تطورات الأجهزة الأمنية
اجتمع الرئيس أردوغان على حدة بكل من رئيس وزراء باكستان في إسطنبول بحضور وزيري الخارجية والدفاع ورئيس الاستخبارات، والرئيس الأوكراني حيث ناقشوا الملفات المشتركة، في حضر أردوغان رفقة نظيريه الأذري والباكستاني قمة ثلاثية في باكو، ورفقة رئيس الوزراء العراقي "اجتماع مجلس التعاون الاستراتيجي رفيع المستوى بين تركيا والعراق".
كما استقبل الرئيس أردوغان نظيره السوري في إسطنبول بحضور وزيري الخارجية والدفاع التركيين، ورئيس الاستخبارات ورئيس هيئة الصناعات الدفاعية، فيما التقى الشرع في إسطنبول مع السفير الأمريكي لدى أنقرة ومبعوث واشنطن الخاص إلى سوريا.
إلى ذلك، استضافت إسطنبول مفاوضات بين الجانبين الروسي والأوكراني، واجتمع على هامشها وزير الخارجية الأمريكي مع مستشاري الأمن القومي من بريطانيا وفرنسا وألمانيا، كما اجتمع وفد إيراني مع مجموعة الدول الأوروبية الثلاث (المملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا) بإسطنبول لمناقشة المفاوضات النووية وملف العقوبات، فيما انعقد في ولاية أنطاليا اجتماع وزراء خارجية حلف الناتو.
من جهته، اجتمع وزير الخارجية هاكان فيدان مع الرئيس الروسي في موسكو، واستقبل نظيره السوري قبيل اجتماع ثلاثي ضم وزراء خارجية تركيا وسوريا والأردن، فيما اجتمع مع نظيره السعودي في الرياض ثم ترأسا الاجتماع الثاني لمجلس التنسيق التركي السعودي، بينما شارك في جلسة على هامش الاجتماع غير الرسمي لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في وارسو. من جانبه، أجرى رئيس الاستخبارات زيارة إلى دمشق حيث استقبله الرئيس السوري أحمد الشرع، فيما استقبل وزير الدفاع السوري المدير العام للدفاع والأمن بوزارة الدفاع التركية، إلكاي آلتينداغ.
من جانبه، استقبل وزير الدفاع يشار غولر، في إسطنبول رئيس وزراء باكستان، واجتمع مع قائد الجيش الباكستاني بنظيره الآذري في باكو، وحضر لقاء الرئيسين التركي والأوكراني، واجتمع رفقة رئيس الأركان مع رئيس هيئة الأركان الأردنية اللواء يوسف الحنيطي، ومع القائد الأعلى لقوات حلف الناتو. ورافق غولر الرئيس السوري في زيارة إلى مصنع "تانك –باليت" لإنتاج الدبابات بولاية سكاريا، فيما زار "الفرقة 39 مشاة ميكانيكية" في قبرص التركية على هامش مشاركته في مهرجان "تكنوفيست". كما استقبل غولر نظيره القطري، واجتمع في ياوندي مع رئيس الكاميرون على هامش حضوره "الاجتماع الثالث للجنة الاقتصادية المشتركة بين تركيا والكاميرون" ، ومع كل من نائب وزير دفاع أذربيجان، السفير الباكستاني لدى أنقرة، رئيس أركان سلطنة عمان، ورئيس هيئة الأركان البولندية في بولندا. من جهته، استقبل رئيس الأركان التركي قائد العمليات المشتركة المجرية، ورئيس أركان جيش كازاخستان، وشارك في "اجتماع رؤساء أركان الناتو" في بروكسل، بينما استقبل قائد القوات البرية التركية نظيره القطري في أنقرة.
