الحدث
كشفت مصادر أردنية مطلعة لصحيفة الشرق الأوسط، بأن معلومات تتحدث عن احتمالات مغادرة القوات الأميركية لقواعدها في مناطق من الشمال السوري في المدى القريب أو المتوسط، والتزامها البقاء في قاعدة التنف المحاذية للحدود الأردنية السورية العراقية فقط.
وفي سياق متصل، اختتم في العاصمة الأردنية عمّان، الأحد، اجتماعاً أمنياً رفيعاً لوزراء الدفاع ورؤساء هيئات الأركان ومديري أجهزة المخابرات في كل من الأردن وسوريا والعراق ولبنان وتركيا، في ظل التطورات الأمنية والعسكرية التي تشهدها سوريا خاصة مدن الساحل. وقد بحث الاجتماع "آليات عملانية للتعاون في محاربة الإرهاب، وتهريب المخدرات والسلاح".
الرأي
تتزايد المخاوف الأردنية بصورة لافتة من تداعيات الحديث الأمريكي عن الانسحاب من سوريا، وما سيتركه من تداعيات أمنية، على رأسها مصير آلاف المعتقلين من تنظيم الدولة - داعش (بينهم أردنيين)، المتواجدين حالياً في معتقلات تشرف عليها قوات "قسد" برعاية أمريكية، كما يخشى الأردن في حال الانسحاب الأمريكي، من تراجع اهتمام واشنطن بملف مكافحة الإرهاب في المنطقة، ونقل أعبائه لدول الجوار.
بموازاة ذلك، تعتقد عمّان أنها ستكون عاجزة لو تُركت وحيدة في مواجهة هذا الملف، في ظل مخاوف من استخدام ملف "داعش"، لخدمة أجندة كردية أو إقليمية أو "إسرائيلية" لدعم الفوضى الأمنية في سوريا، فضلاً عن استغلال إيران لحالة الفراغ والعودة مرة أخرى إلى جنوب سوريا. ومع هذا، فإن هذه الاحتمالات لا تبدو مرجحة؛ حيث سيرتبط الانسحاب الأمريكي على الأرجح بترتيبات أمنية تركية أمريكية، ستكون فيها أنقرة مسؤولة عن تأمين سجناء داعش.
ولذلك؛ فإن المخاوف الأردنية تدفع باتجاه الانفتاح بين عمّان وأنقرة لتنسيق خطط التعامل مع هذا الملف، حيث دُعيت أنقرة لاجتماع العقبة فور سقوط النظام السوري، كما حضرت تركيا الاجتماع الأمني الخماسي لدول الجوار في عمان، فيما حمل ولي العهد الأردني دعوة خاصة للرئيس التركي لزيارة قريبة للأردن. ولا تبدو هذه المخاوف بعيدة عن حسابات أنقرة، ولذلك فقد أكد المسؤولون الأتراك مؤخرا العمل على بناء تنسيق إٍقليمي (تركي - سوري – أردني - عراقي) لمواصلة جهود مكافحة داعش بعد الانسحاب الأمريكي.
كما تلعب المخاوف الأردنية دوراً أساسياً في تقارب أكبر للمملكة مع سوريا الجديدة، على قاعدة المصالح الأمنية المشتركة، والتناغم ضد تنظيم الدولة والفصائل الإيرانية ومخططات التقسيم "الإسرائيلية". وفي هذا الصدد، يعكس الاجتماعي الخماسي لدول جوار سوريا حجم المخاوف الأمنية الأردنية، مما يجعل عمّان بحاجة لجهد جماعي إقليمي، لتنسيق الجهود المرتبطة بالملفات الأمنية ومكافحة "الإرهاب"، في ظل التسريبات التي تتحدث عن خطط مدعومة إقليمياً لإحداث فوضى أمنية في سوريا، مثل محاولات إيرانية لدعم فلول النظام المخلوع، أو تحركات "إسرائيلية" لحماية الأقلية الدرزية في محافظة السويداء المتاخمة للحدود الأردنية.