إقالة وزير الاقتصاد واستقالة ظريف تشيران لاتجاه إيران نحو سياسة أكثر تشدداً مع الغرب

الساعة : 11:36
6 مارس 2025
إقالة وزير الاقتصاد واستقالة ظريف تشيران لاتجاه إيران نحو سياسة أكثر تشدداً مع الغرب

الحدث

 قدم محمد جواد ظريف مساعد الرئيس الإيراني للشؤون الإستراتيجية استقالته من منصبه في 2 مارس/ أذار الجاري، وذلك بعد ساعات من سحب البرلمان الإيراني الثقة من وزير الاقتصاد عبد الناصر همتي بموافقة 182 نائبا ومعارضة 89 نائبا، في جلسة استجواب حضرها الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان.

الرأي

تمثل استقالة "ظريف" وسحب الثقة من "همتي" أول صدام علني بين حكومة بزشكيان والمحافظين في طهران، وذلك بسبب الخلاف حول الموقف من المفاوضات مع الولايات المتحدة. فبينما يفضل بزشكيان وظريف التفاوض مع واشنطن لرفع العقوبات عن إيران، أعلن المرشد علي خامنئي صراحة أن المفاوضات مع الولايات المتحدة غير حكيمة، وأن التفاوض معها لن يحل مشاكل إيران الاقتصادية، وقطع الطريق بذلك على بزشكيان.

من جهة أخرى، ساهم مشهد الشجار بين ترامب والرئيس الأوكراني زيلنسكي في البيت الأبيض بتعزيز موقف خامنئي بأن ترامب – والذي سبق أن انسحب من الاتفاق النووي مع إيران في عام 2018- شخص لا يوثق به، وأنه سيعمل على إذلال طهران. وبالتالي جاءت خطوة استجواب وزير الاقتصاد في البرلمان بحضور بزشكيان لمناقشة تقلبات سعر صرف الدولار وانهيار العملة المحلية التي انخفضت بسرعة كبيرة لتصل إلى نحو 93 ألف تومان مقابل الدولار الواحد، مقارنة بخمسين ألف تومان قبل عام واحد.

لقد حمّل البرلمان "همتي" الفشل في تبني سياسات تقلل من تأثيرات العقوبات على إيران، وذلك رغم دفاع بزشكيان عنه قائلا إن القرارات لا يتخذها فرد واحد إنما تصدر عن المجلس الأعلى للتنسيق الاقتصادي بين رؤساء السلطات الثلاث، وموضحا أن قطر لم تحول شيئا من 6 مليار دولار موجودة لديها من الأموال الإيرانية، وكذلك العراق وتركيا لم يدفعا ديونهما لإيران بسبب العقوبات الأمريكية، فضلا عن مكوث ناقلات النفط الإيراني في عرض البحر بسبب سياسة الضغط القصوى التي فرضها ترامب مطلع فبراير/ شباط الماضي، والتي تهدف لتقييد صادرات النفط الإيراني.

بموازاة ذلك، يشير تقدم ظريف باستقالته إلى إدراكه لعدم وجود أفق أمامه للدفع تجاه سياسات تصالحية مع الغرب، وأن الضغوط الأمريكية والتهديدات "الإسرائيلية" باستهداف المنشآت النووية الإيرانية دفعت صناع القرار في طهران للتشدد في مواقفهم في ظل تلاشي فرص الوصول لتفاهمات مع إدارة ترامب، وبالتالي فإن فرص نجاح حكومة بزشكيان باتت محدودة جدا.

في المقابل، يعزز الجيش الإيراني والحرس الثوري من المناورات والتدريبات، ويكثفان الإعلان عن امتلاك أسلحة جديدة وإدخالها الخدمة مثل حاملة الطائرات المسيرة "الشهيد بهمن باقري"، والمدمرة "ريس علي دلواري"، وزورق "حيدر 110" المزود بصاروخي كروز مضادين للسفن، وصاروخ "اعتماد" الباليستي بمدى 1700 كم، في رسالة برفع الاستعداد لمواجهة أي اعتداءات "إسرائيلية" قد تحدث خلال العام الجاري.