الحرب بين إيران والكيان الإسرائيلي.. معطيات وخلاصات - عدد 01

الساعة : 18:04
19 يونيو 2025
الحرب بين إيران والكيان الإسرائيلي.. معطيات وخلاصات - عدد 01

أبرز المعطيات والمؤشرات

·     كشف مسؤولون أن إيران بعثت رسائل عاجلة إلى "إسرائيل" والولايات المتحدة عبر وسطاء عرب، تُشير فيها إلى رغبتها في وقف الأعمال العدائية واستئناف المفاوضات حول برنامجها النووي، شريطة ألّا تنضم الولايات المتحدة إلى الهجوم، وإبقاء التصعيد تحت السيطرة. (موقع عرب 48)

·     أكد تقرير نشرته شبكة CNN الأمريكية بأن تقييمات الاستخبارات الأميركية تشير إلى أن إيران لم تكن تسعى بنشاط إلى امتلاك سلاح نووي فحسب، بل كانت أيضاً على بعد ثلاث سنوات من القدرة على إنتاجه. (موقع عربي 21)

·     لفت موقع" Breaking Defense" إلى أن المسافات الجغرافية الشاسعة بين القواعد الجوية "الإسرائيلية" والأهداف داخل إيران، إلى جانب محدودية قدرات التزود بالوقود جوّاً، تجعل من سيناريو السيطرة الجوية "الإسرائيلية" الكاملة "غير واقعي". (موقع لبنان 24)

·     كشفت صحيفة "هآرتس" أن جهاز "الموساد" أنشأ قاعدة سرية لطائرات مُسيّرة مفخخة داخل إيران قبل وقت طويل من بدء الهجوم، لافتةً إلى أن فرق كوماندوز تابعة لـ"الموساد" نشرت أيضًا أنظمة أسلحة دقيقة التوجيه في أراضٍ مفتوحة قريبة من منظومات الدفاع الجوي الإيرانية، وتم تفعيلها لحظة بدء الهجوم الجوي. وأشارت الصحيفة إلى أن "الموساد" زرع كذلك معدات هجومية وأنظمة تكنولوجية متقدمة على متن مركبات داخل إيران، استُخدمت لتدمير أنظمة الدفاع الجوي الإيرانية، وذلك بهدف فتح المجال أمام المقاتلات "الإسرائيلية" لاستهداف مواقعها دون اعتراض. (شبكة قدس الإخبارية)

·     أفادت مصادر مطّلعة بأن منطقة جنوب الليطاني خالية تقريباً من سلاح "حزب الله" بنسبة كبيرة، وأن احتمالات حصول أيّ ردّة فعل من داخل هذه المنطقة ضعيف جدًا. (موقع أساس ميديا، لبنان)

·     كشفت مصادر مطلعة أن "إسرائيل" أجرت اتصالات مع الدول الصديقة للبنان وطلبت ايصال رسائل واضحة بأن أي صاروخ أو مسيرة ستطلق نحو المستوطنات "الاسرائيلية" ستتعامل معها "اسرائيل" على أنها حرباً لبنانية ضدها، وبالتالي سيكون ردها على المرافق الحكومية وعلى البنى التحتية اللبنانية. (موقع ليبانون فايلز، لبنان)

·     أعطى رئيس الجمهورية اللبنانية، جوزيف عون،عقب اجتماع أمني، توجيهات صريحة بوجوب رفع منسوب التيقّظ في محيط المخيمات الفلسطينية وفي مواقع وجود فصائل كحماس والجهاد الإسلامي ومجموعات إسلامية تدور في فلك محور المقاومة. وفي هذا الصدد تواصل مسؤولون لبنانيون مع عدد من الفصائل الفلسطينية ضمن سياق رسالة واضحة بوقوف لبنان على حياد كامل عن مجريات المواجهات العسكرية بين الطرفين، والتحذير من أيّ عمل أمنيّ فلسطيني انطلاقًا من الأراضي اللبنانية، تحت طائلة الإجراءات الصارمة. (صحيفة المدن، لبنان)

