الحدث
قام الرئيس التركي أردوغان بجولة شملت ماليزيا وإندونيسيا وباكستان برفقة عدد من المسؤولين الأتراك من بينهم وزير الدفاع يشار غولر. وشارك أردوغان في الاجتماع الأول لمجلس التعاون الاستراتيجي رفيع المستوى بين تركيا وإندونيسيا، كما حضر مع نظيره الإندونيسي توقيع 13 اتفاق تعاون شملت تعزيز الإنتاج المشترك للصناعات العسكرية، كما اجتمع أردوغان مع رئيس الوزراء الباكستاني، وحضرا معا الاجتماع السابع لمجلس التعاون الاستراتيجي رفيع المستوى بين البلدين، وحضرا كذلك توقيع 24 اتفاقية تعاون مشترك شملت إحداها التعاون في الصناعات الدفاعية، كذلك اجتمع أردوغان مع قادة الجيش الباكستاني، وحضر أردوغان مع نظيره الماليزي حفل توقيع 11 مذكرة تعاون بين البلدين.
الرأي
تندرج زيارة أردوغان إلى الدول المذكورة ضمن الجهود التركية لتعزيز العلاقات الاقتصادية وتعميق الشراكات مع الدول الإسلامية، مع التركيز على تعميق الشراكات في مجال الصناعات العسكرية والإنتاج المشترك والتعاون في البحث العلمي لتقليل الاعتماد على الموردين الأجانب وتعزيز الاكتفاء الذاتي في تصنيع الأسلحة، فضلا عن إجراء تدريبات ومناورات مشتركة.
فعلى صعيد العلاقة مع إسلام أباد، التي لها أهمية خاصة، تعمل تركيا وباكستان وأذربيجان على تشكيل تحالف ثلاثي في مواجهة تحالف مضاد يضم اليونان والهند وأرمينيا، حيث يصطدم التحالفان في منطقة جنوب القوقاز. هذا التحالف انعكس على ملف التعاون العسكري، حيث تشارك الشركات التركية في تطوير قدرات الجيش الباكستاني. ففي العقد الأخير، تولت شركة هافيلسان التركية تصميم وإنشاء ميدان الحرب الإلكترونية للقوات الجوية الباكستانية، فيما أشرفت شركة " STM " التركية على تطوير ثلاث غواصات باكستانية عبر تجهيزها بأجهزة سونار ومنظومات قيادة وتحكم حديثة، بينما تتولى شركة ASFAT التركية مهام بناء أربع سفن حربية لصالح باكستان بقيمة 1.5 مليار دولار. وفي المقابل، اشترت أنقرة 52 طائرة تدريب من طراز سوبر موشاك باكستانية الصنع، وبدأت في استلامها تباعا منذ عام 2022.
بموازاة ذلك، تشرف أنقرة وإسلام أباد على متابعة تطوير العلاقة بينهما منذ عام 2009 عبر آلية مؤسسية تُعرف باسم مجلس التعاون الاستراتيجي الرفيع المستوى، وهو ما تم تعميمه على العلاقات التركية الإندونيسية للمرة الأولى خلال العام الجاري في ظل جهود أنقرة وجاكرتا لرفع حجم التجارة بينهما إلى 10 مليار دولار، وهو نفس المبلغ الذي تهدف تركيا للوصول له في تجارتها مع ماليزيا. إن تطوير التجارة التركية يؤمل أن يسهم في تحسين وضع الاقتصاد التركي الذي يعاني من ارتفاع التضخم، مما ينعكس سلبا على شعبية حزب العدالة والتنمية.
من ناحية أخرى، فإن التغييرات التي حدثت بانتصار أذربيجان في حرب كاراباخ جنوب القوقاز، وانتصار فصائل الثورة في سوريا، تصب في صالح أنقرة، وتدفعها للاستفادة من تعزيز صورتها كشريك أمني وعسكري موثوق يمتد تأثيره من آسيا الوسطى وجنوب القوقاز إلى الشرق الأوسط وصولا إلى القرن الأفريقي.