مؤشرات على استمرار نشاط الموساد داخل إيران في ظل مضاعفة طهران عمليات تسليحها

الساعة : 12:24
23 يوليو 2025
مؤشرات على استمرار نشاط الموساد داخل إيران في ظل مضاعفة طهران عمليات تسليحها

المصدر: ذا ميديا لاين

ترجمة: صدارة للمعلومات والاستشارات

ربما يكون وقف إطلاق النار الهش قد أوقف حربًا مفتوحة بين "إسرائيل" وإيران، لكن تبعاتها أثبتت أنها بعيدة كل البعد عن الاستقرار؛ ففي الأسابيع التي أعقبت هدنة الـ24 من حزيران/ يونيو ، هزت سلسلة انفجارات غامضة بعض المناطق في الداخل الإيراني، بينما اندلعت اضطرابات جديدة على طول حدود "إسرائيل" الشمالية، ما يُشير إلى أن المنطقة لا تزال عالقة في هدوء هش. وفي الـ14 من تموز/ يوليو الجاري، هز انفجار مجمعًا سكنيًا بالقرب من مدينة قم الدينية، وأسفر عن إصابة عدد من المدنيين. من جهتها، عزت السلطات الإيرانية الانفجار إلى تسرب غاز، لكن مع استمرار ظهور حوادث مماثلة بالقرب من طهران وكرج ومراكز حضرية أخرى تتزايد الشكوك.

ففي هذا الصدد، لا يستبعد الدكتور هاي إيتان كوهين ياناروكاك، الباحث في مركز موشيه ديان لدراسات الشرق الأوسط وأفريقيا وفي معهد القدس للاستراتيجية والأمن، الاحتمال بأن تكون عمليات "الموساد" لا تزال نشطة داخل إيران. فقال "ياناروكاك" موضحًا: "إن دقة بعض هذه الهجمات وحقيقة أنها ضربت مواقع محددة وحساسة، تشبه لحد كبير البصمة العملياتية للموساد"، وأضاف: "نعم، لقد فعلوا ما فعلوه بنجاح كبير خلال الصراع، وأعتقد أنه لم يتم الكشف عن جميع تلك الأصول الاستخباراتية، ومن المرجح جدًا أن تواصل إسرائيل الحفاظ على قدراتها على الأرض".

وأضاف "ياناروكاك" أن هذه العمليات، إذا استمرت، تمثل جزءًا من عقيدة الاستخبارات "الإسرائيلية" الراسخة، موضحاً أن "إسرائيل لا تعتمد فقط على القوة الجوية، فالعمليات البرية، المستهدفة والهادئة والجراحية، غالبًا ما تكون أكثر فعالية في تشكيل سلوك العدو دون إشعال حرب أوسع". وأشار الباحث إلى أن استمرار الأنشطة السرية قد يكون مرتبطًا بالتهديد المستمر الذي يشكله الحوثيون، الذين استمروا في إطلاق الصواريخ على "إسرائيل" رغم وقف إطلاق النار. وقال "ياناروكاك": "إسرائيل تتعلم من هذه التهديدات الجديدة، والحقيقة هي أن الجهات الفاعلة غير المتكافئة مثل الحوثيين قد غيرت المعادلة الأمنية؛ فقد أصبحت الاستخبارات والردع غير التقليدي الآن أكثر أهمية من أي وقت مضى".

في ظل هذه الانفجارات الغامضة، تُعيد إيران تسليح نفسها بشكل واضح؛ فقد وردت أنباء عن وصول أنظمة صواريخ أرض-جو صينية الصنع في الأسابيع الأخيرة، وتُجرى حاليًا مناقشات جديدة بشأن الأسلحة مع كوريا الشمالية. ورغم التكهنات، لم يتم تأكيد أي شحنات أسلحة روسية، رغم توقيع طهران وموسكو معاهدة شراكة استراتيجية شاملة في وقت سابق من هذا العام. ويشير المحللون إلى أنه في حين يسعى الطرفان لتعميق تعاونهما الاستراتيجي، فإن التزامات روسيا العسكرية في أماكن أخرى وحساباتها الدبلوماسية قد تُؤخر عمليات نقل الأسلحة فعليًا. كما كشفت إيران عن صاروخ "قاسم بصير" الباليستي متوسط المدى، ما يُشير إلى نيتها لتطوير قدراتها رغم العقوبات، لكن رغم هذا الزخم العسكري، يرى بعض الخبراء أنها تتبع سياسة ضبط النفس.

وفي هذا الإطار، قال "ياناروكاك": "تعرضت إيران للإذلال في حزيران/ يونيو، لكنها تُدرك أن جولة ثانية ستكون انتحارية"، وأضاف: "أظهرت الضربات الجوية التي نفذتها إسرائيل تفوقًا جويًا واستخباراتيًا، ويدرك قادة إيران أن مواجهة مباشرة أخرى قد تُدمر بنيتهم التحتية واقتصادهم ونفوذهم الدولي".

وفسّر "ياناروكاك" إغلاق المجال الجوي الإيراني مؤخرًا واختبارات الرادار على أنها إعادة ضبط القدرات الدفاعية، وليست استعدادًا لهجوم، وقال: "قد نشهد بناءً للردع، وليس تصعيدًا، ومع ذلك فإن المؤسسة الأمنية الإسرائيلية متيقظة؛ فإذا أكدت المعلومات الاستخباراتية أن إيران تستأنف التخصيب النووي أو تستعد لهجوم، فإن العمل الوقائي يظل مطروحًا على الطاولة".