السعودية ستواصل تعزيز علاقاتها مع "إسرائيل" رغم ربطها التطبيع بتحقيق تقدم نحو دولة فلسطينية

السعودية ستواصل تعزيز علاقاتها مع
الساعة : 15:00
14 مايو 2024

لا يزال التطبيع السعودي الكامل مع "إسرائيل" مشروطًا بمسار موثوق لإقامة دولة فلسطينية، لكن الرياض ستواصل تدريجيًا تعزيز العلاقات الدبلوماسية مع تل أبيب وتعميق العلاقات الدفاعية مع الولايات المتحدة، مع الحفاظ على تواصلها الحذر مع إيران. رغم ذلك، فإن استمرار التهديدات الأمنية الإقليمية قد يعيق الجهود السعودية، وربما يهدد حتى مشروع التنويع الاقتصادي "رؤية 2030".

فمنذ اندلاع الحرب بين "إسرائيل" و"حماس" اتخذت المملكة موقفًا دفاعيًا عن الشعب الفلسطيني وحقه في إقامة دولته، وأدانت تصرفات "إسرائيل" في غزة، وبهذا جعلت أي اتفاق تطبيع مع "إسرائيل" مشروطًا بالعديد من القضايا الأمنية، لكن مطلبها الأساسي هو وجود مسار موثوق وغير قابل للتراجع لإقامة دولة فلسطينية. في الوقت نفسه، واصل السعوديون التواصل علنًا مع منافستهم إيران؛ حيث تسعى الرياض إلى تجنب استهدافها من قبل طهران، حتى مع تركها الباب مفتوحًا أمام إمكانية التقارب الدبلوماسي مع "إسرائيل" وتوثيق العلاقات الدفاعية مع واشنطن.

في هذا الإطار، من المرجح أن ينخرط السعوديون في اتفاق دفاعي غير رسمي يشمل "إسرائيل"، لكنهم لن ينضموا على الأرجح إلى اتفاق تطبيع كامل معها دون إنهاء الحرب في غزة، وإحراز تقدم كبير نحو إقامة دولة فلسطينية وتهدئة التوترات الإقليمية. لكن حتى لو لم يتم التطبيع السعودي "الإسرائيلي" في القريب العاجل، فإن المملكة ستستفيد من العلاقات التجارية الثنائية المتزايدة مع "إسرائيل"، والأقل احتمالًا مع إيران، وذلك من أجل تحقيق التكامل الاقتصادي الإقليمي الأوسع والاستقرار لدفع الاستثمار الأجنبي. فنجاح "رؤية 2030" يستلزم استقرارًا أمنيًا إقليميًا لتعزيز أهداف المملكة الاقتصادية طويلة المدى، وتوفير الاستقرار لمنح الثقة للمستثمرين. وبالتالي، فإن المملكة، حتى لو قامت فقط بتوسيع علاقاتها مع "إسرائيل" بشكل غير رسمي، فمن المرجح أن تستفيد من زيادة التعاون العلمي والتجارة الثنائية وترابط البنى التحتية، وهو أمر من شأنه أن يتوسع في حال تطبيع العلاقات.

بالمقابل، ورغم احتمال إقامة علاقات أوثق مع "إسرائيل"، وتعاون دفاعي أقوى مع الولايات المتحدة، وعلاقات مستقرة مع إيران، فمن المرجح أن تظل السعودية تواجه العديد من التهديدات الأمنية الإقليمية في توازناتها الجيوسياسية في السنوات القليلة القادمة. فمن المتوقع أن تظل أنماط العداوات المتكررة في المنطقة والصراعات المتواصلة منذ عقود تشكّل تهديدًا مستمرًا لتطلعات السعوديين، في تحقيق "رؤية 2030" وتحقيق التنويع الاقتصادي والاستقرار والتكامل في المنطقة. لكن الأمر الأكثر أهمية هو أن الصراع "الإسرائيلي" الفلسطيني سيستمر على الأغلب في السنوات القادمة، حتى لو وافقت الحكومة "الإسرائيلية" المستقبلية على مسار جاد لتحقيق حل الدولتين.

ستراتفور