·       أشارت معطيات إلى أن منظمة "مجاهدي خلق" المعارضة للنظام الإيراني شاركت في عمليات سّرية داخل إيران وأمّنت نجاح الضربة الأولى المباغتة. (صحيفة الجمهورية، لبنان)

·     أفادت مصادر متابعة بأنّ القوات العراقية وسعت دائرة التشديد الأمني والاستخباري لضبط تحركات الفصائل العراقية الحليفة لطهران وتأمين المصالح الأمريكية في البلاد. (صحيفة العربي الجديد)

·     ذكرت معلومات أن الفصائل المسلحة التابعة لإيران تلقت قبل عدة شهور، صواريخ باليستية وطائرات مسيرة خُزِّنَت في منشآت تحت الأرض في البصرة والأنبار والموصل. (مركز الإمارات للسياسات)

·     كشفت مصادر متابعة أنّ السلطات السورية أصدرت أوامر بالردّ على مصادر النيران إذا ما حاولت فصائل "الحشد الشعبي" إطلاق صواريخ في اتجاه نقاط أمريكية في شرق الفرات. (صحيفة الأخبار، لبنان)

·     كشف مصادر دبلوماسية مصرية رفيعة المستوى عن تشكيل "خلية أزمة" في القاهرة تضم ممثلين عن الأجهزة الأمنية والسياسية والدبلوماسية، لتقييم أبعاد التصعيد "الإسرائيلي"، ومتابعة التحركات العسكرية والدبلوماسية المرتبطة به، للحفاظ على مصالح القاهرة ومنع تآكل مكانتها في بنية الإقليم. (صحيفة العربي الجديد)

·     كشفت صحيفة "يسرائيل هيوم"، أن الجيش "الإسرائيلي" يقدر أن العمليات التي حددها ضمن الحرب على إيران ستُستكمل خلال "أيام معدودة"، تتراوح بين خمسة إلى عشرة أيام، وبحد أقصى أسبوعين. (موقع عرب 48)

·     كشفت مصادر عبرية أن وحدة الاستخبارات العسكرية قامت بتشكيل فرق متخصصة لبناء بنك أهداف نوعي داخل إيران، بحيث تولى كل فريق مسؤولية نوع محدد من الأهداف، من بينها الصواريخ الباليستية، القيادة والسيطرة، الدفاع الجوي، المنشآت النووية، والاقتصاد. (موقع عرب 48)

·     ذكر الجيش "الإسرائيلي" أن إيران أنشأت شعبة خاصة في سلاح الجو تحت اسم "قسم إيران" لتحسين الاستعدادات في هذا المجال، مشيرًا إلى أن إيران لم تستخدم بعد اثنين من أقوى أسلحتها بعيدة المدى: صواريخ ثقيلة تحمل أكثر من طن من المتفجرات كصاروخ"خورمشهر" ، وصواريخ كروز فائقة السرعة، التي يصعب اكتشافها واعتراضها.

·     كشفت  معلومات أن الولايات المتحدة تشارك في اعتراض الصواريخ الإيرانية عبر سفينة مزودة بنظام "إيجيس" ترسو قبالة سواحل "إسرائيل"، وذلك إلى جانب بطاريتي "ثاد"، اللتين تشاركان بشكل كامل في اعتراض الصواريخ الإيرانية إلى جانب نظام "حيتس الإسرائيلي". (صحيفة القدس العربي)

تحليلات عربية وغربية

·     عرض الكاتب، دانيال بايمن، في مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية، مجموعة من السيناريوهات المحتملة لجولة المواجهة بين "إسرائيل" وإيران، تتراوح بين فرص التهدئة تحت ضغط دولي، واحتمالات التصعيد الإقليمي أو صراع طويل الأمد، وهذه السيناريوهات كالتالي:

-      السيناريو الأول: يفترض أن تستثمر طهران الضربات التي نفذتها لتعلن أنها "ردّت" وألحقت أذى، لكنها سرعان ما تقبل بالجهود الأمريكية والدولية للتوصل إلى وقف إطلاق نار، وهذا يُعتبر "استسلام على مضض بواجهة حفظ ماء الوجه".

