تقرير المشهد الأمني والسياسي للمنطقة - عدد 34

الساعة : 15:43
26 سبتمبر 2025
تقرير المشهد الأمني والسياسي للمنطقة - عدد 34

أولًا: معطيات ومعلومات نوعية:

الملف الاقليمي

·     ذكرت أوساط أمنيّة "إسرائيلية" أنّ التنسيق الأمني بين "إسرائيل" وكل من مصر والأردن والإمارات مستمر بشكل طبيعي، رغم الانتقادات والغضب الدولي من العدوان على قطر. (موقع عربي 21)

·     كشفت مصادر دبلوماسية مصرية أن القاهرة تلقت خلال الأيام الماضية عرضًا غربيًا يتضمن حزمة اقتصادية ضخمة تشمل منحًا أوروبية غير مستردة، مع إمكانية تعزيزها باستثمارات خليجية، عبر التزام أميركي بإقناع أنظمة خليجية بالدخول على خط التمويل، مقابل القبول بتهجير سكان القطاع. وأفادت المصادر بأن القاهرة رفضت العرض بشكل قاطع مبدية بالمقابل استعدادها الكامل للتعاون بشأن أي حلول تضمن بقاء سكان القطاع في أراضيهم، عبر خطط عاجلة لإعادة الإعمار، ورؤى أمنية تمنع تحوّل غزة إلى مصدر تهديد لـ"إسرائيل". (صحيفة العربي الجديد)

·     أفادت مصادر مصرية مطلعة، بأن القاهرة بدأت استعداداتها لاحتمال تدفّق موجات نزوح من داخل قطاع غزة باتجاه الشريط الحدودي، مُشيرةً إلى أنّ القادة العسكريين المصريين تلقّوا تعليمات بخطة تشمل عدم إطلاق النار على أي فلسطيني يقترب من الشريط الحدودي، والتعامل مع الأمر وفق المعايير الإنسانية حصرًا. (صحيفة الأخبار، لبنان)

·     أفاد موقع "أكسيوس" الأمريكي، بأنّ "نتنياهو" طلب من الولايات المتحدة الضغط على مصر لوقف "الحشد العسكري" في منطقة سيناء، الذي يزعم أنه يشكل "انتهاكًا لاتفاقية السلام"، وأصبح يُشكل نقطة توتر رئيسية أخرى بين الطرفين. وفي هذا السياق، قام وفد "إسرائيلي" رفيع المستوى، بزيارة للقاهرة، بتنسيقٍ أمريكي، لمناقشة عدد من الأمور ذات الصلة بالترتيبات الأمنية في المناطق الحدودية مع "إسرائيل" وبين مصر وقطاع غزة. (موقع عربي 21 + صحيفة العربي الجديد)

·     أفاد موقع أكسيوس" الأمريكي بأنّ الخطة الأمريكية التي عرضها الرئيس "ترامب" على قادة السعودية وقطر ومصر والأردن وتركيا والإمارات تتضمن إطلاق سراح جميع الرهائن، ووقفًا دائمًا لإطلاق النار، وانسحاب تدريجي للجيش "الإسرائيلي" من قطاع غزة، وإقامة نظام حكم جديد يقصي حركة حماس، فضلًا عن تشكيل قوة أمنية تضم جنودًا من دول عربية وإسلامية، وتمويل عربي للإدارة الجديدة وإعادة إعمار القطاع، مع دور ما للسلطة الفلسطينية. (صحيفة العربي الجديد)

·     كشف السفير الأمريكي لدى "إسرائيل"، مايك هاكابي، أن واشنطن أجرت محادثات مع دول خليجية وعربية حول إمكانية إدارتها لقطاع غزة بعد انتهاء الحرب من خلال إنشاء منظومة حكم مؤقت تشارك فيها دول عربية خليجية مع احتمال أن تضطلع الولايات المتحدة بدور إشرافي، على أن يتم اتخاذ قرار بشأن ترتيب دائم في وقت لاحق. (صحيفة العربي الجديد)

·     كشفت مصادر إماراتية مطلعة أنّ أبوظبي لا تعتزم قطع علاقتها مع "إسرائيل" بالكامل في حال نفّذت حكومة "نتنياهو" خطة ضمّ أجزاء من الضفة الغربية، وقد تقدم أبو ظبي على تخفيض مستوى علاقاتها الدبلوماسية مع "إسرائيل" وسحب السفير. وفي السياق ذاته، ذكرت تقارير عبرية أنّ السعودية وجّهت رسالة إلى "إسرائيل"، مفادها أن أيّ خطوة ضمّ لأراضي الضفة حتى وإن كانت جزئية، ستُعيق إمكانية تطبيع العلاقات أو التوصّل لأيّة اتفاقيات، مستقبلًا. (موقع عرب 48)

