خطة نزع سلاح حزب الله غير قابلة للتنفيذ وتهدد الاستقرار الداخلي

الساعة : 15:49
18 أغسطس 2025
خطة نزع سلاح حزب الله غير قابلة للتنفيذ وتهدد الاستقرار الداخلي

المصدر: موقع بارس توداي

ترجمة: صدارة للمعلومات والاستشارات

طُرحت في الأسابيع الأخيرة خطة لنزع سلاح "حزب الله"، والتي دفعت المناخ السياسي في لبنان إلى نقطة الغليان في فترة تعتبر الأكثر سخونة واضطرابًا في غرب آسيا بشكل عام. وقد نقلت صحيفة "بارس توداي" عن وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية "إرنا"، أن هذه الخطة طُرحت بضغط أمريكي ودعم من "إسرائيل" وبعض الحكومات الإقليمية، وينظر إليها من قبل العديد من المراقبين ليس فقط على أنها انتهاك لسيادة لبنان، بل أيضًا كمصدر محتمل لعدم الاستقرار الداخلي وتصاعد التوترات الإقليمية، بتجاهلها للواقع السياسي والأمني للبلاد.

وتتضمن الخطة الأمريكية التي طرحتها واشنطن: نزع سلاح "حزب الله" بالكامل، ونشر الجيش اللبناني في الجنوب، ووعد من "إسرائيل" بالانسحاب من خمس نقاط محتلة، وحل القضايا الحدودية، والمطالبة بتعزيز السيادة الوطنية. لكن كل هذه الأهداف تخدم مصالح "إسرائيل" والولايات المتحدة في المقام الأول؛ فشرط نزع السلاح دون وقف الاعتداءات "الإسرائيلية"، والالتزامات المشروطة، وغياب الضمانات الأمنية الموثوقة، تجعل هذه الخطة تبدو غير واقعية.

التحديات الداخلية

1-     الانقسامات الطائفية:

إن القرار الأخير الذي صدر في مجلس الوزراء اللبناني دون حضور الوزراء الشيعة، ينتهك الأعراف السياسية اللبنانية ويزيد من حدة التوترات الطائفية. فقد اعتبره "حزب الله" و"حركة أمل" غير قانوني، بينما يعتبره الشيعة تهديدًا وجوديًا، كما تُظهر تجربة أزمة عام 2008 أن مثل هذه الإجراءات قد تؤدي إلى صراع داخلي.

2-     ضعف الجيش اللبناني:

لا يلبي الجيش سوى جزءاً يسيراً من احتياجاته العملياتية، ويفتقر إلى القدرة الدفاعية الكافية، كما فاقمت الأزمة الاقتصادية هذا الضعف، لذلك تبدو مهمة نزع السلاح غير عملية بالنسبة لوضع الجيش.

3-     إضعاف السيادة الوطنية:

في الوقت الذي تهاجم فيه "إسرائيل" الأراضي اللبنانية يوميًا وتستمر في احتلال مناطق معينة، فإن نزع سلاح "حزب الله" يعني القضاء على قوة الردع الوحيدة.

التبعات الإقليمية

تعتبر خطة نزع سلاح "حزب الله" جزءًا من الاستراتيجية الأوسع للولايات المتحدة و"إسرائيل" لإضعاف محور المقاومة، في أعقاب عملية "طوفان الأقصى". وتستخدم "إسرائيل" هذه الخطة لتبرير هجماتها على "حزب الله"، ما يزيد من خطر نشوب صراع إقليمي أوسع. علاوةً على ذلك، فإن التدخلات الأجنبية، إلى جانب عمليات المراقبة بالطائرات المسيّرة والأقمار الصناعية، تُقوّض سيادة لبنان.

السيناريوهات المحتملة

·      استمرار الجمود السياسي: ما يجعل الخطة حبرًا على ورق.

·      صراع داخلي: إذا أصرت الحكومة اللبنانية على فرض الخطة بالقوة.

·      حوار وطني: لصياغة استراتيجية دفاعية مشتركة؛ ومع ذلك فبدون وقف الاعتداءات "الإسرائيلية" وضمانات أمنية موثوقة، يبدو هذا مستبعدًا.

والخلاصة: إن خطة نزع سلاح "حزب الله"، نظرًا لانتهاكها التوافق الطائفي وانعدام الضمانات الأمنية والتدخل الأجنبي، ليست غير قابلة للتنفيذ فحسب، بل إنها تُعرّض لبنان لعدم الاستقرار والهيمنة الخارجية. وما دامت الاعتداءات "الإسرائيلية" مستمرة، ولم يتم تقديم أي ضمانات أمنية ذات مصداقية، فإن سلاح المقاومة، الذي يُنظر إليه باعتباره الضامن للأمن الوطني، سيبقى غير قابل للتفاوض.