الحرب بين إيران والكيان الإسرائيلي.. معطيات وخلاصات - عدد 02

الساعة : 21:20
24 يونيو 2025
الحرب بين إيران والكيان الإسرائيلي.. معطيات وخلاصات - عدد 02

أبرز المعطيات والمؤشرات

·     كشف مصدر سياسي إيراني رفيع المستوى، أن إدارة "ترامب" أبلغت إيران عبر طرف ثالث في 21 يونيو/حزيران أنها لا تسعى إلى مواجهة شاملة، وأنها تنوي فقط ضرب مواقع فوردو وأصفهان ونطنز النووية.  من جهة أخرى، أضاف المصدر أن المرشد الإيراني، علي خامنئي، أصدر بعد دخول الحرب أمرا لمجلس الخبراء للاستعداد للانعقاد فورًا في حال احتمال مقتله أو وفاته، واختيار خلف له، مشيراً إلى أن المرشد اختار ثلاثة من كبار رجال الدين كمرشحين محتملين لخلافته، في حال مقتله. (موقع أمواج ميديا + صحفية المدن، لبنان)

·     أفاد مسؤول كبير في البيت الأبيض بأن إعلان الرئيس "ترامب" عن اتفاق وقف إطلاق النار بين "إسرائيل" وإيران فاجأ حتى بعض كبار مسؤولي إدارته، مشيرًا إلى أن الاتفاق قد تحقق بفضل تدخل أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني. وفي السياق، أفادت صحيفة "نيويورك تايمز" بأن إيران نسقت الهجمات على القاعدة الجوية الأمريكية في قطر مع مسؤولين قطريين، وأبلغت مسبقًا بقدومها لتقليل الخسائر. (شبكة الهدهد الإخبارية)

·     كشفت القناة 12 العبرية بأن التقديرات في "إسرائيل" أن إيران لم تستخدم بعد نوعين من أسلحتها بعيدة المدى الأكثر خطورة وهما الصواريخ الثقيلة التي تحمل أكثر من طن من المواد المتفجرة، والصواريخ الجوالة "كروز"، التي يصعب اكتشافها واعتراضها. (شبكة الهدهد الإخبارية)

·     كشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" أن ما يعرف باسم "منتدى قطع الرؤوس"، وهو اسم غير رسمي، في مجتمع الاستخبارات "الإسرائيلي" وهي مجموعة تضم نحو 20 ضابطاً، اجتمعوا في سلسلة مناقشات بدأت في نهاية عام 2024، وراجعوا خلالها ملفات جميع العلماء المشاركين في مشروع إيران النووي، مشيرة إلى أنهم وضعوا أكثر من 100 اسم لعلماء نوويين إيرانيين لاختيار استهداف أول 10 منهم في الموجة الأولى من الغارات الجوية على طهران من بينهم، صُنِّف أربعة علماء فقط ضمن الفئة الأولى للمشروع النووي، كان أحدهم فريدون عباسي، إلى جانب العالم أكبر متلي زاده، وسعيد برجي، ومنصور عسكري. (شبكة الهدهد الإخبارية)

·     أفاد تقرير لوكالة "بلومبرغ" بأن إيران تخترق كاميرات المراقبة الخاصة في "إسرائيل" لجمع معلومات استخباراتية بهدف جعل ضرباتها الصاروخية أكثر دقّة. (شبكة قدس الإخبارية)

·     ذكر تقرير "إسرائيلي" أن مقرّبين من "نتنياهو" يبحثون في إمكانية التوجّه إلى انتخابات مبكرة "خاطفة" خلال الفترة المقبلة، في محاولة للاستفادة من الحرب "الإسرائيلية" على إيران التي يُنظر إليها كـ"نجاح إستراتيجي غير مسبوق. ولفت التقرير إلى أن "نتنياهو" قد يجنح كذلك إلى إيقاف الحرب على قطاع غزة، بما يشمل التوصّل إلى صفقة تبادل أسرى، ومن ثم محاولة توظيف هذه التطورات سياسيًا والتوجّه إلى انتخابات "سريعة. وفي هذا الصدد، أظهر استطلاع جديد أجرته القناة 13 العبرية، أنّ حزب الليكود عاد ليكون الحزب الأكبر في "إسرائيل" في ظلّ الحرب، وذلك للمرّة الأولى منذ السابع من أكتوبر 2023. (موقع عرب 48)