·     أفادت مصادر برلمانية عراقية بأنّ بغداد طلبت من واشنطن التدخل لعدم إدخال العراق في دائرة الاستهداف "الإسرائيلي"، مقابل تجميد مسار "قانون الحشد الشعبي" في البرلمان، لافتةً إلى أن أحزاب تحالف "الإطار التنسيقي" قرروا خفض التصعيد ضد واشنطن والوجود الأمريكي في البلاد، لتجنيب البلاد أي عدوان "إسرائيلي". (صحيفة العربي الجديد)

·     ذكرت معلومات أنّ دولتَين عربيتين ستُوقّعان اتّفاقًا للدّفاع المُشترك مع باكستان، لافتة إلى أنّ الاتّفاق السّعوديّ - الباكستانيّ سيكون بدايةً لتعاونٍ أمنيّ عربيّ - إسلاميّ لصونِ الأمن القوميّ للدّول العربيّة. (موقع أساس ميديا، لبنان)

·     كشفت تقارير  صحفية أن المقربين من وزير الدفاع السعودي، خالد بن سلمان، باتوا يُعبرون عن مخاوف متزايدة من جدوى شراء دفعة جديدة من مقاتلات "إف 15" الأميركية، فضلًا عن التفاوض بشأن صفقة افتراضية لمقاتلات "إف 35" إذا لم تضمن واشنطن أمن المجال الجوي السعودي. ولفتت التقارير إلى أن عمليات شراء مقاتلات "إف 15" المحتملة، رغم الدعم القوي لها من إدارة ترامب، قد تتعر ض للتجميد لصالح مقاتلات غير أميركية، من بينها الطائرة المقاتلة FK-21 الكورية وطائرات " قآن" التركية، كما قد يفتح ذلك الباب أمام بكين لإعادة طرح طائراتها الـJ-10C أو الـJ-35. (موقع إنتلجنس أونلاين، فرنسا)

·     كشفت صحيفة "التلغراف" البريطانية أن شركات أمنية إماراتية أبرزها "GSSG" و"A4SI تقوم بتجنيد مئات الكولومبيين للقتال إلى جانب "قوات الدعم السريع" بالسودان، عن طريق عقود عمل وهميّة في منشآت نفطية، مُشيرةً إلى أنّ هؤلاء الجنود يتم نقلهم إلى معسكرات لقوات "خليفة حفتر" في ليبيا، ثم ينقلون إلى "دارفور". (موقع عربي 21)

الملف السوري:

·     ذكرت مصادر سورية أن "إسرائيل" حوّلت "جبل الشيخ"، بعد احتلاله في كانون الأول الماضي، إلى مركز مراقبة استخبارية حيث نصبت فيه رادارات قادرة على التقاط الاتصالات والتحركات في عمق الأراضي السورية واللبنانية، وحتى الحدود العراقية. (موقع إرم نيوز، الإمارات)

·     كشفت مواقع إعلامية أنّ فرنسا تُنسق وتُرتب لزيارة العميد السابق بقوات النظام السوري، مناف طلاس، لمناطق شمال وشرق سوريا الخاضعة لسيطرة "قوات سورية الديمقراطية" (قسد)، ولعقد لقاء مع القائد العام لـ"قسد"، مظلوم عبدي، بهدف مناقشة فكرة تأسيس "مجلس عسكري سوري" يضم كلّ التشكيلات، بما فيها ضباط وعناصر من الجيش السابق الذين التحق قسم منهم بـ"قسد" بعد سقوط النظام. (صحيفة الأخبار، لبنان)

·     أعلنت وزارة الأمن الداخلي الأمريكية إلغاء وضع الحماية المؤقتة "تي بي إس" الممنوح لمواطنين سوريين يقيمون بالولايات المتحدة، لافتةً إلى أنّه بعد انتهاء مهلة الـ60 يومًا سيتم اعتقال كل سوري كان مشمولًا بالحماية المؤقتة ولم يبدأ إجراءات الترحيل الطوعي، ليُصار إلى ترحيله قسرًا. (موقع عرب 48)

الملف اللبناني:

·     ذكرت معلومات أن الأيام المقبلة ستشهد مزيدًا من النشاط والحركة لقوات "اليونيفيل" لجهة توسيع نطاق دورياتها وعمليات الدهم التي تقوم بها لمواقع تابعة لـ"حزب الله" سواءً في جنوب أو شمال نهر الليطاني على ضفافه لناحية الشمال، خاصة في مناطق وادي السلوقي، ووادي الحجير، ووادي صريفا وغيرها. وأشارت المعلومات إلى أن هناك مساعٍ لاستقدام فرق جديدة إلى "اليونيفيل" مهمتها تحديد مواقع الأسلحة أو تتبع أثر الحركة لرصد أي مواقع أو عناصر للحزب. (صحيفة الجريدة، الكويت)

