تمسك الاحتلال بالسيطرة على محور فلاديلفيا يشير إلى تجاهل "إسرائيلي" كامل للاعتبارات الأمنية المصرية وثقة بضعف الموقف المصري

الساعة : 14:00
7 أغسطس 2024
تمسك الاحتلال بالسيطرة على محور فلاديلفيا يشير إلى تجاهل

الحدث:

أكد رئيس وزراء الاحتلال، بنيامين نتنياهو، في الرابع من آب/ أغسطس الجاري، على عدم الانسحاب من محور فيلادلفيا (محور صلاح الدين) ومعبر رفح، ووصفهما بأنهما "أنابيب الأكسجين لحماس التي ستسمح لها بالتسلح واستعادة قوتها". في السياق نفسه، قال رئيس القسم الاستراتيجي في جيش الاحتلال، إليعازر توليدانو، خلال نقاش مع الحكومة، إن الجيش لا يعتزم الانسحاب من محور فيلادلفيا، حتى وإن كان ذلك شرطًا لإبرام صفقة لتبادل المحتجزين، وفقًا لما نقلته هيئة البث العبرية. وفي تقرير نشرته صحيفة "جيروزاليم بوست" نُسب إلى "توليدانو" ذكر أن الجيش لا يزال أمامه طريق طويل قبل أن يُكمل عمله في محور فيلادلفيا، مؤكدًا على أهمية ذلك استراتيجيًا للحرب في غزة.

الرأي:

لا يعتبر هذا الموقف "الإسرائيلي" مفاجئًا؛ حيث سبق أن رجحنا أن يتمسك الاحتلال بأجندته الأمنية في المنطقة الحدودية، لكنّه من جهة أخرى يشير إما إلى تفاهمات سرية مع مصر برعاية أمريكية، أو إلى تجاهل "إسرائيل" الكامل للاعتبارات الأمنية المصرية باعتبار أن الموقف المصري الضعيف يزيد ثقة الاحتلال إزاء قبول مصر بالأمر الواقع، وعدم قدرتها على اتخاذ خطوات تصعيدية ضد الاحتلال. ويبدو الاحتمال الثاني هو المرجح حتى الآن، في ظل الغضب المصري الذي تعبر عنه تصريحات المصادر الرسمية للمنصات الإعلامية التابعة للدولة.

ورغم هذا الغضب، فما زال من المرجح أن تكتفي مصر بالضغوط الدبلوماسية عبر الولايات المتحدة، لتأكيد موقفها الرافض لسيطرة الاحتلال على محور صلاح الدين، دون أن يعني هذا توقع أن تتخلى المؤسسة الأمنية "الإسرائيلية" عن أولوياتها استجابة لتلك الضغوط. إضافةً لذلك، ستواصل مصر تعزيز قواتها في شمال سيناء وحالة الاستنفار في الجانب المصري من الحدود، للتصدي لاحتمالات حدوث موجة نزوح فلسطيني إلى الأراضي المصرية، وهو الأمر الذي تعتقد القاهرة أن حكومة "نتنياهو" لم تتخل عنه حتى الآن.