لا تزال مخاطر التصعيد في الحرب بين "إسرائيل" و"حماس" مرتفعة بشكل كبير، ويمكن تحديد أربعة عوامل رئيسية من شأنها أن تُبقي مخاطر التصعيد مرتفعة خلال الفترة القادمة:
أولًا: العملية البرية "الإسرائيلية" المرتقبة في رفح؛ فمع وصول المفاوضات التي تتوسط فيها قطر ومصر إلى طريق مسدود بسبب استمرار الفجوة الواسعة بين مطالب الجانبين، فإن غزو رفح هو الاحتمال الأكبر، ومن المرجح أن يؤدي ذلك إلى ارتفاع عدد الضحايا المدنيين.
ثانيًا: تصاعد كثافة الاشتباكات بين الجيش "الإسرائيلي" و"حزب الله"؛ حيث يقف الأخير في موقف دفاعي للحفاظ على وضع قوته، واستغلال ذلك كوسيلة ضغط في الجهود الدبلوماسية لتهدئة التصعيد وإعادة إرساء الأمن على الحدود. رغم ذلك، ومع تقدم المسارين في الوقت نفسه (الدبلوماسية والمناوشات الميدانية)، ستظل مخاطر الحسابات الخاطئة مرتفعة خاصة من الجانب "الإسرائيلي".
ثالثًا: تزايد احتمالية اشتعال الأوضاع في الضفة الغربية؛ خصوصًا في ظل رغبة الحكومة "الإسرائيلية" في الحد من وصول الفلسطينيين إلى المسجد الأقصى خلال شهر رمضان، بالإضافة إلى تصاعد عنف المستوطنين والاعتقالات والبطالة في الضفة منذ هجوم السابع من أكتوبر.
رابعًا: العمليات "الإسرائيلية" السرية في إيران؛ حيث تشير تقارير إعلامية إلى أن "إسرائيل" مسؤولة عن الهجمات على خطوط أنابيب الغاز الإيرانية في الـ14 من شباط/ فبراير الماضي.
بشكل عام، وبما أن "حماس" تبدو بعيدة كل البعد عن أن تُهزم في غزة، ولأن "إسرائيل" لم تحقق أهدافها العسكرية بعد، فمن المرجح أن تمتد الحرب إلى الربع الثاني من عام 2024، وربما يطول أمدها إلى أبعد من هذا العام.
فيتش سوليوشنز