أولاً. معطيات ومعلومات نوعية:
الملف الإقليمي:
· كشف موقع "والا" أن وزير خارجية الإمارات، عبد الله بن زايد، التقى نظيره الأمريكي، أنتوني بلينكن، على هامش اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، في نهاية أيلول/سبتمبر الماضي وطلب منه تأييد خطة "اليوم التالي" في غزة، التي تقدمت بها الإمارات وتحويلها إلى خطة أميركية يتم تقديمها بعد انتخابات الرئاسة الأميركية، الشهر المقبل. ولفت الموقع إلى أن الخطة تقضي بنشر قوة دولية مؤقتة تشارك فيها في غزة لتعمل على توفير مساعدات إنسانية وفرض القانون والنظام وتضع أساسًا للحوكمة، بناء على دعوة رسمية من السلطة الفلسطينية، بعد أن تخضع "لإصلاحات كبيرة . وأشار الموقع إلى أن الخلاف ما زال موجودًا بين "إسرائيل" والإمارات يتعلق بطلب الأخيرة أن تشمل الخطة إعادة فتح القنصلية الأميركية في القدس، "كبادرة نية حسنة تجاه الفلسطينيين وكي تظهر الولايات المتحدة أنها ضالعة في الخطة وتقودها"، بينما عارضت "إسرائيل" هذه الفكرة بشدة، مثلما تعارض أي ذكر لحل الدولتين، والخلاف الأساسي بين "إسرائيل" والإمارات يتعلق "بالدور الدقيق للسلطة الفلسطينية". (موقع عربي 21)
· أفادت أوساط سياسية وأمنية أن رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، أرسل مبعوثًا خاصًا إلى تركيا لطلب مساعدة الجانب التركي في استعادة السلطة على المعابر القريبة من مدينة رفح بالتنسيق مع السلطات المصرية. (صحيفة رأي اليوم)
· كشفت بيانات وزارة المالية الفلسطينية أن قيمة المنح والمساعدات الخارجية صعدت بنسبة 86% في الأشهر الثمانية الأولى من العام الجاري، مقارنةً مع الفترة المقابلة من العام الماضي، حيث صعد الدعم الخارجي للموازنة إلى 1.4 مليار شيكل حتى نهاية آب/ أغسطس الماضي مقارنةً مع 767 مليون شيكل لذات الفترة من العام الماضي. (موقع الشاهد، فلسطين)
· كشف مصدر دبلوماسي عربي أنه وقبل مقتل "السنوار" كان هناك عمل لعقد قمة موسعة لرؤساء الدول ووزراء الخارجية ورؤساء أجهزة الاستخبارات من السعودية وقطر والإمارات ومصر والأردن مع إمكانية دعوة تركيا وباكستان، لافتًا إلى أنه تم الاتفاق على عقد القمة في البحر الميت في الأردن لدعم الأخيرة. وأوضح المصدر أن القمة ستناقش مجموعة من الحلول المقترحة لليوم التالي للحرب في غزة ولبنان ومسار دعم الجيش اللبناني وتنفيذ الاستحقاقات الوطنية فيما بدأت الأطراف المعنية في تشكيل رؤى واضحة لمواجهة مشاريع التهجير. (قناة إل بي سي اللبنانية)
· نشر المركز السوري لرصد حقوق الإنسان، أن النظام في سوريا أصدر أوامر عسكرية بالاتفاق مع روسيا، تقيّد نشاط الميليشيات الموالية لإيران وعناصر "حزب الله" في أراضيه، خوفًا من الانجرار إلى حرب مع "إسرائيل"، في مناطق ريف دمشق وحمص وبادية حمص بعد أن كانت قد قيدتها في وقت سابق في منطقة الجولان. (قناة العربية)
· كشفت مصادر عراقية مطلعة أنّ الحكومة العراقية اتخذت قرارًا بعدم منع الهجمات التي تستهدف الاحتلال "الإسرائيلي" أيًا كان حجمها أو نوعها، لكنها شددت على "تجنيب القواعد الأمريكية في العراق تلك الهجمات"، مُشيرةً إلى أنّ العمليات ضد "إسرائيل" سوف تتطور لمواجهة مفتوحة مع الاحتلال في حال أقدم على قصف مناطق داخل العراق. (صحيفة العربي الجديد)
الكيان "الاسرائيلي":
· أفادت مصادر سياسية صهيونية مطلعة لـ"قناة 11" العبرية، بأنّ "نتنياهو" تراجع عن خطته تكليف "الجيش الإسرائيلي" بتوزيع المساعدات الإنسانية في قطاع غزة، وإقامة حكم عسكري يتولى مسؤوليات الإدارة المدنية لحياة السكان هناك، بناءً على الموقف الأمريكي المعارض ومعارضة الجيش وبقية الأجهزة الأمنية "الإسرائيلية" تولّي الحكم العسكري في القطاع، لكنه لم يتخلَّ عن تطبيق "خطة الجنرالات". (صحيفة الشرق الأوسط)
· كشفت هيئة البث "الإسرائيلية" أن "نتنياهو" و"سموترتش"، و"بن غفير"، قرروا دراسة إمكانية إشراك شركة أمن مسلحة خاصة في توزيع المساعدات الإنسانية في قطاع غزة تحت إشراف "إسرائيلي". وأشارت "الهيئة" إلى أنّ " هذا الأمر يواجه العديد من العقبات وقد يستغرق وقتًا حتى يتم تطبيقه، لذا تعمل "إسرائيل" على وضع خطوات طارئة فورية لتحسين الوضع الإنساني في القطاع على المدى القصير، وأنّها ستعرض هذه الخطوات على الإدارة الأمريكية. (صحيفة المدن الإلكترونية، لبنان)