·     أفادت أوساط عسكرية وأمنية متابعة بأن الجانب "الإسرائيلي" أظهر في الاجتماع الأخير للجنة العسكرية لمراقبة وقف إطلاق النار قبل أسبوعين، أنّه يفضّل أن تنتقل مهمّة الجيش بعد جنوب الليطاني إلى البقاع بدلاً من منطقة ما بين مجراه ونهر الأولي، حيث تنتشر قواعد إطلاق الصواريخ البعيدة المدى ومصانع تجميعها ومعها الطائرات المسيّرة. (صحيفة الجمهورية، لبنان)

·     نقل مسؤولون أوروبيون وجهات عربية من بينها قطر لجهات سياسية لبنانية أن "إسرائيل" وأميركا تعتبران "أن كل ما قامت به الدولة اللبنانية غير كافٍ، وأن هناك مهلة معطاة للبنان لنحو شهرين، وبعدها لا يضمن أحد ما الذي سيقوم به "الإسرائيلي" من تصعيد"، ناصحين بـ "عدم الرهان على الأميركيين". وفي السياق ذاته، نقلت مصادر  متابعة أن المبعوث الأمريكي، توم براّك، أسرّ  إلى شخصيات التقاها على هامش اجتماعات نيويورك بأن "إسرائيل" جادّة في برنامجها ليس لنزع سلاح حزب الله بالقوة فحسب، بل لتدفيع الدولة اللبنانية ثمن عدم قيامها بالدور المطلوب منها. (صحيفة الأخبار، لبنان)

·     أشارت معلومات إلى أن منظمات إنسانية دولية استطلعت قبل أيام عددًا من المراكز الحدودية في الشمال والبقاع، وسط تخوف من أزمة نزوح جديدة قد تشهدها البلاد في حال عادت الحرب "الاسرائيلية" على لبنان. (موقع ليبانون فايلز)

·     ذكرت مصادر متابعة أن الكواليس الدبلوماسية تشهد تباينات حول مؤتمر دعم لبنان وإعادة الإعمار، فمن جهتها تدفع فرنسا باتجاه عقد مؤتمر في الأشهر الأولى من العام المقبل، ربطًا بتنفيذ لبنان للإصلاحات الاقتصادية وآخرها إقرار قانون توزيع الخسائر، بينما ترفض كل من واشنطن والرياض المقترح الفرنسي ويربطان المؤتمر والدعم بإصلاحات اقتصادية وأمنية وعلى رأسها حصر السلاح. (موقع أساس ميديا، لبنان)

·     كشفت مصادر مطلعة أن "حزب الله" يشهد في المرحلة الراهنة تطورات تنظيمية داخلية واسعة النطاق، ضمن ورشة كبرى يقودها الأمين العام للحزب، الشيخ نعيم قاسم، تقوم على مراجعة شاملة لكل البنية الإعلامية والسياسية والعسكرية والأمنية، إضافة إلى الجوانب التنظيمية الأخرى. وفي هذا الصدد، شكّل "قاسم" قبل  نحو أسبوع لجنة برئاسة النائب إبراهيم الموسوي بهدف تنظيم العمل الإعلامي داخل الحزب، وقد شهد إعلام "حزب الله" تغييرات وتبديلات جديدة أفضت إلى "استبعاد" عناصر بارزة كانت تشكل صلة وصلٍ مع الإعلاميين. (موقع لبنان 24)

·     أفادت أوساط ديبلوماسية مطلعة بوجود "توجّه خارجي" لطرح التمديد عامًا واحدًا لمجلس النواب الحالي، باعتباره خياراً واقعياً يمنح وقتاً إضافياً لسحب السلاح والضغط على "حزب الله"وإعادة ترتيب التوازنات الداخلية، مشيرةً إلى أن القوى المعنية تعتبر أن أي استحقاق انتخابي في ظل استمرار ازدواجية السلاح والسلطة لن يُفضي إلى نتائج فعلية أو إلى تغيير في بنية السلطة اللبنانية. (موقع لبنان 24)

ملف الكيان الاسرائيلي:

·     أفادت "القناة 12" العبرية، بأنّ مقربين من "نتنياهو" يبحثون خطواتٍ مثل نقل "المنطقة ب" في الضفة الغربية إلى نفس وضع "المنطقة ج"، أي وضع المسؤولية العسكرية والمدنية "الإسرائيلية"، بدلًا من المسؤولية المدنية الفلسطينية. (موقع عرب 48)

·     كشفت وسائل إعلام عبرية أنّ "إسرائيل" بحثت سلسلةً من العقوبات المحتملة ضد الدول التي تعترف بدولة فلسطينية، منها إلغاء تأشيرات الدخول إلى رام الله لدبلوماسييها إلى جانب احتمال إغلاق قنصلياتها. (موقع عرب 48)

