الموجـز الأمنـي السوداني - أكتوبر 2025

الساعة : 15:24
5 نوفمبر 2025
الموجـز الأمنـي السوداني - أكتوبر 2025

تطورات الأجهزة الأمنية

بحث رئيس مجلس السيادة السوداني، الفريق أول عبد الفتاح البرهان، في موسكو مع الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، سبل تعزيز التعاون العسكري والاقتصادي، ودعم الجيش السوداني في مواجهة قوات "الدعم السريع". كما زار "البرهان" برفقة وزير الخارجية، محيي الدين سالم، ومدير جهاز المخابرات العامة، الفريق أول أحمد إبراهيم مفضل، العاصمة المصرية القاهرة، وبحث مع الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، التصعيد العسكري في "دارفور" وجهود إنهاء الحرب، إلى جانب مستجدات ملف مياه النيل وسد النهضة الإثيوبي.

من جانب آخر، بحث "البرهان" في لقاء سري في سويسرا مع المستشار الرئاسي الأمريكي لشؤون أفريقيا والشرق الأوسط، مسعد بولس، إعادة إحياء الاتصال الدبلوماسي بين واشنطن والخرطوم بعد فترة من التوتر. كما التقى "البرهان" السفير التركي لدى السودان، فاتح يلدز، والملحق العسكري التركي بحضور مسؤولين سودانيين، عشية سقوط مدينة الفاشر في يد قوات "الدعم السريع".

بدوره، لبّى وزير الخارجية، السفير محي الدين سالم أحمد، دعوة رسمية من الخارجية الأمريكية، في إطار جهود الآلية الرباعية الدولية لدعم السودان، وقد رافق الوزير وفد رفيع المستوى ضم مدير الاستخبارات العسكرية، محمد صابر، والسكرتير الخاص لرئيس مجلس السيادة عمرو أبو عبيدة، بالإضافة إلى القنصل العسكري في السفارة السودانية بواشنطن.

على صعيد آخر، كشفت تقارير استخباراتية أمريكية بأن "البرهان" يتواصل مع "جماعة الحوثي" لمساعدته ضد قوات "الدعم السريع" بالمقابل، زوّدت الإمارات قوات الدعم بأسلحة متقدمة ومتطوّرة، بينها طائرات مسيّرة صينية من "طراز CH-95"، وذخائر ومركبات ومدافع صناعة بريطانية.

مستجدات الإجراءات الأمنية

·     سمحت القوات المسلحة السودانية خلال الشهر الماضي بنشر عناصر من الأجهزة الاستخباراتية الأمريكية في مدينة بورتسودان. 

·     أعلنت هيئة الطيران المدني عن استئناف الرحلات الداخلية في مطار الخرطوم الدولي ابتداءً من 22 أكتوبر/ تشرين أول.

·     أعفى رئيس مجلس السيادة، عبد الفتاح البرهان، محافظ بنك السودان المركزي، برعي الصديق علي أحمد من منصبه، وعيّن بدلا منه آمنة ميرغني حسن التوم، وذك عقب خلافات حادة داخل الحكومة حول سياسات تصدير الذهب وآليات إدارة عائداته.

·     أقرّ مجلس الوزراء السوداني تعديلات جديدة على قانون مكافحة جرائم المعلوماتية، تضمنت مواد وعبارات وُصفت بأنها "فضفاضة" وتمنح السلطات صلاحيات واسعة لملاحقة المستخدمين والصحفيين والمدونين.

·     أدانت الدائرة الابتدائية الأولى بالمحكمة الجنائية الدولية القائد السابق لميليشيات "الجنجويد"، علي محمد علي عبد الرحمن المعروف بـ"علي كوشيب"، بارتكاب 27 تهمة تتعلق بـجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية ارتُكبت في إقليم "دارفور" خلال عامي 2003 و2004.

·     أصدر رئيس الوزراء، الدكتور كامل إدريس، قرارًا بإعفاء الأثات المنزلي والأجهزة الكهربائية الشخصية للسودانيين العائدين من الخارج من الرسوم الجمركية، ويشمل القرار السودانيين الذين غادروا البلاد بسبب الحرب.

أبرز الأحداث الأمنية

·     أعلنت قوات "الدعم السريع" سيطرتها الكاملة على مدينة "الفاشر" عاصمة ولاية "شمال دارفور" بعد حصار دام أكثر من 500 يوم، لتُحكم بذلك قبضتها على ولايات "دارفور" الخمس، وقسّم البلاد فعليًا بين شرقٍ تحت سيطرة الجيش وغربٍ يخضع للدعم السري، وقد ارتكبت قوات الدعم مجازر وعمليات إعدام ميدانية بحق أكثر من ألفي شخص في المدينة.

·     كثفت قوات"الدعم السريع" هجماتها على العاصمة الخرطوم، حيث استهدفت بالمسيرات على مدى أيام مطار الخرطوم ومحطات الكهرباء في العاصمة.

·     استعادت قوات "الدعم السريع" سيطرتها على مدينة "بارا" الاستراتيجية (شمال كردفان) وقامت بتحريك قوات من اقليم "دارفور" وولايتي جنوب وغرب كردفان لمهاجمة مدينة "الأبيض". بالمقابل، حشد الجيش السوداني أعدادًا كبيرة من قواته في مدينتي "الأبيض" و"أم روابة".

·     شنّ الطيران المسيّر التابع للجيش السوداني غارات جوية على مدينة "نيالا" ومطارها (جنوب دارفور)، استهدفت مخازن ذخيرة ومواقع قيادية لقوات "الدعم السريع" التي تتخذ من المدينة قاعدة إمداد رئيسية.

·     قُتل خمسة مدنيين، في هجوم بطائرة مسيّرة شنّته قوات الدعم السريع على مخيم للنازحين في مدينة "كادقلي"(جنوب كردفان).

المؤشرات والاتجاهات الأمنية

·     أدى سقوط مدينة الفاشر إلى تكريس واقع التقسيم الفعلي في السودان بين جغرافيا وحكومة تابعة للجيش، وجغرافيا متصلة وحكومة تابعة للدعم السريع، ما يشير إلى احتمال دخول البلاد مرحلة صراع جبهات ثابتة بدل المعارك المتحركة، مع ضعف قدرة أي طرف على تحقيق حسم قريب.

·     ومع هذا، لا يتوقع أن يتوق فالدعم السريع على الفور عند حدود إقليم دارفور، ولكن سيحاول الاستفادة من زخم الانتصار ومواصلة التقدم شرقا باتجاه كردفان، على الأقل لاختبار تماسك خطوط دفاع الجيش.

·     تواصل اللقاءات بين قيادة الجيش والمبعروث الأمريكي، بالتزامن مع نشر عناصر أمريكية وإشادة المبعوث بخطوات البرهان ضد الحركة الإسلامية، مؤشرات تثير التساؤل حول طبيعة رهان قيادة الجيش حاليا خصوصا بعد سقوط الفاشر على إعادة التموضع ضمن المصالح الأمريكية باعتبار أن واشنطن بإمكانها وقف الدعم الإماراتي للدعم السريع. لكنّ هذا الرهان يحمل مخاطرة واسعة؛ لأنه لا يأتي فقط على حساب تحالف الجيش المهم محليا مع الحركة الإسلامية، بل أيضا على حساب الدعم العسكري الذي يتلقاه من إيران وروسيا.