على جانب التعاون العسكري والأمني، انعقد أول اجتماع للحوار العسكري رفيع المستوى بين تركيا ومصر بحضور رئيسي أركان البلدين، كذلك اجتمع رئيس هيئة الأركان التركي مع قائد القوات البرية الأمريكية في أوروبا وأفريقيا، في أنقرة، واجتمعت مجموعة العمل التركية – الأمريكية المشتركة بشأن سوريا في واشنطن. وانعقدت "المحادثات الثامنة بين القوات الجوية التركية ونظيرتها الكورية"، فيما شارك نائب وزير الدفاع التركي في منتدى أمن البحر الأسود والبلقان المنعقد في رومانيا، وفي "الاجتماع الثاني لمجلس التنسيق التركي السعودي" بالمملكة، بموازاة اجتماعه مع نائب وزير الدفاع السعودي. كما شارك قائد البحرية التركية في "اجتماع قادة القوات البحرية الأوروبية" في لاتفيا بينما حضر قائد القوات الجوية التركية اجتماع "الضمانات الأمنية في أوكرانيا" الذي استضافته قيادتي القوات الجوية الفرنسية والبريطانية. وانعقد المؤتمر الثامن عشر لرؤساء أركان دول البلقان في إسطنبول، كما انعقد مؤتمر العمليات المتعددة الوسائط لحلف الناتو تحت عنوان "استكشاف مستقبل القتال ودور العمليات المتعددة الوسائط في تشكيل المسرح" في أنقرة بحضور رئيس الأركان التركي.
على صعيد التدريبات، اختتمت هيئة الأركان العامة فعاليات "يوم المراقب المميز" في إطار مناورات الدفاع السيبراني "الدرع المغلق 2025" التابعة لحلف الناتو. وأجرى الجيش التركي مناورات في قبرص التركية لمحاكاة صدّ هجوم مدرّع واسع النطاق، كما جرت مناورات "إرجييس" المحمولة جواً في ولاية قيصري، ومناورات الحرب الإلكترونية المشتركة بين تركيا وأذربيجان في قونية. وشاركت الفرقاطة TCG BANDIRMA في تدريبات بحرية في إطار مهمة قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل)، فيما تم تنفيذ تدريب بحري لأفراد البحرية الليبية وطلاب الأكاديمية البحرية الليبية على متن السفينة TCG GELİBOLU ، ومناورات "الأناضول الدولية "2025 بولاية قونيا بمشاركة قوات من عدة دول صديقة، ومناورات "ذئب البحر 2025" في البحر الأسود وبحر مرمرة وبحر إيجة وشرق البحر الأبيض المتوسط، بينما زارت السفينة الحربية GÖKÇEADA ميناء الإسكندرية بمصر.
مستجدات الإجراءات الأمنية
· وافقت واشنطن على بيع صواريخ AIM-120C-8 AMRAAM لتركيا بقيمة 225 مليون دولار، لتعزيز قدراتها الدفاعية الجوية.
· أحال القضاء ملفات 8 من نواب حزب الشعب الجمهوري، بينهم رئيس الحزب أوزغور أوزال، للجنة الانضباط في مجلس النواب مطالبًا برفع الحصانة البرلمانية عنهم، وذلك في إطار التحقيقات في اتهام أوزال ومساعديه بدفع رشاوي للفوز بانتخابات رئاسة الحزب.
· أوقفت السلطات الأمنية في إطار الموجة الرابعة من عمليات مكافحة الفساد والرشوة التي تستهدف بلدية إسطنبول، 42 شخصًا من أصل 49 صدرت بحقهم قرارات توقيف.
· أعلنت وزارة الخارجية إجلاء 82 مواطنًا تركيًّا من ليبيا لحمايتهم من الاشتباكات الدائرة في البلاد.
· أفرجت السلطات التركية عن الصحفي السويدي يواكيم ميدين، والذي اعتُقل في مارس/ أذار الماضي بتهمة إهانة الرئيس أردوغان.
· أصدر قاضٍ أمريكي قرارًا بالإفراج عن طالبة الدكتوراه التركية، رميساء أوزترك، التي اعتُقلَت بسبب مشاركتها في المظاهرات الداعمة لغزة.
· قررت وزارة الداخلية عزل والي تونجيلي ورئيس بلديتها بالوصاية، وتعيين مساعده في المنصب بشكل مؤقت، وذلك بعد رفض الوالي السماح لمسيرة تأبين لأحد عناصر حزب العمال الكردستاني ما أدى لنشوب أزمة في ظل عملية المصالحة التي تتم بين الدولة والتنظيم.