-      السيناريو الثاني: أن تصمد إيران وتوجّه ضربات متتالية لـ"إسرائيل"، بينما يتزايد الضغط الدولي على "تل أبيب" لوقف الحرب. ويبقى موقف الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، عاملًا حاسمًا، معتبرًا أنّ إذا مارس "ترامب" ضغطًا فعليًا، قد تقطع "إسرائيل" العمليات، على أمل أن تكون الأضرار التي ألحقتها بإيران كافية.

-      السيناريو الثالث: الأكثر خطورة، وربما الأكثر ترجيحًا، أن تتسع الحرب لتشمل مواجهة مفتوحة مع الولايات المتحدة؛ إذ قد تُبادر الولايات المتحدة إلى توسيع العمليات إذا رأت أن الضربات "الإسرائيلية" لم تكن كافية، فتتجه إلى استهداف منشآت مثل "فوردو" بذخائر خارقة للتحصينات. وتوقع "بايمن" أن تستنفر إيران حلفاءها في لبنان والعراق واليمن لتنفيذ هجمات ضد أهداف "إسرائيلية" وأمريكية.

-      السيناريو الرابع: أن تستمر الحرب دون نهاية رسمية، فحتى لو توقفت الضربات الكبرى، قد يستمر نزاع منخفض الحدة لعدة أشهر. وقد تشمل الردود "الإسرائيلية" ضربات صاروخية أو جوية، إلى جانب اغتيالات وتخريب داخل إيران، في مقابل هجمات صاروخية وعمليات أمنية من الجانب الإيراني. لن تكون حربًا شاملة، لكنها لن تمثل سلامًا أيضًا. وفي ظل هذا النمط، قد تطوّر إيران برنامجًا نوويًا سريًا خارج نظام الرقابة الدولي، مستندة إلى الضربات "الإسرائيلية" كمبرر. (موقع الخليج الجديد)

·       رأت دراسة تحليلية لمركز الإمارات للسياسات بأن هناك عدة سيناريوهات لفض المواجهة بين إيران و"إسرائيل" وفق التالي:

-      السيناريو الأول: التوافُق على وقف لإطلاق النار؛ مقابل عودة إيران إلى مسار المفاوضات، من أجل توافق جديد، قد لا يتضمن هذه المرة البرنامج النووي فحسب بل يمتدّ إلى البرنامج الصاروخي. غير أن هذا السيناريو يواجه عقبة "إسرائيلية" واضحة؛ إذ تعتقد "إسرائيل" أن المسار الذي بدأته لتحييد البرنامج النووي والبرنامج الصاروخي، ودفعت له ثمناً كبيراً بدأ يؤتي ثماره، وأن مزيدًا من الوقت سيكون كافيًا لها لإراحة المجتمع الدولي من هذين الملفين الخلافيين.

-      السيناريو الثاني: فرض وقف إطلاق النار؛ بين البلدين بقرار أممي تحت البند السابع من ميثاق الأمم المتحدة، وذلك تحت وطأة الضغوط التي تمارسها أطراف دولية مثل الولايات المتحدة والصين وروسيا، وأطراف إقليمية مثل قطر وعمان والسعودية. ويصبح مثل هذا السيناريو أكثر احتمالاً في حال كانت الهجمات الإيرانية على "إسرائيل" مؤذية إلى حدّ يصعب على الولايات المتحدة تجاهله، ولم تتوافر الرغبة لدى الإدارة الأمريكية بالانخراط في الحرب. ويعزز من احتمالات تحقق السيناريو التأثير السلبي الذي تركته المواجهة الإسرائيلية - الإيرانية إلى الآن على الاقتصادات الإقليمية، وأسعار النفط والغاز العالمية. لكنّه مع ذلك يظلّ احتمالاً مُستبعداً طالما اعتقدت إسرائيل أنها قادرة على تحقيق أهدافها الموضوعة للحرب في خلال مدة زمنية قصيرة.

