الحدث
نقلت وكالة "رويترز"، عن عشرة من كبار القادة والمسؤولين العراقيين، أن عدداً من الميليشيات المسلحة المدعومة من إيران في العراق أبدت لأول مرة استعدادها لنزع سلاحها، في خطوة تهدف إلى تجنّب تصعيد محتمل مع إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. ووفقاً للوكالة، فإن 6 من تلك المصادر هم قادة محليين من أربعة فصائل رئيسية هي كتائب حزب الله وحركة النجباء وكتائب سيد الشهداء وحركة أنصار الله الأوفياء. ويأتي هذا التحول بعد تحذيرات متكررة تلقّتها الحكومة العراقية من مسؤولين أميركيين، أبلغوا بغداد بأن استمرار نشاط هذه الميليشيات قد يعرّضها لهجمات جوية مباشرة.
وتعقيبًا على هذا الخبر، نفى فراس الياسر، عضو المكتب السياسي في "حركة النجباء"، تلك الأنباء، معتبراً إياها "مجرد كلام إعلام"، فيما أصدرت "كتائب حزب الله" بياناً ردًا على تقرير رويترز، أكدت فيه أنها لم تدل بأيّ تصريحات لوسائل الإعلام. أما المتحدث باسم الحكومة العراقية باسم العوادي، فقد رفض التعليق على الموضوع بسبب "حساسيته"، إلا أنه قال، إن المحادثات مع الفصائل المسلحة لم تنضج بعد، ولا يوجد أي موقف رسمي بهذا الصدد حتى الآن.
الرأي
بالرغم من نفي "حركة النجباء" و"كتائب حزب الله"، إلا أن الدلائل المتوفرة تزيد من احتمالات صحة ما أوردته وكالة رويترز، وإن كان من المرجح أن قراراً صريحا في هذا الصدد لم يتخذ بعد. فقد سبق أن أبلغت إدارة ترامب طهران بشروطها لتجنب عمل عسكري من بينها قطع علاقات إيران مع وكلائها الإقليميين، فيما ذكرت تقارير أخرى أن واشنطن تطرح على بغداد مسألة حل الحشد الشعبي.
وقد ذكرت تقارير بأن قائد "فيلق القدس" في الحرس الثوري الإيراني إسماعيل قآني قام بزيارة غير معلنة لبغداد مؤخرًا، والتقى خلالها قيادات في الإطار التنسيقي بحضور قادة الفصائل والحشد الشعبي، بهدف التأكيد على بقاء جبهة العراق هادئة، بالإضافة إلى قيام عدد من تلك الفصائل بإخلاء مقراتها في الرطبة غرب العراق ومناطق أخرى في محافظة نينوى، وتسليمها للقوات الأمنية بحسب شهود عيان. لكن مصادر أمنية عراقية قالت إن "المقار الرئيسية للفصائل في نينوى والأنبار ما زالت على حالها".
وبصورة عامة، ليس من المرجح أن تتخلى قوى الحشد الشعبي عن سلاحها، أو أن تقبل طهران بمثل هذا الشرط. لكن في ظل التلويح بعمل عسكري واسع، ضد إيران وضد فصائل الحشد، قد تلجأ طهران إلى خطوات تكتيكية ترضي إدارة ترامب مثل إعلان بعض الفصائل حل نفسها أو تسليم سلاحها، دون أن يكون لهذا نصيباً كبيراً على أرض الواقع، إذ قد تلجأ الفصائل للاندماج أو العمل تحت أسماء جديدة، أو حتى الانضواء شكلياً داخل أطر رسمية حكومية. وهذا يتوافق مع الأنباء التي وردت عن سحب إيران لمستشاريها من اليمن بسبب اتفاقات يتم العمل عليها بين إيران والولايات المتحدة، والتي تعد خطوة رمزية لا تعني خروج الحوثيين من دائرة المحور الإيراني الإقليمي.