دعا المحلل السابق في وكالة المخابرات المركزية الأمريكية (CIA)، كولين وينستون، واشنطن وتل أبيب لاتخاذ إجراءات عسكرية حاسمة ضد البرنامج النووي الإيراني، يفضل أن تكون من خلال ضربة مشتركة ومنسقة. محذراً في مقال نشره "ميدل ايست فورم" من أن إيران على وشك إنتاج ما يكفي من اليورانيوم عالي التخصيب لصنع عدة قنابل نووية – وهي قريبة جدًا من تحقيق ذلك لدرجة أن الاعتماد على تحذير استخباراتي أمريكي أو "إسرائيلي" في الوقت المناسب حول "انفجار" وشيك قد لا يكون استراتيجية موثوقة بعد الآن.
ومن وجهة نظر وينستون، الذي خدم في الـCIA كمتخصص في شؤون المنطقة لمدة 30 عاما، فإن كلا من حزب الله وحماس لا يمثلان حالياً تهديداً لدولة الاحتلال، وبات محور المقاومة الإيراني في حالة انهيار. ومع هذا؛ فإن اختراق "إسرائيل" للأجواء الإيرانية مرتين العام الماضي – وتدمير دفاعات طهران الجوية وتقويض قدراتها الصاروخية – قد أقنع القادة الإيرانيين، الذين كانوا متشككين سابقًا بشأن الحاجة إلى قنبلة نووية، بأن امتلاكها أصبح ضروريًا لردع "الاعتداءات الإسرائيلية" المستقبلية. أي أن انهيار "محور المقاومة" الإيراني يمنح طهران حافزًا إضافيًا لتطوير الأسلحة النووية.
ويشير وينستون، الذي عمل بعد تقاعده كأكبر خبير داخلي في شؤون الشرق الأوسط لدى منظمة "إيباك"، إلى مؤشرات تثير القلق حول نهج إيران النووي تتمثل في الآتي:
1. أفاد مسؤولون أمريكيون حاليون وسابقون لصحيفة نيويورك تايمز في فبراير بأن طهران تفكر في تصميم جهاز نووي بدائي ولكن فتاك، مثل أول الأسلحة النووية الأمريكية، وهي عملية تتطلب أشهراً، بدلًا من استخدام تقنيات متقدمة لتصنيع قنبلة متطورة تُركب على صاروخ باليستي، وهو ما قد يستغرق عامين.
2. أفاد مكتب مدير المخابرات الوطنية الأمريكية (ODNI) بأن إيران استمرت في زيادة مخزونها من اليورانيوم المخصب بنسبة 20% و60%،كما أنها تصنع وتُشغّل عددًا متزايدًا من أجهزة الطرد المركزي المتقدمة.
3. قدرت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن إيران ستحتاج فقط إلى أسابيع للانتقال من حد التخصيب الذاتي الحالي البالغ 60% إلى مستوى 90% أو أكثر اللازم لصنع قنبلة نووية.
4. في نوفمبر 2024، كان مخزون إيران من الوقود المخصب بنسبة 60% كافيًا لإنتاج أربع قنابل نووية على الأقل في فترة وجيزة، والعديد من القنابل الأخرى في غضون أشهر.
5. على مدار الأشهر الستة الماضية، زادت إيران بشكل كبير من كمية وسرعة التخصيب إلى مستوى 60%.
6. يناقش المسؤولون الإيرانيون الآن علنًا إيجابيات وسلبيات تطوير قنبلة نووية، حيث صرّح وزير الخارجية عباس عراقجي مؤخرًا بأن "هناك نقاشًا جاريًا في إيران حول ما إذا كان ينبغي علينا تغيير عقيدتنا النووية".
7. في أكتوبر الماضي، بعث 39 نائبًا إيرانيًا برسالة مفتوحة إلى المجلس الأعلى للأمن القومي، يحثون فيها البلاد على "إعادة تقييم عقيدتها الدفاعية" لصالح امتلاك أسلحة نووية.
وعلى الرغم من أن المخابرات الوطنية الأمريكية لم تحدّث تقييمها بعد، حيث لا تزال تشير إلى أنه "اعتبارًا من 26 سبتمبر 2024، لا تبني إيران سلاحًا نوويًا"، لكنّ هذا يشير إلى تحوّل طفيف عن تقييمها لعام 2023، الذي أكد أن "إيران لا تنفذ حاليًا الأنشطة الرئيسية لتطوير الأسلحة النووية التي ستكون ضرورية لإنتاج جهاز نووي قابل للاختبار"، أي أن طهران لم تجمع بعد كل عناصر القنبلة النووية القابلة للإطلاق، لكنها مستمرة في بناء الأجزاء الفردية، حيث تستمر إيران في توسيع مرافق تخصيب اليورانيوم في فوردو ونطنز، وهناك تقارير متعددة تفيد بأن طهران تعمل على تحسين دقة صواريخها الباليستية.