·     صادقت الحكومة "الإسرائيلية" على قرار يقضي بتشكيل طواقم وزارية مشتركة لصياغة خطة تستهدف المجتمع البدوي في النقب، عبر قيود على الزواج والتعليم والتجارة، وإجراءات تهدف لتقليص الروابط الاجتماعية مع الضفة الغربية وقطاع غزة، مع تعزيز الرقابة والملاحقة بحق السكان. (موقع عرب 48)

·     ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" أنّ واشنطن تعتزم بيع أسلحة جديدة لـ"إسرائيل" بقيمة 6 مليارات دولار، تشمل توريد 30 طائرة هليكوبتر من طراز "أباتشي إيه إتش 64"، و3250 مركبة هجومية للجيش الإسرائيلي". (موقع عرب 48)

الملف الدولي:

·     أفادت تقارير استخبارية خاصة بأن التعاون العسكري والاستخباراتي والأمني بين فرنسا و"إسرائيل" والذي يركز خصوصًا على مكافحة "الإرهاب" وإيران، ليس مُهددًا على المدى القصير، بخلاف ما قد توحي به الخطابات العلنية، مشيرةً بالمقابل، إلى أن هذا التعاون قد يتدهور على المدى البعيد، تبعًا للإجراءات الانتقامية التي قد يتخذها "نتنياهو" في الضفة الغربية، الأمر الذي قد يؤدي في النهاية إلى تقليص التعاون العسكري وتبادل المعلومات الاستخباراتية. (موقع إنتلجنس أونلاين، فرنسا)

·     صوّت "التجمع التقدمي" في الكونغرس الأمريكي، على تأييد تشريع يهدف إلى وقف نقل الأسلحة الأمريكية إلى "إسرائيل". (صحيفة الأخبار، لبنان)

·       أعلن صندوق التقاعد الدنماركي "أكاديميكر بنسيون" عن قراره استبعاد جميع الأصول "الإسرائيلية"، بما في ذلك الشركات التي تخضع لسيطرة الحكومة، من محفظته الاستثمارية. (موقع عربي 21)

·     وافقت الحكومة الإسبانية، على حظر شامل وفوري على تصدير واستيراد الأسلحة والمعدات العسكرية مع "إسرائيل"، ومنع وقود الطائرات والمنتجات القادمة من المستوطنات، وذلك في إطار حزمة إجراءات تهدف إلى وضع حد للإبادة الجماعية في غزة. (موقع عرب 48)

ثانيًا: تحليلات وتقديرات:

·     استعرضت دراسة تحليلية تأثير الهجوم "الإسرائيلي" على قطر على مسار المفاوضات بشأن حرب غزة ضمن 3 سيناريوهات:

-      السيناريو الأول: وقف دائم للمفاوضات، إلى حين تغيير القيادة الإسرائيلية. وهذا وارد، سواء بسبب تصميم "إسرائيل" على مواصلة محاولات اغتيال الوفد المفاوض، أو باعتبارها الهجوم على الدوحة من دواعي الأمن "الإسرائيلي". وكذلك نظرًا لموقف ترامب المتفهم لرغبة نتنياهو في اغتيال الوفد المفاوض الذي جاء إلى الدوحة بطلب من ترامب نفسه لمناقشة ورقته التفاوضية.

-      السيناريو الثاني، المفاوضات المشروطة، هذا السيناريو يؤكد استمرار قطر في الوساطة عمومًا، لكن الدوحة لن تستمر في لعب هذا الدور إلا بعد إجراء تغييرات هائلة، قد يكون من بينها المطالبة باعتذار  "إسرائيلي" رسمي، وتشديد الإجراءات الأمنية الدقيقة، والحصول على ضمانات أميركية ناجزة. وكل ذلك يحتاج إلى وقت وإعداد ومنشآت، وقد لا يتحقق في الوقت القريب. فالقيادة الإسرائيلية تراهن حاليًّا على توسيع العمل العسكري في غزة، ولا يبدو أنها ستتوقف عن محاولاتها اغتيال قادة حماس في الخارج لإخضاع الحركة.

