لقد أدى الهجوم الإيراني المباشر العابر للحدود على "إسرائيل" بالصواريخ والطائرات المسيّرة خلال نيسان/ أبريل الماضي، لخروج حرب الظل بين البلدين إلى العلن؛ فقد بدا أن "إسرائيل" تنتقم ردًا على هذا الهجوم عندما أعلنت إيران اعتراض طائرات بدون طيار فوق أصفهان وتبريز في الـ19 من نيسان/ أبريل. وكان رد إيران على الضربات الانتقامية "الإسرائيلية" خافتًا، ما يشير إلى نيتها تجنب مزيد من التصعيد، لكن رغم ذلك ستستمر حرب الظل بين الطرفين خلال الفترة المقبلة، ومن المرجح حدوث جولات تصعيدية متفرقة.
بناءً على ذلك، ستستمر دول المنطقة الواقعة في نطاق النفوذ الإيراني في مواجهة التهديدات، وكجزء من الجهود المستمرة لدحر نفوذ إيران الإقليمي ستشمل أهداف "إسرائيل" البنى التحتية التي تستخدمها القوات الإيرانية والجماعات المدعومة من إيران، خصوصًا في سوريا ولبنان. وقد تقوم "إسرائيل" أيضًا بضربات متفرقة ضد البنى التحتية التي يستخدمها المدنيون والتي تخضع للمصالح الإيرانية، بما في ذلك الأصول الموجودة بالقرب من الموانئ والمطارات. علاوةً على ذلك، فقد تسعى "إسرائيل" لتوسيع نطاق ردها ليشمل الأصول البحرية المرتبطة بإيران في العراق واليمن، ولو بصورة أقل. ومن الأهمية بمكان أن نشير إلى أن "إسرائيل" إذا قامت بضرب البنى التحتية ذات الاستخدام المزدوج، فإنها ستسعى على الأرجح للحد من التهديدات التي يتعرض لها المدنيون، خصوصًا في لبنان.
من جهتهم، سعى حلفاء الغرب في المنطقة إلى تجنب أن يُنظر إليهم على أنهم ينحازون إلى أحد الجانبين خلال هذه الجولات الانتقامية؛ فقد حرص الأردن على تصوير مشاركته في عمليات الاعتراض يومي 13 و14 نيسان/ أبريل على أنها مسألة دفاع وطني. أما دول الخليج فرغم أنها شاركت المعلومات التي قدمتها إيران حول الهجوم للمساعدة في مهام اعتراضه، لكنها منعت الطائرات الأمريكية و"الإسرائيلية" التي تنفذ هذه المهام من الوصول إلى مجالها الجوي. ولم يتم حتى الآن الإبلاغ عن أي حليف عربي للغرب يدعم الانتقام "الإسرائيلي" ضد أهداف على الأراضي الإيرانية في الـ19 من نيسان/ أبريل، وسيساعد هذا النهج المتوازن، إلى جانب التواصل المستمر مع إيران من قبل دول الخليج، على احتواء التهديدات الأمنية خلال الفترة القادمة.
كنترول ريسكس جروب