الحدث
استدعت وزارة الخارجية الإيـرانية سفير تركيا في طهران لمناقشة تصريحات هاكان فيدان وزير الخارجية التركي بأن طهران دفعت ثمنا باهظا للحفاظ على نفوذها في العراق وسوريا وعليها ترك سياستها السابقة إذا أرادت الحفاظ على أمنها، وعقب ذلك استدعت وزارة الخارجية التركية القائم بالأعمال في السفارة الإيرانية بأنقرة لمناقشة تزايد تصريحات المسؤولين الإيرانيين المنتقدة لتركيا.
الرأي
تشير الاستدعاءات المتبادلة لممثلي تركيا وإيران إلى وجود توتر في العلاقات بين البلدين لم يستطيعا احتواءه في الغرف المغلقة، حيث يأتي ملفا سوريا وقسد على رأس الملفات الخلافية. فطهران ترى أن أنقرة وجّهت لها ضربة ثقيلة عبر إسقاط المعارضة السورية لنظام الأسد، مما أفقد طهران الحلقة الذهبية في محورها، وجعلها غير قادرة على إمداد حزب الله في لبنان بالدعم اللوجستي بسلاسة، فضلا عن شعورها بقرب انتقال التهديدات الخارجية للعبث داخل إيران، ولذا صدرت تصريحات حادة من علي أكبر ولايتي مستشار المرشد الإيراني للشؤون الدولية قال فيها "على المسؤولين الأتراك الالتزام بالآداب الدبلوماسية، ويجب تحذير تركيا من أن إيران لن تصمت أمام المبالغات".
في المقابل، ترى أنقرة أن طهران تعبث في الأمن الداخلي بسوريا عبر تحريك بعض المجموعات لإثارة الفوضى وإظهار الإدارة الجديدة بمظهر غير القادر على ضبط الوضع الميداني، وهو ما يتجلى في تزايد وتيرة الهجمات المسلحة التي تستهدف عناصر ودوريات أجهزة الأمن السورية في منطقة الساحل وحمص وريف دمشق، ولذا صرح وزير الخارجية التركي بأنه يمكن العبث بالأمن الداخلي لمن يعبث بأمن الآخرين، في إشارة إلى إيران.
كذلك تتوجس أنقرة من موقف طهران تجاه دعوة عبدالله أوجلان الزعيم التاريخي لحزب العمال الكردستاني لحزبه بإلقاء السلاح وحل نفسه، حيث يمكن لإيران التي تتمتع بعلاقات جيدة مع الحزب دفع بعض قادته لرفض دعوة أوجلان، وتصعيد أنشطتهم ردا على دعم تركيا للمعارضة السورية وسقوط نظام بشار، فاستقرار الوضع الداخلي في تركيا وتحقيق مصالحة مع المكوّن الكردي سيتيح لأنقرة الانخراط بفعالية أكبر في الملفات الإقليمية، وهو ما سيخصم بطبيعة الحال من رصيد إيران.
يظل من المتوقع احتواء التوتر في العلاقات التركية الإيرانية، ومناقشته عبر قنوات التواصل الدبلوماسية والأمنية، لوجود مصالح مشتركة بين البلدين، لكنه سيظهر للسطح كلما ازداد التباين بين مصالح ومواقف كل من طهران وأنقرة.