-      السيناريو الثالث: استمرار المفاوضات، فقد يجري تنظيم لقاءات تفاوضية بين الأطراف المتفاوضة، والوسطاء، قطر ومصر، لكن عن طريق اجتماعات تتبع إجراءات فنية عالية، يتأكد بها أمانُ وفد حماس الذي يكون في منطقة آمنة تمامًا داخل قطر أو خارجها. لكن هذا السيناريو مستبعد، لأن قطر سترفض أن تشارك في وساطة تريد "إسرائيل" منها مساعدتها على إطلاق أسراها لدى حماس، لكنها تهدد في نفس الوقت بضرب قطر إن هي استضافت حماس للمفاوضات. (مركز الجزيرة للدراسات)

·     لفت مراقبون إلى أن"إسرائيل" قد تعمد إلى توسيع المنطقة العازلة التي رسمتها بالنار في محاذاة الخط الأزرق جنوب لبنان (وهي اليوم دون عمق الـ5 كيلومترات) لتصل إلى خط الليطاني، إذ قد تطالب "إسرائيل" بترتيبات تتجاوز الليطاني وتمتد حتى نهر الأولي وتشمل الأجزاء الجنوبية من البقاع، أي تلك المحاذية للمنطقة الأمنية التي ستنشأ في سوريا، وتكون محكومة بخصائص عسكرية وأمنية محددة، وعند تحقيق ذلك، يصبح الجنوب اللبناني أيضًا موزعًا على 3 مناطق أمنية كالمقترح المطروح للجنوب السوري. (صحيفة الجمهورية، لبنان)

·     رأت دراسة تحليلية أن هناك 3 خيارات أمام "إسرائيل" فيما يتعلق بنزع سلاح "حزب الله" على ضوء قرار الحكومة اللبنانية حول ملف حصرية السلاح، وذلك وفق ما يلي:

§     الخيار الأول، استمرار السياسة الحالية، متمثلة في إبقاء السيطرة "الإسرائيلية" على النقاط الخمس في لبنان، واستمرار عملية ضرب القدرات العسكرية لـ"حزب الله"، ويحظى هذا الخيار بتأييد وتفهم أمريكيَّين، ويؤمن الاعتبارات الآتية:

-      يسمح لإسرائيل بالاستمرار في استنزاف حزب الله عسكرياً وبشرياً دون الدخول في حرب مع الحزب.

-      يحافظ على السيطرة "الإسرائيلية" على النقاط الخمس في الجنوب اللبناني تحت ذريعة الحفاظ على أمن إسرائيل في ظل عدم قدرة الحكومة اللبنانية على نزع سلاح الحزب.

-      يزيد من الضغط السياسي على الحكومة اللبنانية لاتخاذ خطوات أكثر فاعليّة ضد سلاح الحزب.

-      تضرب هذه الهجمات هيبة الحزب الداخلية وتُضعفه سياسياً جراء تآكل قوته العسكرية.

-      تؤثر الهجمات الإسرائيلية في صفوف البيئة الحاضنة له بسبب عدم قدرته على الرد، وأيضاً بسبب أن البيئة الشيعية هي التي تتعرض وحدها للأضرار، فضلاً عن تأخُّر عودة المهجرين الشيعة إلى قراهم الحدودية وبدء عملية الإعمار.

§     الخيار الثاني، استئناف الحرب على "حزب الله" واحتلال منطقة جنوب الليطاني، ينطلق هذا الخيار من استحالة تنفيذ الحكومة اللبنانية نزع سلاح الحزب بسبب توازن القوى بين الجيش اللبناني والحزب، ورفض الحزب نزع سلاحه بالمطلق، ومحاولته كسب الوقت وتخفيف الضغط الداخلي، وهو ما يستدعي تفكيراً إسرائيلياً بشن هجوم على لبنان واحتلال جنوب نهر الليطاني بذريعة الدفاع عن النفس وتنفيذ القرار 1701، ولكن يحمل هذا الكثير من المخاطر على "إسرائيل"، ومنها:

-      فتح جبهة عسكرية ثانية في الشمال، مما يدفع الحزب إلى استئناف إطلاق الصواريخ على إسرائيل، وتهديد عملية عودة سكان شمال إسرائيل إلى بيوتهم، وخاصة بعد بدء العملية التدريسية في شهر سبتمبر.

-      ستُجابَه العملية برفض دولي وتحفُّظ أمريكي، وبخاصة أن حزب الله لم يهاجم إسرائيل منذ نوفمبر 2024، مما ينفي مصداقية الدفاع عن النفس التي ستلوح بها إسرائيل لتسويغ العملية، كما يُكرس صورة إسرائيل بوصفها دولة تُهدد الاستقرار والأمن الإقليميّين، وبخاصة في إثر هجومها على الدوحة في 9 سبتمبر.

-      قد تُكبِّد عملية احتلال جنوب لبنان الجيش الإسرائيلي أثماناً باهظة فيما يتعلق بخسائر الجيش، وترهق الجيش وجنوده من الاحتياط المشغول بجبهة قطاع غزة، وتُثقل على موازنة الجيش والدولة.

-      تمنح العملية شرعيةً سياسية لحزب الله بأهمية الحفاظ على سلاحه أمام العدوان "الإسرائيلي".