·     أفادت معلومات بأن قادة وزعماء الفصائل في العراق اتخذوا سلسلة تغييرات أمنية واسعة، طاولت مقرات سكنهم وإلغاء أنشطة وفعاليات أسبوعية لهم، وتغيير أرقام هواتفهم هم ومرافقيهم الدائمين، واستبدال مقرّات ومكاتب عملهم. (صحيفة العربي الجديد)

·     كشف وزير الدفاع العراقي ثابت العباسي، عن خطة لتطوير القدرات الدفاعية والقتالية لبلاده، تستند أساسًا إلى تعاقدات للتسلّح بعيداً عن واشنطن، مشيراً إلى أن المرحلة المقبلة ستشهد المزيد من خطوات التحديث العسكري والتسليح النوعي. (صحيفة العربي الجديد)

·     أفادت تقديرات سلاح الجو "الإسرائيلي" بأنه قد تم إخراج أكثر من 200 منصة لإطلاق صواريخ أرض-أرض من الخدمة، في إطار عمليات استهدفت كذلك مواقع إنتاج وتخزين صواريخ كانت مخصصة لاستهداف مواقع "إسرائيلية". (موقع عرب 48)

·     أفادت تسريبات بأن اجتماعات أردنية رسمية مغلقة مؤخرًا ناقشت تقديرات تشير إلى أن "نتنياهو" يجهز لعمليات عسكرية تستهدف مواقع أساسية في الداخل العراقي بدعوى التصدّي لأذرع إيران في العراق. (صحيفة رأي اليوم)

·     أفادت مصادر إيرانية بأن طهران غير راضية عن الدعم الروسي في الوقت الحالي، وتريد من الرئيس "بوتين" بذل المزيد من الجهود لمساندتها في مواجهة "إسرائيل" والولايات المتحدة. (صحيفة المدن، لبنان)

·     لفتت تسريبات إلى أنّ رادار "كوريجيك" قرب مدينة "ملاطيا" التركية، يقدّم بيانات معلومات واستكشاف ورصد واسعة للأميركيين، وهؤلاء ينقلونها مباشرة إلى "الإسرائيليين".  (صحيفة الأخبار، لبنان)

·     كشف مصدر إقليميّ واسع الاطّلاع أنّ المبعوث الأميركيّ لشؤون الشّرق الأوسط ستيفن ويتكوف أرسلَ عرضاً إلى وزير الخارجيّة الإيرانيّ عبّاس عراقجي يومَ الثّلاثاء الماضي يقوم على الآتي:

-      وقف تخصيب اليورانيوم على الأراضي الإيرانيّة وفي كلّ المنشآت، بما في ذلكَ محطّة “فوردو” المُعرّضة للاستهداف في أيّ لحظة.

-      انضمام إيران إلى اتّحادٍ إقليميّ لتخصيب اليورانيوم، يضمّها إلى جانب الدّول العربيّة وغير العربيّة الطّامحة إلى تشييد منشآت نوويّة للأغراض السّلميّة.

-        أن يكونَ مقرّ هذا الاتّحاد خارج الأراضي الإيرانيّة.

بالمقابل، تركّزَ الرّدّ الإيرانيّ على الآتي:

-      إيران مُهتمّة بالحلّ السّياسيّ للملفّ النّوويّ. لكنّها لا تستطيع أن تخوضَ جولات تفاوض من دون وقفٍ لإطلاق النّار، وهذا السّقف الذي حدّده المُرشد الإيرانيّ علي خامنئيّ للمُفاوض الإيرانيّ.

-      لا يُمكن أن تتخلّى إيران عن حقّها في تخصيب اليورانيوم فوقَ أراضيها، لكنّها مُستعدّة لقبول تخصيب اليورانيوم على مستوى 3.67% على أراضيها، وما زادَ على ذلكَ يكون خارج أراضيها في روسيا أو وفق أيّ صيغة أخرى.

