العلاقات القوية بين أذربيجان و"إسرائيل" قد تفتح الباب لضم باكو إلى "اتفاقيات أبراهام"

الساعة : 16:03
22 أبريل 2025
العلاقات القوية بين أذربيجان و

المصدر: جيويش نيوز سينديكيت

ترجمة: صدارة للمعلومات والاستشارات

لفت تقريران إعلاميان مؤخرًا إلى المكانة الدولية الناشئة لجمهورية أذربيجان القوقازية وعلاقاتها بـ"إسرائيل"؛ يتعلق التقرير الأول بالمشاركة المتزايدة لشركة النفط الأذربيجانية الحكومية "سوكار" في قطاع الطاقة "الإسرائيلي"، ما استلزم قيام "سوكار" بأولى عمليات الحفر خارج أذربيجان. ويتعلق التقرير الثاني بزيارة مبعوث الرئيس "ترامب" إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، إلى الدولة القوقازية، وذلك بعد موافقة "نتنياهو" ومجموعة من الحاخامات البارزين؛ حيث دفع هؤلاء الحاخامات، بمن فيهم مؤسس مركز "سيمون فيزنتال"، لإدراج أذربيجان في إطار "اتفاقيات أبراهام"، وإلى تعزيز التحالف الثلاثي بين واشنطن وتل أبيب وباكو.

لقد بدأت العلاقة بين أذربيجان و"إسرائيل" عام 1992، بعد وقت قصير من حصول الأولى على استقلالها عن الاتحاد السوفيتي، عندما أقامت الدولتان علاقات دبلوماسية، استمرت في التطور. وفي آذار/ مارس 2023، افتتحت باكو سفارتها في "إسرائيل"، ما أضفى الطابع الرسمي على ثلاثة عقود من العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.

أما على الصعيد الاقتصادي، فمنذ التسعينيات لعبت أذربيجان دورًا كبيرًا في تعزيز أمن "إسرائيل" وتعزيز وصولها إلى الطاقة؛ حيث توفر باكو ما يصل إلى 60% من استهلاك البنزين في "إسرائيل"، إضافةً إلى أن كلا البلدين يحافظان على تعاون قوي في مجالات الدفاع والاستخبارات والتجارة.

وخلال الصراع الحالي بين "حماس" و"إسرائيل"، ورد أن أذربيجان كانت الدولة الوحيدة ذات الأغلبية المسلمة التي تدعم "إسرائيل". ورغم ضغوط الدول الإسلامية الأخرى، حافظت القيادة الأذربيجانية على شراكتها الاستراتيجية مع الدولة اليهودية. فبعد هجمات "حماس" في السابع من أكتوبر 2023، تجمع مواطنون أذربيجانيون حول السفارة "الإسرائيلية" في باكو، معربين عن دعمهم وتعاطفهم بالزهور والشموع التذكارية.

من ناحية أخرى، تنعكس العلاقات الدافئة في علاقة قوية بشكل عام مع الجالية اليهودية في البلاد؛ فقد صرح سفير "إسرائيل" في باكو مؤخرًا قائلًا: "لقد عاش اليهود في أذربيجان في وئام وتسامح مع بقية المجتمع لقرون". وفي جلسة خاصة عقدت مؤخرًا بالكونجرس الأمريكي، أعلن حاخام الجالية السفاردية في باكو أن "اليهود في أذربيجان لم يواجهوا أبدًا معاداة السامية، وتعتبر الحكومة أي تهديد لليهود تهديدًا للاستقرار الوطني". وعلى عكس العديد من الدول الأخرى، حتى في الغرب، لا حاجة لتواجد عناصر أمن في المعابد والمدارس اليهودية.

في ضوء التحليل السابق، ليس من المستغرب أن تتزايد الأصوات الداعية لتوسيع إطار "اتفاقيات أبراهام" ليشمل أذربيجان؛ فلا يوجد في الواقع أي حجة مقنعة لمعارضة مثل هذا الاقتراح.

وإذا أثمرت هذه المبادرة فإنها ستشكل تطورًا هائلًا، بل ينذر بالسوء بالنسبة لإيران التي لا تزال خصمًا مشتركًا يهدد ليس فقط الولايات المتحدة وأذربيجان و"إسرائيل"، بل أعضاء آخرين في "اتفاقيات أبراهام"، خصوصًا في منطقة الخليج العربي وشبه الجزيرة العربية.

ومن الإنصاف القول إن السياسة الخارجية لـ"إسرائيل" في العقود الأخيرة كانت غالبًا ما تكون معيبة، لكن فيما يتعلق بقرار بدء العلاقة مع أذربيجان ورعايتها، تجب الإشادة بصانعي السياسات في "إسرائيل" على بصيرتهم الجديرة بالثناء وصياغة نموذج للعبة إيجابية لجميع المعنيين بهذه الساحة.