قاآني في بغداد وعادل عبد المهدي يسبقه إلى صنعاء لاحتواء تصعيد أمريكي محتمل

الساعة : 15:36
27 مارس 2025
قاآني في بغداد وعادل عبد المهدي يسبقه إلى صنعاء لاحتواء تصعيد أمريكي محتمل

الحدث

شهدت بغداد زيارة خاطفة لقائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني، إسماعيل قاآني، التقى فيها قادة الإطار التنسيقي الشيعي المقرب لإيران، وقادة الحشد الشعبي، وقادة الفصائل العراقية التي تسمي نفسها بـ"المقاومة الإسلامية العراقية"، كما التقى بمستشارية الأمن القومي العراقي. واستنادًا لمصادر مقربة من الإطار التنسيقي، فإن قاآني حمل رسائل تهديد إيرانية للفصائل العراقية بضرورة التزامها بتوجيهات الحكومة العراقية في طريقة التعامل مع الأحداث في غزة واليمن، وعليها أن لا تقوم بأي تصرفات تهدد الأمن القومي العراقي.

وعلى صعيد ذي صلة، أجرى رئيس الوزراء العراقي الأسبق، عادل عبد المهدي، زيارة مفاجأة إلى صنعاء، ذكرت مصادر، بأنها كانت في إطار جهود وساطة دولية، تسعى إلى تخفيف التوتر المتصاعد في البحر الأحمر، حيث كشفت تلك المصادر، أن عبد المهدي حمل رسائل متبادلة بين الولايات المتحدة وإيران، بعد تهديدات أطلقتها واشنطن ضد طهران في حال استمرت في دعم الحوثيين.

الرأي

تأتي التحركات الإيرانية السريعة، في ظل تزايد التخوفات بأن واشنطن وتل أبيب، لديهما نية جادة بضرب إيران في حال استمرار الحوثي بضرباته على "إسرائيل" وتهديد السفن المرتبطة بها في البحر الأحمر، أو في حال انخرطت الفصائل المسلحة العراقية في ضرب المصالح الأمريكية و"الإسرائيلية" بالمنطقة. وترى إيران أن بقاء الساحتان العراقية واليمنية قويتين بغية الاستفادة من الفصائل فيها في حال شن هجوم على الأراضي الإيرانية، أفضل من استهلاك قوتهما في مواجهة الغضب الأمريكي.

هذه المخاوف الإيرانية تأتي بعد أن كشفت مصادر مطلعة، عن إيصال وزير الدفاع الأمريكي، بيت هيغسيث رسالة تحذير شديدة اللهجة إلى رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، الأسبوع الماضي، بأن أي تدخل للفصائل المسلحة العراقية، بشأن الاستهداف الأمريكي ضد الحوثيين في اليمن، سيدفع واشنطن لرد عسكري سريع ضد تلك الفصائل داخل العراق. ومن المرجح أن تكون استجابة الفصائل العراقية كاملة، خاصة وأنها تميل إلى تجنب أي مواجهة مع الولايات المتحدة، حيث عمدت بالفعل لاتخاذ تدابير ميدانية واسعة مثل إخلاء مقرات وإعادة توزيع أماكن تواجدها لتجنب أي احتكاك مع القوات الأمريكية، فضلا عن اتخاذ قادتها تدابير أمنية مشددة.

جدير بالذكر، أن وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين قام بمجهود كبير في الأسابيع القليلة الماضية للتوسط بين إيران والولايات المتحدة، ولكن جهوده وصلت إلى طريق مسدود. وتميل الولايات المتحدة للاعتماد على دول إقليمية أخرى مثل سلطنة عمان وقطر في نقل رسائل إلى إيران وتتجاهل العراق في هذا السياق على اعتباره طرفًا ليس محايدًا، خاصة وأنه من المرجح أن تتعرض شخصيات وكيانات عراقية قريبا لعقوبات أمريكية مشددة بسبب علاقاتها مع إيران.

تقدّر إيران بأن الظروف الدولية ليست في صالحها، وأن أي هجوم أمريكي أو "إسرائيلي" عليها لن يؤدي بالضرورة لدعم طهران من قبل الدول الكبرى الأخرى، بالأخص الحليف الروسي الذي يمكن أن يتخلى عن إيران مقابل مكاسب في الحالة الأوكرانية خاصة مع تقدم المفاوضات بين واشطن وموسكو. وبالتالي فإن إيران تريد الحفاظ على أوراقها المتبقية في العراق واليمن لمساعدتها في حال نُفّذ أي هجوم ضدها.