-      قد تقبَل إيران بفكرة إنشاء اتّحادٍ إقليميّ مع دُول المنطقة لتخصيب اليورانيوم من دون أن تخصّبَ هي اليورانيوم على أيّ مستوى، بشرطِ أن يكونَ مقرّ هذا الاتّحاد على الأراضي الإيرانيّة.

-      طرحَ الإيرانيّون فكرةً لمكان الاتّحاد الإقليميّ تتضمّن أن يُشيَّدَ على واحدةٍ من الجزر الإماراتيّة الـ3 المُحتلّة من قِبَل طهران، إذ تعتبر إيران الجزر الـ3 أراضيَ إيرانيّة، بينما تعتبرها دُول المنطقة أراضيَ إماراتيّة بالكامل. (موقع أساس ميديا، لبنان)

تحليلات عربية وغربية

·     رأى المحلل السياسي، علي منتش، أن الرد الإيراني المحدود على القصف الأميركي لمفاعل "فوردو" يُظهر أن هناك تسوية غير مُعلنة ربما تم التوصّل إليها بين واشنطن وطهران، فالهجوم الأميركي، الذي استهدف منشأة نووية شديدة الحساسية من دون أن يُدمّرها بشكل فعلي، قابله رد إيراني باهت على "قاعدة العديد" في قطر، وهو ما لا يتناسب إطلاقًا مع رمزية وحجم الهدف الإيراني المُستهدف. فالضربة الأميركية التي طالت منشأة فوردو لم تكن عادية، فهي استهدفت واحدًا من الأعصاب النووية الحساسة لإيران. ومع ذلك، فإن حقيقة أن المنشأة لم تُدمّر – وفقًا للمؤشرات والمعلومات المتقاطعة – توحي بأن الهجوم ربما كان "شكليا" أكثر مما هو مدمر، وقد يكون أتى في إطار إيصال رسالة حازمة من دون الذهاب نحو كسر الخطوط الحمراء، لإعطاء ترامب فرصة النزول عن الشجرة.

وأضاف "منتش" بأنه قد بدا واضحًا أن إيران تلقّفت هذه الرسالة وقرّرت النزول عن الشجرة بدورها عبر ردّ مدروس ومحدود، لم يُسفر عن خسائر بشرية أميركية ولم يتسبب بتصعيد. فالرد الإيراني بدا أقرب إلى "الواجب" السياسي والعسكري منه إلى ردّ حقيقي، فاختيار "قاعدة العديد"، ذات الطابع الرمزي الكبير، وتنفيذ الهجوم بطريقة محسوبة، يُشير إلى أن طهران أرادت حفظ ماء الوجه من دون إغلاق الباب أمام التفاهمات. في المقابل، أظهرت إسرائيل أنها تدرك بدقّة أن المفاعل لم يتعرض لأضرار كبيرة، والدليل على ذلك أنها لم تُكمل استهداف المنشأة، بل ركزت لاحقًا على قصف الطرقات المؤدية إليها، ربما بهدف منع نقل مواد أو معدات حساسة، مما يعزز فرضية أن الضربة كانت محدودة ومضبوطة الإيقاع. (موقع لبنان 24)

·     رأى المحلل السياسي في صحيفة "إسرائيل اليوم"، يوآف ليمور، بأنه وقبل الحصول على تقدير دقيق لأضرار الهجوم الأمريكي على مواقع إيران النووية، فإن أهمية هذا الهجوم أكبر من نتائجه، مشيرًا إلى أن الولايات المتحدة نفذت تعهدها بعدم السماح لإيران بالاقتراب من القدرة النووية، وخلال ذلك أوفت بتحالفها الاستراتيجي مع "إسرائيل" وأوصلت التنسيق العملياتي بين الجيشين إلى الذروة. ونقل "ليمور" بأن الرأي السائد في جهاز الأمن هو أن نقطة الذروة الحالية يجب استغلالها لتقييد إيران باتفاق متشدد، مرفق بفرض عقوبات كبيرة، بحيث تتضمن قضايا الذرة، إنتاج الصواريخ ونشر "الإرهاب". في موازاة ذلك، يمكن لإسرائيل التقدم نحو توسيع اتفاقات إبراهيم بطريقة تخلف تحالف عسكري، سياسي واقتصادي، إقليمي الذي سيصعب على إعادة ترميم إيران. (مركز الناطور للدراسات والأبحاث)