§     الخيار الثالث، الانسحاب من لبنان نهائيًا لسحب ذريعة الحزب ومؤيديه، وتُساهم هذه الخطوة في زيادة الضغط المحلي والإقليمي والدولي على الدولة اللبنانية لنزع سلاح الحزب، فضلاً عن الضغط على الحزب نفسه بتفكيك سلاحه بعد انسحاب إسرائيل من الأراضي اللبنانية. وتوصي بعض التقديرات الإسرائيلية الحكومة الإسرائيلية باتخاذ هذا الموقف لا سيما مع وجود اقتناع بأن سيطرة إسرائيل على النقاط الخمس ما عاد لها أهمية أمنية، فإسرائيل تستخدم سلاح الجو والقصف المدفعي في إحباط تموضع حزب الله في جنوب نهر الليطاني، وتحولت هذه السيطرة إلى ورقة مساومة سياسية مع الحكومة اللبنانية ليس أكثر.

وخلصت الدراسة إلى أن "إسرائيل" تفضل الاستمرار في سياستها الراهنة، أي مواصلة استهداف قدرات "حزب الله" العسكرية، مع الاستمرار في احتلال النقاط الخمس والاحتفاظ بورقة الأسرى اللبنانيين؛ فهذه السياسة تمنح إسرائيل الفرصة لاستنزاف الحزب بشكل بطيء وتفكيك سلاحه تدريجياً ومنع تسلُّحه من دون دفع أثمان جراء ذلك، مع تعريضه لمزيد من الضغط الداخلي وبما يعزز موقف الدولة اللبنانية ضده في المستقبل. ولا ترى "إسرائيل" في الوقت عاملاً ضاغطاً عليها، بل هو لا يصب في مصلحة الحزب والدولة اللبنانية. (مركز الإمارات للسياسات)

·     اعتبر تقدير موقف أنّ المقترح الأمني "الإسرائيلي" للاتفاق مع سوريا يعكس محاولةً لفرض واقع سياسي وميداني جديد، بحيث تصبح مساحات شاسعة من الجنوب السوري (درعا والقنيطرة والسويداء وأجزاء من ريف دمشق الجنوبي الغربي) شبه معزولة عسكريًا عن سلطة سوريا، وتحت رقابة مباشرة أو غير مباشرة من جانب "إسرائيل" ، مُشيرًا إلى أنّ "إسرائيل" تستطيع بذريعة ضمان الاستقرار والأمن وضمان تطبيق الاتفاقيات، أن تتوغل عسكريًا متى شاءت في هذه المناطق. وأوضح التقدير أنّ الاتفاق يفتح مجالًا واسعًا للتدخلات "الإسرائيلية" في شؤون سوريا الداخلية، خاصةً في المناطق التي تكون فيها تجمعات من أبناء الطائفة الدرزية، بحجة حمايتهم، لافتًا إلى أن المقترح سيجعل الحكومة السورية في مواجهة تحديات سياسية وقانونية وأمنية كبرى. (المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات)

·     رأى المحلل السياسي المختص بالشأن التركي، سمير صالحة، أنّه في حال المواجهة العسكرية بين تركيا و"إسرائيل"، فإن أنقرة ستراعي في عمليّات الردّ العسكري العديد من المسائل السياسيّة والأمنيّة، بينها:

-        ترك الباب مفتوحًا أمام دخول العواصم الغربية على خطّ التهدئة.

-      وجودها في حلف "الناتو" كقوّة مؤثّرة، وبالتالي لا يمكن لها الابتعاد كثيرًا عن الحلف وسياساته، خاصّةً تجاه دولة تُعتبر حليفًا للغرب.

-        تفعيل الضربات المركّزة في تحقيق الردع من دون إثارة ردّ فعل سياسيّ غربيّ واسع ضدّها.

-      مواجهة تركيا لـ"تل أبيب" من خلال قدراتها الاستخباريّة وتنفيذ عمليّات عسكريّة دقيقة وموجعة تسهّل الحسم، بدل المخاطرة في دخول حرب استنزاف تتعارض مع حساباتها ومصالحها في الإقليم.