-      السيناريو الثالث: انخفاض وتيرة المواجهة دون توقفها؛ تحت وطأة الكلفة الاقتصادية التي تضعها على عاتق كل من الاقتصاد الإيراني والاقتصاد "الإسرائيلي"، وتحت وطأة الخشية من ردة فعل الجانب الآخر. وفي هذه الحالة، ستكون المواجهة بين البلدين مستمرة، ولكن بوتيرة أقل بكثير من الوتيرة الراهنة في حالة يمكن أن توصف بالحالة "لا حرب، ولا سلام" بانتظار حدوث تغيير سياسي في أحد البلدين، أو كليهما.

وفي الخلاصة تبدو سيناريوهات وضع حد للتصعيد الميداني أكثر احتمالاً حتى الآن؛ على رغم أنها لا تزال تواجه عقبات لافتة من بينها عقبة مَنْ يتوقف أولاً، إذ تلح إيران أن انسحابها من هذه المواجهة ينبغي أن يكون مُشرّفاً، وبعد أن تظهر للمجتمع الدولي أن قدراتها الصاروخية كانت فاعلة إلى درجة توفر لها ردعاً معقولاً. وتبقى الخشية قائمة (وإن باحتمال ضعيف) من أن تتجه إيران نحو مناورة لتعزيز الردع تستند على استخدام قدراتها الصاروخية ضد أهداف غير "إسرائيلية"، وذلك لإرغام المجتمع الدولي على الضغط على إسرائيل لوقف التصعيد. (مركز الإمارات للسياسات)

·     رأى موقع "The American Conservative" الأميركي أن لدى موسكو أسبابها الخاصة لدعم الاتفاق بين الولايات المتحدة وإيران: فباعتبارها عضواً في نادي الأسلحة النووية، فهي ليست مهتمة بانضمام دول أخرى، بما في ذلك إيران، ورغم مخاوف موسكو، من أن يسهم رفع العقوبات عن إيران في اندماجها مجددًا في الأسواق العالمية وتقليل اعتمادها على روسيا، وأن تسهم زيادة صادرات النفط الإيراني لانخفاض ربحية الهيدروكربونات الروسية، إلا أن تلك المخاوف لا تطغى على الحوافز الإيجابية التي تدفع موسكو إلى تسهيل التوصل إلى اتفاق بين واشنطن وطهران، إذ أن أي اتفاق محتمل سيكون اتفاقًا ضيقًا لمنع الانتشار، مما يحد من الخسائر المحتملة لروسيا. وخلص الموقع إلى أن روسيا ترى في مشاركتها المحتملة في حل الأزمة النووية مع إيران وسيلة لتعزيز صورتها باعتبارها وسيطاً دبلوماسياً قوياً لا غنى عنه، وهي السمعة التي يمكن استغلالها لتحسين العلاقات مع واشنطن، وهو أحد الأهداف الرئيسية لبوتين. (موقع لبنان 24)

·     رأى مدير عام المجلس الروسي للشؤون الدولية، في مقال له بصحيفة "كوميرسانت" الروسية، أندريه كورتونوف، أنّ التصعيد في الشرق الأوسط يحقق لروسيا عدة مكاسب:

-      أولها ارتفاع الأسعار والطلب على موارد الطاقة الروسية، لا سيما في حال وصل الأمر إلى إغلاق مضيق هرمز،

-      وثانيها انشغال خصوم موسكو عن القضية الأوكرانية وتفاقم الخلافات حول أجندة الشرق الأوسط بين الولايات المتحدة وحلفائها الأوروبيين،

-      وثالثها الإمكانية النظرية لأداء دور الوساطة بين الأطراف المتناحرة لتعزيز نفوذ موسكو في المنطقة ما بعد سقوط نظام الأسد.  

