ليس هناك أدنى شك في أن "إسرائيل" ستشن عملية عسكرية كبيرة في رفح، ربما في الأشهر المقبلة، سواءً وافقت على وقف مؤقت لإطلاق النار في هذه الأثناء أم لا. واستنادًا إلى تحليل العمليات العسكرية "الإسرائيلية" الأخيرة في غزة، فمن المرجح أن يستغرق الانتقال إلى رفح والسيطرة عليها حوالي ثلاثة أشهر. ومن المتوقع أيضًا أن يزيد ذلك من التهديد الإرهابي إضافةً إلى تصاعد الاحتجاجات المؤيدة لفلسطين على مستوى العالم مع بداية العملية.
رغم ذلك، يبدو أن قادة "إسرائيل" يتجاهلون الجهود الدولية الرامية لمنع هذه العملية في رفح؛ فقد صرح "نتنياهو" في العاشر من آذار/ مارس الجاري قائلًا: "سنذهب إلى هناك"، وذلك ردًا على سؤال طرحه الصحفيون حول العملية المحتملة في رفح، كما تحدث هو وأعضاء مجلس الوزراء عن هذه العملية عدة مرات خلال الأشهر الأخيرة.
لكن التوقيت الدقيق للعملية لا يزال غير مؤكد، ويرجع ذلك في الأساس إلى أن السلطات "الإسرائيلية" لا تزال على ما يبدو تضع خططًا لنقل أكثر من مليون فلسطيني نزحوا بالفعل من شمال ووسط غزة إلى رفح. وقد يتطلب الإخلاء وقف القتال لمدة أسبوعين أو ثلاثة، خصوصًا جنوب غزة؛ فقد كان هذا هو الوقت الذي استغرقته وكالات الإغاثة لإجلاء حوالي مليون فلسطيني من شمال غزة إلى الجنوب في تشرين الأول/ أكتوبر، قبل أن تبدأ "إسرائيل" عملياتها البرية.
ومن خلال قيام الأمم المتحدة ووكالات الإغاثة بإجلاء ونقل الفلسطينيين النازحين يمكن القول إن عملية رفح أصبحت وشيكة، واستنادًا إلى العمليات السابقة المماثلة شمال ووسط غزة، فمن المحتمل أن يشمل هجوم رفح مرحلتين رئيسيتين؛
- في الأولى سيكثف سلاح الجو "الإسرائيلي" حملة القصف لتسهيل مناورة القوات البرية.
- أما في الثانية فسوف تفرض القوات البرية "الإسرائيلية" حصارًا ثم تشتبك مع قوات "حماس" في المدينة.
ومن المتوقع أن تستغرق المرحلة الأولى حوالي أسبوعًا واحدًا، بينما ستمتد الثانية إلى شهر على الأقل.
بالمقابل، من المرجح أن يجد الفلسطينيون وغيرهم من المسلحين أنفسهم مضطرين لمواصلة هجماتهم ضد "إسرائيل"، وبغض النظر عن عملية رفح، يبدو أن الصراع الدائر بين "حماس" و"إسرائيل" هو الذي يديم تلك الهجمات. وفي ظل ارتفاع مستوى التهديد الإرهابي، ستكون القدس والضفة الغربية المكانين اللذين يُرجح أن تقع فيهما هذه الهجمات، كما يُرجح أن يجد المسلحون الفلسطينيون والمهاجمون المنفردون في الأعياد اليهودية فرصة لشن هجماتهم.
رغم ذلك، فإن التهديد المسلح المتمركز في غزة سيستمر على الأرجح حتى لو انتهت العمليات العسكرية الكبرى؛ ويرجع ذلك لسببين رئيسيين:
- أولًا: لا توجد حتى الآن خطة واضحة للحكم في غزة بعد الحرب؛ مع سيطرة المقاومة الفلسطينية منذ فترة طويلة في ظل فراغ الحكم.
- ثانيًا: التعاطف والتأييد القوي الذي تتمتع به أيديولوجية "حماس"؛ فهناك جماعات مسلحة عديدة ذات مرجعية إسلامية تعمل في فلسطين وفي جميع أنحاء المنطقة، ولا يفصلها إلا القليل من الناحية الأيديولوجية عن "حماس".
دراجونفلاي إنتيليجنس