وأشار "صالحة" إلى أنّه يُتوقع أن تأخذ أنقرة بعين الاعتبار ما يُعرف في الأدبيّات الاستراتيجيّة بـ"فخّ فينوس"، وهو تحذير من الانجرار إلى مواجهة عسكريّة تبدو مغرية من حيث فرص الردع، لكنّها قد تتحوّل إلى استنزاف استراتيجيّ يخدم مصالح الخصوم. لذا سيكون الاستعداد لتجنّب هذا الفخّ عاملًا حاسمًا في ضبط وتيرة التدخّل العسكري التركيّ ضمن معادلة دقيقة بين الردع والتصعيد، لافتًا إلى أنّ قدرات "إسرائيل" العسكرية تلعب دورًا مهمًّا في تحديد مسار المواجهة ومدّتها. (موقع أساس ميديا، لبنان)

·     اعتبرت دراسة بحثية أنّ توقيع الاتفاق الأمني السعودي- الباكستاني، يرتبط بإعادة تقييم الشراكة بين السعودية والولايات المتحدة، خاصةً أنّ الأخيرة لم تظهر  التزامًا كافيًا بحماية المملكة بعد الضربات "الحوثيّة" إضافةً لتداعيات حرب غزة التي أضافت تعقيدات على مسار التوصل لاتفاق دفاعي مع الولايات المتحدة، مُشيرةً إلى أنّ الاتفاق الأمني السعودي مع الولايات المتحدة لم يعد يُنظر إليه كخيار حصري، وإنما ضمن بدائل لما تخطط السعودية له لتحصين البلاد أمنيًا بصورة استراتيجيّة. ولفتت الدراسة إلى أنّ الشكوك حول موثوقية أمريكا كشريك دفاعي بعد الهجوم علي قطر ستؤسس لنهج إقليمي أوسع يقوم على تجنب الاعتماد الحصري على مظلة الحماية الأمريكية، خاصةً في مواجهة "إسرائيل". وأوضحت الدراسة بأنّه وبالنظر إلى الشراكة الدفاعية الوثيقة بين تركيا وباكستان، فإن الاتفاق السعودي الباكستاني، وإن كان ثنائيًا، فمن المحتمل أن ينتج عن التحرك السعودي خطوات مماثلة من قبل دول خليجية أخرى، إذ ستكون باكستان وتركيا الأقرب لبناء شراكات عسكرية دفاعية مع دول المنطقة، دون أن يعني هذا التخلي عن الشراكة مع أمريكا في أي أجل قريب.

وخلصت الدراسة إلى أنّ الاتفاق السعودي - الباكستاني يُرسل رسالة واضحة أنّ مواصلة "إسرائيل" نهج التوسع العسكري إقليميًا سيطلق تحركات مضادة تزيد من التهديدات الاستراتيجية لـ"إسرائيل" وليس العكس، فليس من المرغوب "إسرائيليًا" أن تصبح السعودية أو أي من دول المنطقة شريكًا دفاعيًا لباكستان وتركيا، أو أن تتجه دول المنطقة لترتيبات أمنية إقليمية جديدة هدفها ردع "إسرائيل" بعد أن كان المطروح إقليميًا تأسيس تحالف دفاعي بين دول المنطقة و"إسرائيل" بهدف ردع إيران. (موقع أسباب الاستراتيجي)

·     اعتبر الخبير في شؤون الشرق الأوسط في "مجلس العلاقات الخارجية"، ستيفن كوك، أنّ الدول التي اعترفت بدولة فلسطين لديها دوائر انتخابية تنتقد "إسرائيل" إلى حدّ كبير، مُشيرًا إلى أنّ السياسة الداخلية هي المحرّك الحقيقي للزعماء الأوروبيين، وأن الاعتراف بفلسطين ليس بغالبيته قضيّة سياسة خارجية، بل إنّها خطوة سياسية داخلية تهدف إلى جذب كتلة الناخبين المسلمين. ورأى "كوك" أنّ الإعلانات الجديدة عن دعم الدولة الفلسطينية، تأتي في وقت تواجه فيه غالبية تلك الدول ضغوطًا من الدوائر الانتخابية المحلية التي تعارض حرب "إسرائيل"، لافتًا إلى أنّ التغيير المشار إليه في سياستها، لن يؤدّي، على الأرجح، إلى فارق ملموس على الأرض بالنسبة إلى الفلسطينيين، ولا سيما أنه في اللحظة الراهنة، لا تزال رغبة "إسرائيل" في إجراء نقاش حول حلّ الدولتين ضئيلة للغاية.

 وأوضح "كوك" أنّه حتى لو صوّتت غالبية الدول الأعضاء في الأمم المتحدة لمصلحة إقامة الدولة الفلسطينية، فإن الاعتراف الرسمي لا يزال يتطلّب موافقة مجلس الأمن، وهو خطوة غير مرجّحة، نظرًا للمعارضة الأمريكية المستمرة. وأضاف "كوك" أنّ التوسّع الاستيطاني "الإسرائيلي" في الضفة الغربية، وصل إلى مرحلة تقوّض أيّ فرصة حقيقية لإقامة الدولة "المنشودة"، في ظلّ غياب أيّ إجراءات رادعة. (صحيفة الأخبار، لبنان)

ثالثًا: قراءات واستنتاجات مركز صدارة:

·     إذا ربطنا تطورات هذا الأسبوع بما خلص إليه "تقرير المشهد الأمني والسياسي للمنطقة" عدد 33 الذي أصدره مركز "صدارة" الأسبوع الماضي، فإن مشروع دمج "إسرائيل" إقليميًا يبدو في حالة تعثر متزايد ومستمر. فالسعودية ربطت أي تطبيع بوقف الضم في الضفة، والإمارات لوّحت بخفض مستوى العلاقات، بينما ضربت الدوحة قلب المعادلة التي قامت عليها "اتفاقيات أبراهام"، محوّلة "إسرائيل" إلى التهديد بدلاً من إيران.