·     رأى محللون أن نجاح عمليات سلاح الجو واضح ليس فقط في انخفاض عدد الاطلاقات النسبي من قبل إيران، بل أيضا طبيعتها، فالعمليات الكثيفة في غرب إيران أجبرت الإيرانيين على سحب منصات إطلاق الصواريخ الى الشرق، وإطلاق صواريخ لمسافات أبعد التي مشكوك فيه انها خططت لاستخدامها الآن. (مركز الناطور للدراسات والأبحاث)

·     رأى مصدر عسكري مطّلع أن الضربات المعلنة ضد المنشآت النووية الإيرانية، مهما بلغ مستواها التقني، غير قادرة علميًا على شلّ المشروع النووي الإيراني أو تدميره بالكامل، في ظل غياب استخدام القوة النووية ذاتها، وبحسب المعلومات المنشورة سابقاً في مراكز تقييم مستقلة، فإن أكثر السيناريوهات تفاؤلاً لدى الجهات العسكرية والاستخبارية تشير إلى إمكانية إحداث تأخير مؤقّت لا يتجاوز بضعة أشهر في نشاطات التخصيب والبنية التحتية المرتبطة بها، من دون القدرة على إحداث شلل حقيقي للمشروع. (موقع لبنان 24)

·       خلصت مجموعة من التحليلات حول الضربة الأمريكية إلى ما يلي:

-      أن الضربة لم تُنفذ بهدف إشعال حرب مفتوحة، بل لفرض تسوية دبلوماسية من موقع قوة، حيث نُفّذت الضربة العسكرية بالتوازي مع إيصال رسائل دبلوماسية واضحة إلى طهران عبر قنوات متعددة، تضمنت من جهة تحذيرًا أميركيًا صارمًا من مغبة التصعيد، ومن جهة أخرى عرضًا لإعادة فتح باب المفاوضات وفق شروط جديدة.

-      حرصت واشنطن على رسم حدود للضربة: لا استهداف للبنية التحتية العامة، ولا قصف لبنية النظام الرئيسية، ولا اغتيال سياسيين أو قادة عسكريين. ويعزز ذلك فرضية أن الضربة إضافة لنوعيتها، فقد حملت ملامح استعراضية – سياسية أكثر منها عملية تمهيد لحرب شاملة، ومن الواضح أن ترامب سعى من خلال هذه العملية إلى تحقيق نصر سريع يمكن وصفه بالاستراتيجي، لكن دون التورط في معركة مفتوحة أو مُكلفة.

-      رغم فداحة الضربة الفنية ورمزيتها العالية، لم تُخرج واشنطن أو طهران عن قاعدة الاشتباك المدروس. بينما سعت إدارة ترامب إلى رسم حدود النار دون التورط في حرب وبالتالي، يمكن الجزم أن الضربة الأميركية، رغم رمزيتها ومستواها العملياتي، لم تتجاوز الخطوط الحمراء الإيرانية التي تُدخل المواجهة في خانة الحسابات الصفرية؛ أي شن حملة عسكرية شاملة تهدف لإسقاط النظام، أو تنفيذ عملية اغتيال تطال رأس النظام ممثلًا في المرشد الأعلى علي خامنئي. (شبكة قدس الإخبارية)

