الضغوط الغربية تدفع لتكثيف اللقاءات الإيرانية الأفغانية على وقع المصالح الأمنية والاقتصادية المشتركة للبلدين

الساعة : 12:45
26 فبراير 2025
الضغوط الغربية تدفع لتكثيف اللقاءات الإيرانية الأفغانية على وقع المصالح الأمنية والاقتصادية المشتركة للبلدين

الحدث

زار وفد من الحكومة الأفغانية في 24 شباط/ فبراير طهران لمناقشة ملف مكافحة المخدرات مع المسؤولين الإيرانيين، ويأتي الاجتماع عقب زيارة وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي إلى كابول قبل نحو شهر في أول زيارة لوزير خارجية إيراني إلى العاصمة الأفغانية منذ عام 2017. وقد اجتمع خلالها مع رئيس الوزراء محمد حسن أخوند، ووزير الخارجية أمير خان متقي، ووزير الدفاع محمد يعقوب، ووزير الصناعة والتجارة نور الدين عزيزي.

الرأي

تأتي الزيارات المتبادلة بين المسؤولين الإيرانيين والأفغان لبحث تعزيز التعاون المشترك في ظل تعرض كلا البلدين لضغوط غربية. فالرئيس الأمريكي ترامب وقع قراراً بتعزيز سياسة "الضغط الأقصى" على إيران، حيث أكد وزير خارجيته روبيو على أن الهدف من القرار هو تخفيض حجم صادرات النفط الإيرانية إلى 100 ألف برميل يوميا، وهو ما أدى إلى انخفاض قيمة العملة الإيرانية لعتبة 95 ألف تومان للدولار الواحد بعد أن كانت 55 ألف تومان في ذات الوقت من العام الماضي. بموازاة ذلك، طالب ترامب الحكومة الأفغانية باسترداد معدات عسكرية بقيمة 85 مليار دولار تركها الجيش الأمريكي عندما انسحب من أفغانستان في عام 2021، فيما أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرات اعتقال بحق هيبة الله أخوندزاده زعيم أفغانستان وعبد الحكيم حقاني وزير العدل بحجة اضطهاد النساء.

يمثل التعاون الاقتصادي أولوية لدى طهران وكابول، إذ أن أفغانستان هي رابع أكبر وجهة للصادرات الإيرانية، حيث يناقش الجانبان إزالة الحواجز التجارية والتعريفات الجمركية، والاستفادة من ميناء تشابهار الإيراني في استيراد وتصدير البضائع من وإلى أفغانستان كبديل لميناء كراتشي الباكستاني في ظل التوتر في العلاقات بين كابول وإسلام أباد، فضلا عن الاستفادة من موقع أفغانستان كعقدة وصل بين دول أسيا الوسطى والمحيط الهندي عبر الأراضي الإيرانية. كما يعد تقاسم مياه نهر هلمند الذي ينبع من جبال الهندوكوش الأفغانية ضمن أولويات طهران، حيث يصب في محافظة سيستان وبلوشستان التي تعاني من الجفاف، وهي مسألة تتأثر بها الحالة الأمنية في المحافظة التي تنشط بها مجموعات مسلحة بلوشية انفصالية.

أما على الصعيد الأمني، فهناك عدة ملفات مشتركة بين البلدين، مثل التعاون في مواجهة تنظيم داعش الذي يستفيد من تواجده على الأراضي الأفغانية كقاعدة لوجستية لشن هجمات داخل إيران مثلما حدث في تفجيرات كرمان العام الماضي، فضلا عن شنه هجمات داخل أفغانستان، والتي كان آخرها اغتيال وزير اللاجئين الأفغاني وعميد عائلة حقاني، خليل حقاني. كذلك يبرز ملف تنظيم عودة المهاجرين الأفغان داخل إيران، والمقدر عددهم بنحو 4.5 مليون لاجئ إلى بلادهم، فضلا عن التعاون في مكافحة تهريب المخدرات من أفغانستان إلى إيران، والعمل على تلافي تكرار الاشتباكات بين قوات حرس الحدود بين البلدين، وهو ما دفع إيران للعمل على بناء جدار حدودي بطول 300 كيلومتر بين محافظة "خراسان رضوي" وأفغانستان لمنع التهريب وتدفق المهاجرين.

بناء على ذلك، يرجح أن نشهد زيادة في وتيرة اللقاءات بين مسؤولي البلدين في ظل حرص طهران على الحوار مع كابول بشأن القضايا محل الاهتمام، ولإدارة التوترات في الملفات الخلافية مثل قضايا المياه وحقوق الشيعة الهزارة وتمثيل الطاجيك ذوي العرقية الفارسية في الحكومة الأفغانية.

اقرأ المزيد