ستواصل الميليشيات العراقية المدعومة من طهران استهدافها للمصالح الأمريكية في كل من العراق وسوريا، طالما استمرت حرب "إسرائيل" على غزة خلال عام 2024؛ فقد جددت هذه الميليشيات دعوتها للقوات الأمريكية مؤخرًا لمغادرة العراق، وتعهدت بمواصلة استهداف الأصول العسكرية الأمريكية حتى تحقيق هدفها. بالمقابل، أدى الرد الأمريكي على هجمات تلك الميليشيات حتى الآن إلى مقتل عدد من أفرادها، لكن إذا أدت الهجمات الأمريكية مستقبلًا إلى ارتفاع عدد القتلى العراقيين، فسوف تتصاعد الضغوط على حكومة بغداد لدعوة القوات الأمريكية إلى مغادرة العراق، ما سيعرض الوجود العسكري الأمريكي شمال شرق سوريا في الوقت نفسه للخطر.
ومن المرجح أن تبقى حكومة "السوداني" في السلطة حتى الانتخابات البرلمانية المقبلة المقرر إجراؤها عام 2025، ولا يُتوقع أن تسفر انتخابات مجالس المحافظات، بعد تأخير دام عشر سنوات، عن تغييرات كبيرة في التوزيع الحالي للسلطة على المستوى المحلي. ومع ذلك، فإن نتائجها ستكون مؤشرًا مهمًا على مكانة الأحزاب السياسية العراقية محليًا، ما سيسهم في تحديد شكل التحالفات السياسية قبل الانتخابات البرلمانية عام 2025.
وفي أواخر عام 2024، من المتوقع الانتهاء من المرحلة الأولى من مشروع الربط الكهربائي الذي يربط العراق بدول الخليج؛ حيث سيبدأ هذا الخط بعد ذلك في توفير 500 ميجاوات من الكهرباء سنويًا لجنوب العراق، ما سيساعد في معالجة انقطاع التيار الكهربائي المزمن في البلاد وجعلها أقل اعتمادًا على إمدادات الطاقة الإيرانية.
أخيرًا، ستسير العلاقات بين بغداد وأربيل خلال عام 2024 بنفس الديناميكيات التي اتبعتها العام الماضي، مع استمرار ميل معادلة القوة بين الجانبين لصالح المركز. وكان من المقرر إجراء الانتخابات البرلمانية الكردية، التي تم تأجيلها مرتين، في شباط/ فبراير 2024، والتي تهدد بتعميق الانقسامات السياسية القائمة بين الحزبين السياسيين الكرديين الرئيسيين، ما سيزيد من إضعاف الحكم الذاتي الكردي وزيادة قبضة بغداد الاقتصادية والسياسية الكبيرة بالفعل على الإقليم.
ميدل إيست إنستيتيوت