المصدر: دراجونفلاي إنتيليجنس
ترجمة: صدارة للمعلومات والاستشارات
خلاصة:
من المحتمل أن تستهدف إيران أو الجماعات الموالية لها الأصول الأمريكية في العراق والمنطقة ككل خلال الفترة القادمة؛ فقد أصدرت عدة جماعات موالية لإيران في العراق بيانات دعمًا لها، لكنها أكدت أنها لن تنخرط في الحرب إلا إذا تدخلت الولايات المتحدة بشكل مباشر. وفي سيناريو وصول الصراع لمرحلة تهديد وجود النظام الإيراني، من المرجح أن تتخذ إيران ووكلاؤها إجراءات أكثر جرأة، مثل ضرب الأصول العسكرية أو الدبلوماسية الأمريكية، بغض النظر عن تداعيات ذلك.
التردد يسيطر على الجماعات الموالية لإيران
من المحتمل أن يمتد الصراع بين إيران و"إسرائيل" إلى العراق خلال الأسبوع القادم؛ حيث تشير المواقف العسكرية وتصريحات الرئيس "ترامب" مؤخرًا إلى أن انخراط الولايات المتحدة في الصراع أصبح واردًا، خصوصًا إذا لم تُوقف إيران برنامجها النووي. ورغم أن الجماعات الموالية لإيران في العراق أشارت إلى أنها غير مستعدة بعد لمهاجمة الأصول العسكرية أو الدبلوماسية الأمريكية في المنطقة، وكان رد فعلها على الحرب خافتًا نسبيًا حتى الآن، لكنها حذرت من مثل هذه الهجمات في حال دخلت الولايات المتحدة الحرب، كما حذرت واشنطن بالمقابل من أنها سترد على هذه الهجمات.
وربما يكون هدف هذا الموقف من قبل تلك الجماعات تجنب الاستهداف المباشر من قبل القوات الأمريكية، خصوصًا وأن إيران تبحث عن آليات دبلوماسية لتهدئة الصراع مع "إسرائيل". وثمة سبب آخر لعدم دخول هذه الجماعات في أتون الصراع حتى الآن، هو عدم تعرضها للهجوم؛ حيث تشير التصريحات الرسمية وخطابات المسؤولين "الإسرائيليين" والأمريكيين إلى أن تركيز الحملة الحالية ينصبّ على إيران نفسها، وليس على شبكة وكلائها في العراق. وبالنظر إلى أن الجيش "الإسرائيلي" يتمتع بحرية عملياتية في إيران حاليًا، فلا يُرجَّح أن يُحوّل انتباهه وموارده إلى هذه الجماعات.
الصراع قد يمتد إلى العراق ويطال الأصول الأمريكية هناك
من المحتمل أن تستهدف إيران أو الجماعات الموالية لها الأصول الأمريكية في العراق وأماكن أخرى في المنطقة خلال الأسبوع القادم؛ إذ إن هناك دلائل قوية على أن الولايات المتحدة تدرس التدخل في الصراع. ففي الأيام القليلة الماضية، نشرت الولايات المتحدة تعزيزات عسكرية كبيرة في المنطقة، شملت حاملة الطائرات "يو إس إس كارل فينسون" (CSG) في بحر العرب، إضافةً إلى مدمرات بحرية أخرى أقرب إلى "إسرائيل"، كما أشارت تقارير إلى انتقال العديد من طائرات التزود بالوقود وطائرات "إف-16" و"إف-22" و"إف-35" إلى الشرق الأوسط.
وهناك مجموعة من المؤشرات تشير إلى أن امتداد الصراع إلى العراق أصبح مرجحًا، أو ربما وشيكًا؛ ونسردها فيما يلي دون ترتيب محدد:
• بدء جماعات موالية لإيران مهاجمة مواقع غير أمريكية شمال العراق (تزعم أنها قواعد "إسرائيلية" سرية) وفي "إسرائيل".
• إصدار جماعات موالية لإيران بيانات تتهم "إسرائيل" والولايات المتحدة باستخدام الأراضي والمجال الجوي العراقي للتزود بالوقود أو شن هجمات ضد إيران.
• بدء القوات الأمريكية شنّ غارات جوية على إيران.
• رفض إيران وقف برنامجها النووي مقابل إنهاء الصراع.
• صدور تقارير عن حشد جماعات موالية لإيران في العراق.
• بدء الحكومة العراقية النأي بنفسها علنًا عن أي أفعال محتملة للجماعات الموالية لإيران.
• تصعيد إيراني كبير في العراق في حال شعور النظام بالتهديد.
ورغم كل ما ذُكر، فإن امتداد الصراع إلى العراق لن يؤدي على الأرجح إلى قتال واسع النطاق هناك، أو يؤثر على مدن رئيسية مثل بغداد. فبناءً على المؤشرات الحالية، يُرجّح أن تُبدي إيران ووكلاؤها ضبطًا للنفس في أي هجمات ضد الأصول الأمريكية في العراق، وذلك لتجنّب شنّ الولايات المتحدة حملة شاملة ضدهم أو لتجنب إغلاق أي طريق للتفاوض لإنهاء الصراع. ومع ذلك، ففي حال فشل الجهود الدبلوماسية لإنهاء الصراع، من المتوقع أن تتغير حسابات إيران الاستراتيجية، خصوصًا إذا تدخلت الولايات المتحدة بشكل مباشر في إيران. أما في حال حدوث سيناريو يُهدد بقاء النظام الإيراني، فمن المرجح أن تتخذ إيران ووكلاؤها إجراءات أكثر جرأة؛ مثل ضرب الأصول العسكرية أو الدبلوماسية الأمريكية في العراق والأردن وسوريا، بغض النظر عن التداعيات.