·     تؤكد الوقائع الجديدة صحة ما استشرفه مركز "صدارة للمعلومات والاستشارات" سابقاً حول صعود تركيا كشريك أمني بديل لدول المنطقة. فإلى جانب حضورها في سوريا وليبيا وقطر والصومال، تفتح المناورات البحرية مع مصر بابًا لتفاهمات أوسع في شرق المتوسط، قد تتحول إلى منصة لتوازنات جديدة في مواجهة التمدد "الإسرائيلي".

·     يتواصل الحديث عن "فكّ الارتهان الأمني" الخليجي عن المظلّة الأميركية، نتيجة الشكوك السعودية في جدوى الاعتماد على الضمانات الأمنية الأمريكية. ومع هذا، فإن هذا التحوّل سيظل غير مؤكد، ولا يعني قطيعة فورية مع واشنطن، لكنه قد يقيّد تدريجيًا قدرة الولايات المتحدة و"إسرائيل" على الانفراد بضبط المجال الجوي وخيارات الردع في الخليج، والمنطقة عموما، خاصة إذاتطور هذا التوجه إلى قرار بتأسيس شبكة تسليح وتدريب متباينة المصادر تُقلّص "حرية العمل الإسرائيلية". ومع ذلك، يظل هذا التطور مرهوناً بإرادة دول المنطقة الرئيسية للخروج بصورة منسقة من مظلة الولايات المتحدة الأمنية.

·     باتت العلاقة المصرية–"الإسرائيلية" في طور "التوتر المُدار" على خلفية رفض القاهرة لأي سيناريو تهجير من غزة، وتجاذبات ميدانية حول أبراج المراقبة في محور فيلادلفيا. ورغم بقاء قنوات التنسيق الأمني الأساسية، تزداد احتمالات الاحتكاكات المحدودة سياسيًا وميدانيًا على التخوم. ومع هذا، فإن احتمالات لجوء "إسرائيل" إلى فرض أمر واقع تظل واردة، وستؤدي على الأرجح إلى مزيد من التدهور السياسي والدبلوماسي بين الجانبين، لكن ليس مواجة عسكرية مباشرة.

·     تتقاطع بصورة أوضح مقاربة "إسرائيل" في سوريا ولبنان عبر نهج يمكن تسميته "تقليم المخاطر عبر أحزمة أمنية" داخل جنوبي سوريا ولبنان. فبالإضافة لمقترحات المناطق العازلة في جنوب سوريا، يجري بالتوازي تسويق نسخة لبنانية من الفكرة بتمديد الحزام الأمني حتى الليطاني مع دفع اليونيفيل والجيش نحو مهام أعمق وصولًا إلى البقاع. ويراهن الاحتلال على تحقيق الفصل الأمني والإداري على جبهتَي سوريا ولبنان، كحل أمني طويل الأجل.

·     على المستوى الدولي تتزايد الكلفة السياسية على "إسرائيل" في أوروبا عبر قرارات الحظر ، لكن تبقى الرافعة التسليحية الأميركية نشطة عبر صفقات ضخمة وتعاون عملياتي غربي قصير المدى، مما يمنح تل أبيب على الأرجح قدرة على مواصلة الضغط والضربات العسكرية مع إدارة خسائرها الدبلوماسية، لكنها تُقوّي بالتدريج شبكة قيود قانونية وسياسية قد ينتج عنها مع الوقت إجراءات أكثر تأثيرا.

·     ليس من قبيل المصادفة أن نشهد نهجاً مستمراً من قبل قوى خارجية لرعاية وكلاء محليين، بما يشمل: تجنيد شركات أمن إماراتية لمرتزقة كولومبيين لصالح قوات الدعم السريع عبر ليبيا، ومحاولات فرنسية لتمكين مسار مجلس عسكري سوري جديد، وصولًا إلى طروحات أميركية لقوة عربية–إسلامية في غزة. هذه الترتيبات ترسخ هيكلاً أمنياً هجيناً (دول وفواعل مسلحة من غير الدول) تطيل أمد اللا–حسم في الإقليم، ومن ثم تُبقي الصراعات رهينة لمعادلات إقليمية ودولية أكثر من قدرتها على الحل داخليًا.