الحدث
بدأت النسخة السابعة من مناورات "حزام الأمن البحري" بين إيران وروسيا والصين في المنطقة البحرية الثالثة جنوب إيران قرب ميناء تشابهار المطل على المحيط الهندي، وبمشاركة مراقبين من تسع دول، حيث تشارك فيها المدمرتان "ريزخي" و"تسيدي زهابوف" والسفينة اللوجستية "بيشينغا" من البحرية الروسية، والمدمرة "باو تو" والسفينة اللوجستية "جاو يوهو" من البحرية الصينية، فضلا عن سفن حربية إيرانية.
الرأي
تشير المداومة على تنفيذ مناورات "حزام الأمن البحري" بين إيران وروسيا والصين إلى حرص الدول الثلاث على تعزيز التنسيق البيني بين قواتها البحرية لتأمين تجاراتها وخطوطها الملاحية في ظل التعرض لمخاطر أمنية متشابهة، حيث تتعرض طهران لسياسة الضغط القصوى من طرف الولايات المتحدة، فيما تدرس واشنطن توقيف ناقلات النفط والغاز الإيراني في أعالي البحار لمصادرتها دون الاكتفاء بفرض عقوبات عليها، بينما تتعرض ناقلات النفط والغاز الروسي لعقوبات غربية، في حين تتعرض الصين لتحرشات أمريكية تجارية فضلا عن أخرى أمنية ترتبط بملف تايوان.
من جهتها، تشارك روسيا في مناورات عام 2025 بشكل أكبر من السابق، ففي عام 2023 شاركت فرقاطة روسية واحدة في المناورات، بينما شهدت مناورات عام 2024 مشاركة روسيا بالطراد "فارياج سلافا" والسفينة المضادة للغواصات "شابوشنيكوف"، وبالتالي تشير المشاركة بثلاث سفن في مناورة 2025 إلى حرص موسكو على إرسال رسالة باهتمامها بتعزيز التعاون العسكري مع إيران والصين.
وتأتي المناورات الثلاثية في ظل تخوفات في طهران من أن تكون المفاوضات الجارية بين موسكو وواشنطن حول وقف حرب أوكرانيا جزءاً من صفقة أكبر تهدف لإبعاد روسيا عن الصين وإيران مقابل تعزيز مكتسباتها في أوكرانيا، مما يعني حال تحققه ترك إيران مكشوفة دون دعم روسي في مواجهة التهديدات الأمريكية و"الإسرائيلية"، وهو ما سيمثل حال حدوثه ضربة لطهران التي تبنت منذ انسحاب إدارة ترامب الأولى من الاتفاق النووي في عام 2018 سياسة التوجه شرقا، حيث بدأت في عام 2019 تنظيم مناورات الحزام الأمني مع روسيا والصين، وانخرطت في عضوية منظمة شنغهاي للتعاون وفي مجموعة البريكس، كما قدمت طائرات مسيرة إلى روسيا في حرب أوكرانيا.