·     رأى نائب رئيس معهد الشرق الأوسط للسياسات، والمحلل العسكري السابق في وكالة المخابرات المركزية الأمريكية لشؤون الخليج العربي، كينيث بولاك، في مقال نشرته "فورين أفيرز"، بأن أجهزة الاستخبارات "الإسرائيلية" والغربية الأخرى قد تواجه صعوبة بالغة في العثور على مواقع نووية إيرانية سرية جديدة، وقد تواجه "إسرائيل" صعوبة في تدمير تلك المواقع حتى لو تم تحديدها، إذ من المرجح أن تُعززها إيران بما يتجاوز ما فعلته بمنشآتها الحالية. واعتبر بولاك أن التحدي الحقيقي لـ"إسرائيل" والولايات المتحدة وأي حكومة أخرى عازمة على منع الانتشار النووي في الشرق الأوسط، يتمثل في إيجاد سبل لمنع إيران من اتباع المسار الذي سلكه العراق عقب ضربه حيث تكون أفضل طريقة لمنع إعادة بناء إيران هي السعي الحثيث نحو اتفاق نووي جديد مع طهران، في الوقت الذي ستكون فيه قيادة إيران أقل اهتمامًا به نظرًا لغضبها المحتمل من الهجوم "الإسرائيلي". وبدون مثل هذا الاتفاق الجديد، ربما نجحت "إسرائيل" في إبطاء البرنامج النووي الإيراني على المدى القصير - ربما لمدة عام أو عامين - فقط لضمان تهديد إيران المسلحة نوويًا بعد ذلك بوقت قصير. (موقع عربي 21)

·     تعتقد بعض الدوائر السياسية والأمنية الغربية أن إيران، التي تدرك مدى حساسية امتلاكها السلاح النووي إقليمياً ودولياً وتعرف أنه لن يسمح لها بأيّ حال ببناء برنامج عسكري نووي، ليست مهتمّةً بتطوير سلاح نووي، بل تحاول عبر برنامجها النووي استدراج الغرب، وتحديداً الولايات المتحدة، إلى مقايضة تشتمل الاعتراف بنفوذها الإقليمي وضمانات أمنية بعدم استهدافها، ويدلل هؤلاء على صواب رأيهم بأن إيران أبدت مرّتين استعدادها للتخلّي عن برنامجها النووي في مقابل ضمانات أمنية من الولايات المتحدة، الأولى بعد غزو العراق عام 2003، عندما عرضت حكومة الرئيس محمد خاتمي على إدارة الرئيس جورج بوش (الابن) تفكيك برنامجها النووي، لكن هذا الأخير رفض العرض اعتقاداً منه أن غزو العراق سيكون له فعل الدومينو في المنطقة، وأن النظام الإيراني ساقط لا محالة.

أما الثانية عام 2015، عندما وقّعت إيران الاتفاق النووي مع إدارة الرئيس باراك أوباما في مقابل الاعتراف بنفوذها الإقليمي (بلغ ذروته بعد الانسحاب الأميركي من العراق، واكتمل هلال النفوذ الإيراني في امتداد المشرق العربي)، وعدم المساس ببرنامجها الصاروخي. وأضافت الأوساط أن من المحتمل أن تكون إيران قد توصّلت بعد اغتيال الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله (سبتمبر/ أيلول 2024)، وسقوط نظام الأسد بعد شهرين، إلى أنه لم يبقَ أمامها لتجنّب مصير حلفائها سوى امتلاك سلاح نووي، لكن ترامب استعجلها بمهلة الستّين يوماً للرضوخ لمطالبه. ربّما تكون إيران قد حاولت مشاغلة ترامب بالمفاوضات وشراء بعض الوقت ريثما تتمكّن من إعلان نفسها قوةً نوويةً، لكن الواضح أنها لم تنجح. (صحيفة العربي الجديد)

·     رأى محللون بأنه ورغم أن إيران تركز استثماراتها الاستراتيجية على ثلاثة أركان أساسية: ترسانة كبيرة من الصواريخ الباليستية، وأسطول من الطائرات المسيّرة الفتاكة، وبرنامج نووي يبدو أنه كان على أعتاب مرحلة عسكرية، إلا أن هذا البناء العسكري الهائل يقف على بنية رقمية هشة، تتجلّى في الثغرات التالية: شبكات اتصالات بالية عفا عليها الزمن، وتقنيات مراقبة تكشف أسرار الدولة بدل حمايتها، وقطع متعمّد للإنترنت حوّل منظومة الدفاع إلى حالة من "العمى التكتيكي".