· نفذت وزارة الداخلية عملية ضد شركة Papara للتحويلات الإلكترونية، بتهمة التورط في تنظيم مراهنات غير قانونية وغسل الأموال. وأصدر المدعي العام في إسطنبول أمر توقيف بحق 13 شخصًا بينهم مالك الشركة أحمد فاروق كارسلي.
أبرز الأحداث الأمنية
· عقد حزب العمال الكردستاني مؤتمره الاستثنائي، وأعلن استجابته لدعوة زعيمه عبد الله أوجلان، وتخليه عن السلاح وتفكيك الحزب.
· أطلقت النيابة العامة عملية أمنية استهدفت عناصر من تنظيم "غولن" داخل القوات المسلحة، وأسفرت عن توقيف 46 عسكريًا.
· أعلن وزير الداخلية القبض على 23 من المطلوبين من جنسيات مختلفة بتهم متنوعة، من بينها الجريمة المنظمة والقتل العمد والاعتداء الجنسي والنصب والاحتيال وتجارة المخدرات؛ بينهم مطلوب لروسيا بتهمة الإرهاب الدولي، وآخر مطلوب لجورجيا بتهمة الانتماء لعصابة جريمة منظمة، وذلك في عمليات أمنية نُفِّذت في 6 ولايات تركية.
· تسلّمت الداخلية 4 ملاحقين دولياً بالنشرة الحمراء بجرائم تتعلق بتأمين مواد مخدرة والتجارة بها، والقتل والاحتيال، وذلك عقب القبض عليهم في جورجيا.
· فكك جهاز الاستخبارات خلية تجسس صينية تستخدم أبراج اتصالات وهمية (IMSI-catchers) للتنصت على هواتف مواطنين إيجور مقيمين في تركيا.
· كشف وزير الخارجية أنه تعرض قبل 5 سنوات لمحاولة اغتيال بالتسميم بواسطة كميات كبيرة من الزرنيخ والزئبق.
· أعلن الجيش أنه منذ 8 يناير/كانون الثاني، دمر 132 كيلومترًا من الأنفاق في منطقة تل رفعت و108 كيلومترات في منطقة منبج بالأراضي السورية.
· قُتل الرقيب بالجيش أوندر أوزن في هجوم شمال العراق.
· أعلن الجيش استسلام 7 عناصر من حزب العمال الكردستاني فروا من ملاجئهم في شمال العراق.
· أطلق مواطن تركي 5 رصاصات من مسدسه في محيط القنصلية "الإسرائيلية" في إسطنبول.
المؤشرات والاتجاهات الأمنية
· يقدم استقبال الرئيس التركي لرئيس وزراء باكستان رفقة قائد الجيش الباكستاني دعماً لإسلام أباد لا يقتصر على الجانب الدبلوماسي، وإنما يشير لعمق الشراكة الأمنية والدفاعية والتي تجلت في التصعيد بين الهند وباكستان. وفي المقابل، قد تُبطئ الهند مشاريع تعاون استثماري وتكنولوجي مع أنقرة ردا على موقفها الداعم لباكستان، كما يُرجح أن تحرص الهند في المقابل إلى تعميق شراكتها مع اليونان وقبرص وإسرائيل وأرمينيا.
· سوف يعيد قرار حزب العمال الكردستاني بحلّ نفسه تشكيل البيئة الأمنية داخل وخارج وتركيا مع سوريا والعراق. حيث من المرجح أن تؤدي الخطوة، ومجمل مسار المصالحة، إلى الحد من التهديدات الأمنية المحلية المتمثلة في هجمات التنظيم الانتقامية، وخارجيا سنشهد مع الوقت تراجعا للتوترات الأمنية بين تركيا والعراق مع تراجع الحاجة لتنفيذ هجمات في العمق العراقي، ويرجح كذلك أن ينعكس إيجابا على علاقاتها مع الدول الأوروبية التي تنشط فيها جاليات كردية.
· اعتقال عسكريين بتهمة العلاقة مع تنظيم غولن يشير إلى أن المصالحة مع الأكراد لا تعني تبني نفس المقاربة تجاه ملف جماعة غولن، وأن الملاحقة الأمنية لعناصر التنظيم ستظل نشطة.
