وقّع الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، ورئيس الوزراء اليوناني، كيرياكوس ميتسوتاكيس، إعلانًا من عشر نقاط بشأن "علاقات حسن الجوار" بين البلدين، وأشرفا على توقيع 15 اتفاقية في السابع من كانون الأول/ ديسمبر الماضي. وتشير هذه الاتفاقات إلى رغبة قوية لإظهار الاستعداد لحل القضايا اليونانية التركية، لتحسين العلاقة مع الاتحاد الأوروبي، رغم أن الاتفاقات لم تذكر صراحة جمهورية قبرص أو مطالبة تركيا بالجزء الشمالي من الجزيرة. ومن ثم فإن الهدف منها على الأرجح أن تكون بمثابة بادرة حسن نية؛ حيث تحاول الحكومة التركية موازنة علاقاتها بين روسيا والغرب وموقفها من الحرب التي تخوضها "إسرائيل" مع "حماس" في غزة.
كما تعتبر إتاحة السفر بدون تأشيرة لمدة سبعة أيام إلى اليونان تطورًا تحاول الحكومة التركية تحقيقه للمواطنين الأتراك للسفر على نطاق أوسع إلى منطقة "شنغين". علاوة على ذلك، فإن إظهار "أردوغان" نيته لتحسين العلاقات التركية اليونانية ربما يهدف أيضًا لدعم محاولته مع الولايات المتحدة لشراء طائرات "F-16"، بينما تتدهور علاقته مع الحكومة "الإسرائيلية" بقيادة "نتنياهو" في سياق الحرب على غزة.
على صعيد موازٍ، من المرجح أن تركز التطورات التجارية الثنائية على تحسين إنتاج الغاز؛ حيث تتكون التجارة في الغالب من المنتجات النفطية المكررة المتبادلة بين البلدين، وسيسهل تحسين إنتاج الغاز على تركيا الوصول لهدفها المتمثل في أن تصبح مركزًا لنقل الغاز إلى أوروبا، في ظل وجود البنية التحتية لخطوط الأنابيب بالفعل. وهذا يمنح الحكومة التركية فرصة للشراء أو التفاوض في حالة بدء تشغيل خط الغاز بين "إسرائيل" وقبرص واليونان، والذي كان من المتوقع إبرام اتفاقية خط أنابيب له بحلول نهاية عام 2023 بين "إسرائيل" والحكومة القبرصية الجديدة قبل هجوم السابع من أكتوبر على "إسرائيل". كما إن ذلك سيدعم أيضًا هدف تركيا في تنويع مشترياتها من الغاز بعيدًا عن الغاز الروسي، بهدف أن تصبح، على الأقل، مراقبًا في "منتدى غاز شرق المتوسط".
إس آند ݒي جلوبال ماركيت إنتيليجنس