ولفت المحللون إلى أنه وبينما تنطلق صواريخ إيران الباليستية وطائراتها المسيّرة نحو "تل أبيب"، تتحول شبكات اتصالاتها المدنية إلى نقطة ضعف حرجة. فلا تزال 74% من الشبكات تعتمد على تقنيات 2G/3G القديمة، وفق تقرير GSMA لعام 2023، مما يفتح ثغرات في بروتوكول SS7 يتسبب في تسريب مواقع المستخدمين الجغرافية، كما تزداد المخاطر في المدن، حيث تنتشر أجهزة التنصت (IMSI Catchers) بكثافة تصل إلى ثلاثة أضعاف المتوسط الإقليمي (دراسة "أمن الاتصالات في الشرق الأوسط" – معهد سينتري بدبي)، محوِّلةً الشوارع إلى فخاخٍ استخباراتيةٍ تلتقط أسرار الجيش والدولة من الهواء. حتى التطبيقات الحكومية الإلزامية كـ"روبيكا" و"سروش" تتحول إلى أبواب خلفية للاختراق، إذ يستخدم 43% من اتصالاتها نظام تشفير قديم غير آمن (TLS 1.0)، وتفشل 67% من بروتوكولاتها الأمنية في توفير حماية فعلية. (صحيفة المدن، لبنان)

قراءات وخلاصات مركز "صدارة"

·     يشير التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار بين إيران و"إسرائيل" إلى أن كلا الطرفين بات مقتنعا بالحدود الحالية للصراع من حيث التكاليف والمكاسب. من جانب الاحتلال، فإن التقويض الكبير لقدرات إيران النووية وصناعاتها الصاروخية، فضلا عن الأثر النفسي لاستهداف كبار القادة العسكريين المقربين من المرشد خامنئي، هي مكاسب كافية للعملية العسكرية المباشرة، وكان يجب حمايتها قبل أن يحقق القصف الإيراني على العمق الإسرائيلي نتائج عكسية تقوّض هذه المكاسب التي رفعت شعبية الليكود للمرة الأولى منذ حرب الطوفان.

·     وبالنسبة لإيران، فإن الضربات الإسرائيلية والأمريكية أوقعت ضررا كبيرا بقدرات البلاد الدفاعية، وكان من الممكن أن يؤدي تواصلها وتوسعها إلى التأثير على الاستقرار الداخلي للبلاد. وعلى الرغم من أن وقف إطلاق النار لا يعني بالضرورة أن "إسرائيل" تخلت عن جهودها الأطول لتقويض النظام الإيراني والتي من المتوقع أن تتواصل بوسائل أخرى أمنية وسياسية، فإن وقف إطلاق النار يمنح النظام استراحة ضرورية لإعادة ترتيب الوضع الداخلي. من جهة أخرى، فإن إيران أظهرت قدرتها على تحدي دفاعات الاحتلال الجوية رغم أنها لم تستخدم كل قدراتها الصاروخية بعد، كما أنها تجاوزت حاجزا نفسيا آخر من خلال استهداف قاعدة العديد للمرة الأولى، وهي رسالة تضمن لطهران أنها تخرج من الحرب دون أن تفقد أحد أوراق الردع الخاصة بها وهي قدرتها على تحييد دول الجوار من أن تتحول إلى قاعدة لمهاجمة الداخل الإيراني.

·     ليس من المؤكد بعد ما يعنيه اتفاق وقف إطلاق النار الهش. فمن المرجح أن ترامب يسعى لفرض وقف إطلاق النار على الجانبين على اعتبار أن ما تحقق كفيل بإضعاف موقف إيران التفاوضي وبالتالي التخلي عن حقوقها النووية من جهة، ومن جهة أخرى، فإن القصف الأمريكي للمنشآت النووية يمنح ترامب مبررات للضغط على "إسرائيل" لإعطاء وقت أطول لاستكمال المفاوضات بعد زوال التهديد النووي المباشر. أي أن وقف إطلاق النار لم يتم بناء على اتفاق بخصوص مستقبل النووي الإيراني، وهو ما يجعل جهود تثبيت وقف إطلاق النار مهمة معقدة مستقبلها غير مؤكد.