بالمقابل، أقرّ "كورتونوف" بأن التصعيد الجاري يحمل في طياته مخاطر هامة وأعباء محتملة على موسكو، وفي مقدمتها "عجز موسكو عن الحيلولة دون شن "إسرائيل" ضربة مكثفة على دولة وقّعت معها اتفاقية "شراكة استراتيجية شاملة" في ظل عدم جاهزية موسكو للذهاب أبعد من التنديد بالأعمال الإسرائيلية إلى تقديم دعم عسكري لإيران. (صحيفة العربي الجديد)

·     لفت الرئيس السابق لفرع إيران في قسم الأبحاث بجهاز الاستخبارات العسكرية "أمان"، داني سيترينوفيتش، إلى أنّ "إسرائيل" حققت أقصى الإنجازات خلال ضربتها الافتتاحية ضد إيران، لكن استمرار الحملة من شأنه أن يستدرجها لما تسمى مسألة "انخفاض الإنتاجية الهامشية"، ودون قرار من الإدارة الأمريكية بالانضمام إلى "تل أبيب"، فإن هناك مخاطرة بخوض حملة طويلة من شأنها أن تؤدي لتآكل الإنجازات العملياتية، مرجحًا عدم دخول أمريكا الحرب، إلّا إذا أخطأت إيران بمهاجمة القواعد الأمريكية في الخليج.

ورأى "سيترينوفيتش" أنّ الأطراف قد تنتقل لحالة من "الاستنزاف" التي قد تتضرر فيها المصالح الأمنية "الإسرائيلية" بسبب الثمن الباهظ الذي يدفعه الاقتصاد والمجتمع نتيجة استمرار الحملة، موضحًا أنّ قدرة "تل أبيب" على الإطاحة بالنظام الإيراني بمفردها تكاد تكون معدومة، حتى لو قامت بتوسيع "بنك أهدافها"، وضربت مواقع الطاقة في مختلف أنحاء إيران. وشدد "داني" بأن على "إسرائيل" أن تدرك بأنها لا تملك القدرة على تعطيل القدرات النووية، أو منظومة الصواريخ أرض-أرض الإيرانية بشكل كامل، وبالتالي فعليها أن تحافظ على الإنجازات المهمة التي تحققت بداية الحملة، من خلال تجنب الانزلاق لنظام استنزاف تتمتع فيه إيران بميزة أساسية على "إسرائيل" بسبب مساحتها، والسعي مع المجتمع الدولي والولايات المتحدة على وضع خطة سياسية تسمح بإنهاء الحرب. (موقع عربي 21)

·     رأى المحلل السياسي، عبد الله قمح، أن "تل أبيب" وواشنطن يعلمان بأن طهران تسعى إلى تثبيت معادلة ردع جديدة بما يشمل إعادة رسم ميزان القوى، لذا يراهنون على مواصلة الضربات والاغتيالات، وربما التوسّع إلى ضرب منشآت حيوية كمخازن الطاقة والمصافي النفطية والغازية، بهدف إرغام طهران على التنازل تحت النار، غير أن إيران تتبع مقاربة مزدوجة، تقوم على انخراط عسكري مدروس، ومرونة دبلوماسية محسوبة. فهي لم تعلن الحرب رسمياً بعد، وتؤكد أن ما تقوم به يندرج تحت عنوان "الدفاع المشروع"، لكنها في الوقت نفسه، لا تبدو مستعدة لأي تسوية لا تعكس الوقائع العسكرية الجديدة، ولا تعيد التوازن الاستراتيجي على الأرض، بمعنى أنها تعتبر نفسها مقبلة على تسوية معينة، لكن لن يحصل ذلك وفق قواعد ما قبل 13 حزيران إنما ما بعده، ولن تخطو خطوة في هذا الاتجاه إلا عندما تتأكد بأنها قامت بصيانة التوازن العسكري مع "تل أبيب". (موقع ليبانون ديبايت، لبنان)

·     رأى نائب مساعد وزير الدفاع الأميركي السابق لشؤون الشرق الأوسط، دانيال شابيرو، في مقال له بمجلة "فورين أفيرز"  أن الحرب قد لا تنتهي حتى لو تراجعت إيران عسكريًا، موضحًا أن "إسرائيل" قد تواجه موجات من الهجمات غير المتماثلة، مثل الهجمات السيبرانية أو محاولات استهداف دبلوماسييها ومصالحها التجارية حول العالم، كما توقّع أن يشارك الحوثيون أو حتى "حزب الله"، رغم تراجع قوته، في جولات محدودة من الرد، استجابة لضغوط طهران. 

