقوق الإنسان داخل مصر وخارجها.

·       أخلت النيابة العامة سبيل أكثر من 100 معتقل سياسي، بينهم نشطاء وصحفيين ومشجعين رياضيين، بينهم 18 من متظاهري أكتوبر 2023 تضامنًا مع غزة، فيما لا يزال 155 منهم قيد الحبس، وثلاثة من أعضاء أسطول الصمود المصري، وأمين الشرطة عبد الجواد السهلمي، المعتقل بسبب رفعه علم فلسطين. فيما صدر عفو رئاسي عن 2735 محكومًا في قضايا جنائية بمناسبة ذكرى نصر أكتوبر.

·       استبعدت الهيئة الوطنية للانتخابات نحو 40 مرشحًا من أحزاب المعارضة من قوائم انتخابات مجلس النواب لأسباب مثيرة للجدل، أبرزهم النائب هيثم الحريري ومحمد عبد الحليم عن التحالف الشعبي الاشتراكي، وأحمد فشير عن حزب الكرامة، ومحمد أبو الديار عن تيار الأمل.

أبرز الأحداث الأمنية

·       تصاعدت عمليات تهريب الأسلحة عبر الحدود مع مصر إلى "إسرائيل" باستخدام طائرات مسيّرة، تديرها شبكات تهريب منظمة تنشط من سيناء، وفق تقارير عبرية وبيانات لجيش الاحتلال.

·       أفاد شهود عيان في شمال سيناء بسقوط طائرة مسيّرة حوثية جنوب مدينة الشيخ زويد، بعد اعتراضها من قبل جيش الاحتلال قرب الحدود المصرية.

·       توفي ثلاثة دبلوماسيين قطريين وأصيب اثنان من أعضاء الوفد القطري الذي شارك في مفاوضات شرم الشيخ حول غزة، إثر حادث سير في مدينة شرم الشيخ.

·       أسفر انفجار ضخم في قاعدة الهايكستب العسكرية شرقي القاهرة عن مصرع خمسة ضباط وجنود، أثناء تفكيك عبوات ناسفة من مخلفات متقادمة.

·       أصيب طفلان بجروح خطيرة جراء انفجار جسم من مخلفات الحرب على الإرهاب، في شمال سيناء.

·       أعلنت وزارة الداخلية تصفية 56 شخصًا وصفتهم بـ"عناصر إجرامية شديدة الخطورة" خلال حملات أمنية في عدة محافظات استهدفت متهمين في قضايا مخدرات وتشكيلات عصابية.

·       تظاهر مئات الطلاب في الجامعة الأمريكية بالقاهرة، احتجاجًا على استضافة السفير الأمريكي السابق لدى الاحتلال، دانيال كيرتزر، ما أجبره على مغادرة الحرم الجامعي قبل إلقاء محاضرته.

·       انتشرت عبارات ورسومات على جدران ومحطات مترو عدد من أحياء القاهرة، حملت توقيع "جيل زد قادم"، تزامنا مع احتجاجات "جيل زد" التي شهدها المغرب.

·       توفي ثلاثة معتقلين سياسيين في مقرات احتجاز وسجون مصرية مختلفة نتيجة الإهمال الطبي. كما قُتل محتجزان جنائيان في أقسام شرطة، أحدهما جراء التعذيب، والآخر قالت وزارة الداخلية إنه تعرض لاعتداء من قبل محتجزين.

·       تدهورت الحالة الصحية لعدد من المعتقلين السياسيين في السجون المصرية، في ظل استمرار الإهمال الطبي المتعمد وسوء أوضاع الاحتجاز، بينهم القيادي في جماعة الإخوان، محمد البلتاجي.

·       ارتفع عدد السودانيين العائدين من مصر إلى 410 آلاف منذ اندلاع الحرب، عبر المنافذ البرية، بالتزامن مع زيادة رحلات العودة الطوعية التي تنظمها السلطات المصرية إلى جنوب البلاد تمهيدًا لعبورهم إلى السودان.

المؤشرات والاتجاهات الأمنية

·       لا يقتصر الاحتفاء المصري باتفاق شرم الشيخ على متطلبات التأكيد على موقع مصر ونجاح وساطتها، ولكن أيضا لأن التهديدات الأمنية، خاصة المرتبطة باحتمالات التهجير، قد تراجع مستواها بصورة كبيرة وباتت قدرة الاحتلال على فرض هذا السيناريو أبعد بعد توقيع الاتفاقية.

·       من المتوقع أن تظل التوترات المصرية "الإسرائيلية" قائمة خلال الأسابيع القادمة رغم توقيع اتفاق شرم الشيخ؛ في ظل استمرار التباين بين الجانبين حول مستقبل الترتيبات الأمنية في محور فيلادلفيا. ومن المرجح أن يتوصل الجانبان في نهاية المطاف إلى صيغة اتفاق، لكنّ المؤشرات تميل تجاه تلبية الكثير من الاعتبارات الأمنية "الإسرائيلية"، خاصة وأن مقترح الإدارة الأمريكية لقرار مجلس الأمن الدولي بخصوص غزة يستجيب لها بصورة واضحة.

·       من المرجح استمرار الإجراءات الأمنية المشددة ضد أنشطة المعارضة بغض النظر عن الانفراجة في ملف حرب غزة؛ حيث تمر البلاد خلال شهر نوفمبر بموسم انتخابات برلمانية، وقد أظهرت الأجهزة الأمنية تحكما كاملا في خريطة المرشحين ما يشير إلى أنه لا توجد أي نية للتساهل.