الحدث:
أعلنت جماعة الحوثي استئناف هجماتها ضد السفن "الإسرائيلية" في البحرين الأحمر والعربي وباب المندب، بعد انتهاء مهلة الأربعة أيام التي منحتها لـ"إسرائيل" للسماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة. وأكد المتحدث العسكري للجماعة، العميد يحيى سريع، أن السفن "الإسرائيلية" أو المرتبطة بها ستُستهدف بشكل مباشر، مشيرًا إلى أن استئناف العمليات البحرية مرتبط بإصرار الاحتلال على إغلاق معابر غزة واستمرار سياسة التجويع ضد الفلسطينيين.
الرأي:
لا يمثل إعادة الحوثيين استهداف السفن "الإسرائيلية" مجرد امتداد لحملتهم السابقة، بل يعكس انتقال المواجهة إلى مستوى أكثر تعقيدًا؛ فلم تعد العمليات البحرية مجرد أوراق ضغط تكتيكية، بل تحولت إلى مسار استراتيجي يستهدف رسم خرائط النفوذ في البحر الأحمر والممرات الحيوية. وبالتالي، فإن القرار الحالي لا يُقرأ فقط في سياق الحرب على غزة، بل يأتي في إطار سباق أكبر على توازنات المنطقة. من جهتهم، يدرك الحوثيون أن استئناف العمليات البحرية يمنحهم نفوذًا متزايدًا في المشهد الإقليمي، ما يجعل تحركاتهم جزءًا من ترتيبات أوسع تعيد تشكيل معادلات الصراع، سواء في اليمن أو في الإقليم ككل.
ورغم أن الحوثيين لا يمثلون تهديدًا عسكريًا ملحًّا للاحتلال "الإسرائيلي"، فإن استئناف الهجمات من المرجح أن يفتح المجال أمام ردود فعل تتجاوز الاستهدافات الجوية إلى خطوات أكثر صرامة، قد تشمل عمليات "إسرائيلية" نوعية تستهدف البنية القيادية للجماعة، فضلًا عن دعم تشكيل تحالفات إقليمية لمواجهة نفوذ الحوثيين في مناطق سيطرتهم. ومن المرجح كذلك أن يتسم النهج الأمريكي بمزيد من التصعيد ردًا على عمليات الحوثيين المتوقعة، وألا تكتفي إدارة "ترامب" بإجراءات الضغط الاقتصادي والسياسي.