ولفت "شابيرو" إلى أن واشنطن تملك حاليًا قدرات كافية لتوجيه ضربات قاصمة لإيران، بما في ذلك استهداف منشأة "فوردو" النووية المحصّنة، لكن في المقابل، سترد إيران عبر استهداف القواعد الأميركية في البحرين والكويت وقطر والسعودية والإمارات، باستخدام طائرات مسيّرة وصواريخ قصيرة المدى، كما أن الميليشيات الشيعية في العراق قد تستأنف إطلاق النار على القواعد الأميركية. وختم "شابيرو" بالتحذير من أن طهران قد تندفع الآن نحو "اختراق نووي يائس"، وهو ما يضع إدارة ترامب أمام مفترق طرق: إما التدخل العسكري لمنع إيران من بلوغ العتبة النووية، أو ترك "إسرائيل" تخوض المواجهة منفردة دون ضبط أو رادع، بما قد ينذر بانزلاق أوسع في المنطقة. (موقع الخليج الجديد)

·     رأى مجموعة من المحللين أن أهم ما قد يمنع "حزب الله" من الانخراط في الصراع الدائر بين إيران وإسرائيل هو تراجع قدراته العسكرية وخسارته أبرز قادته، وإحباط أي حربٍ سينخرطُ بها لمحاولاته في إعادة ترميم نفسه. واعتبر المحللون أن "حزب الله"سيبقى خارج دائرة الحرب في هذه المرحلة التي يرى فيها أن إيران قادرة على الدفاع عن نفسها ما يعني أن لا حاجة بالنسبة إليه للانخراط في هذه المواجهة، ومن المبكر جداً تقدير ما إذا كان سيحافظ على هذا الموقف في حال اشتد الصراع وتصاعد وتيرته إلى حدّ أصبحت إيران بحاجة إلى تدخل الحلفاء. (موقع لبنان 24)

قراءات وخلاصات مركز "صدارة"

·     تعرضت إيران إلى خسائر كبيرة فيما يتعلق بالبنية التحتية للبرنامج الصاروخي، وقدرات الدفاع الجوي، فضلا عن الأثر النفسي الواسع لاغتيال القادة العسكريين وعدد معتبر من علماء البرنامج النووي. فيما يتعلق بالبرنامج النووي، فإن الخسائر على الأرجح مازالت محتملة، ومن ثم فإن مبررات التدخل الأمريكي تظل قائمة ومحتملة على اعتبار أن هدف الهجوم من الجانب الأمريكي هو إخضاع إيران وإنهاء قدراتها النووية.

·     من الجانب "الإسرائيلي"، فإن هدف إسقاط النظام هو الهدف المركزي للعملية العسكرية، وحتى مسألة تقويض البرنامج النووي تأتي ضمن هذا الهدف المركزي. ولذلك؛ فإن الهجوم يجب النظر إليه ضمن خطوات ستتواصل بهدف استنزاف إيران، وإظهار ضعف نظامها وعدم قدرته على حماية قدرات البلاد العسكرية والتقنية، مع الرهان على إثر ذلك في تحفيز التحركات الداخلية المناهضة لنظام الحكم، وزيادة جرأة المجموعات الانفصالية والجماعات المعارضة. لكنّ الحرب من جهة أخرى تستنهض الشعور القومي الذي يفيد النظام في توحيد الجبهة الداخلية في مواجهة محاولات إضعاف إيران وإخضاعها وحرمانها من حقها في امتلاك التكنولوجيا النووية السلمية.

·     والخلاصة أن هدف تغيير النظام مازال يبدو بعيد المنال في اللحظة الراهنة، كما أن احتمال استسلام إيران مازال من المبكر ترجيحه خلال الأيام القلية القادمة. وبينما تبدو كافة السيناريوهات التي تقترحها التحليلات والتقديرات منطقية وممكنة من الناحية النظرية، فلا أحد في الوقت الراهن يمكنه الجزم بمسار تطور الأحداث أو ترجيح شكل نهاية الحرب.