· كشفت مصادر تجارية متعددة أنّ "إسرائيل" أوقفت النظر في طلبات يقدمها تجار لاستيراد أغذية إلى قطاع غزة، ما أدى إلى تعطل عمليات وفّرت خلال الأشهر الستة الماضية أكثر من نصف الإمدادات للقطاع. (صحيفة الشرق الأوسط)
· كشف المحلل في صحيفة "يديعوت أحرونوت"، رون بن يشاي، أن "إسرائيل" تفكر بعدة طرق لنزع السيطرة المدنية من يد حماس، أحدها إمكانية أن تدخل شركة مدنية - أمريكية تحت غطاء الجيش "الإسرائيلي" للإشراف على وصول المساعدات الإنسانية إلى القطاع وتوزيعها، وذلك بعدما أبلغ جهاز الأمن المستوى السياسي بأنه ليس مستعدًا لأن يوزع بنفسه المساعدات الإنسانية ويعرض جنود الجيش للخطر جراء ذلك. (مركز الناطور للدراسات والأبحاث)
· أكدت القناة 14 العبرية أن الجيش يعمل على إنشاء طريق ترابي يمتد من شمال القنيطرة حتى جنوبها، ويجهز سياجاً أمنياً على الحدود السورية لمنع تسلل "مسلحين" باتجاه هضبة الجولان. (موقع الجزيرة نت)
· أفادت وسائل إعلام عبرية بأن 130 جنديًا في قوات الاحتياط هددوا بأنهم سيتوقفون عن الخدمة، إذا لم يسعَ "نتنياهو" لإبرام صفقة للإفراج عن الأسرى المحتجزين في قطاع غزة. بالمقابل، لم تتأخر ردة فعل الجيش على ذلك؛ فقد توجه إلى 64 من هؤلاء الجنود، محذرًا إياهم من تعليق خدمتهم إذا لم يشطبوا توقيعهم على العريضة. (موقع عرب 48)
· أجرت "إسرائيل" تجارب على قدرات جديدة تطورها شركات "إسرائيلية"، لاعتراض الطائرات المسيّرة بعد فشل منظومات الدفاع الجوي في اعتراض بعض تلك المسيّرات، حيث سيتم تبني الحلول التي تنجح في اعتراض مسيّرات للسير في مرحلة تطوير سريع واختبارها عملياتيًا. (موقع عرب 48)
· كشف تقرير صادر عن شركة "مايكروسوفت" عن تحوّل "إسرائيل" إلى الهدف الأول للهجمات الإلكترونية الإيرانية بعد السابع من تشرين الأول /أكتوبر عام 2023، مُشيرًا إلى أنّ إيران صعدت بعد اندلاع الحرب من عملياتها السيبرانية ضد "إسرائيل". وأوضح التقرير أنّ الجماعات الإيرانية وسعت أيضًا عمليات نفوذها عبر الإنترنت إلى ما هو أبعد من "إسرائيل"، مع التركيز على تقويض الدعم السياسي والعسكري والاقتصادي الدولي للعمليات العسكرية "الإسرائيلية"، لافتًا إلى وجود حملات رقمية أطلقتها إيران على منصات التواصل الاجتماعي، بما في ذلك إنشاء حساب يدعى "دموع الحرب" وآخر يدعى "كارما"، وحساب آخر على تطبيق "تلغرام"، للتأثير على الأوساط "الإسرائيلية". (موقع عربي 21)
· ذكرت هيئة البث العبرية الرسمية "كان" أن معطيات دائرة الإحصاء المركزية تشير إلى تباطؤ النموّ الاقتصادي "الإسرائيلي" خلال الربع الثاني من العام الجاري، حيث نما الاقتصاد خلال هذا الربع ثلاثة أعشار بالمائة فقط بوتيرة سنوية، وذلك أقل بكثير مما كان متوقعًا، ما يدل على انكماش الاقتصاد "الإسرائيلي. وقد قدرت مؤسسات دولية ومالية التكلفة الإجمالية للحرب حتّى الآن بنحو 95 مليار دولار، أي ما يمثل نحو 18% من إجمالي الناتج المحلي السنوي، بينما بلغت النفقات المباشرة (العسكرية والمدنية) نحو 48 مليار دولار من الربع الأخير من سنة 2023 حتّى 2024، ما يعني عجزًا في موازنة عام 2024 بنحو 8% من الناتج المحلي. (موقع العهد الاخباري)
الملف الدولي:
· أفادت مصادر مطلعة بأن القوات الأمريكية في سوريا بدأت مهمّة جديدة وهي محاولة اعتراض الطائرات المُسيّرة الملتفّة عبر البادية السورية في اتجاه الجنوب لاستهداف الجولان المحتل، حيث نفّذت القوات الأمريكية الموجودة في قاعدة التنف عمليتي اختبار لجاهزية منظومات الدفاع الجوي. (صحيفة الأخبار، لبنان)
· ذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" أن الإدارة الأمريكية قرّرت العمل على تجميد الإجراءات التي اتُّخِذت بضغوط "إسرائيلية" ضد "الأونروا" في العالم، وإعادة التمويل، وطلبت من "إسرائيل" الحذر من المساس بنشاطها أو موظفيها في الضفة الغربية والقدس وقطاع غزة، وإعادة زيارات طواقم "الصليب الأحمر" للأسرى الفلسطينيين في السجون "الإسرائيلية". (صحيفة الشرق الأوسط)
· أعلنت الولايات المتحدة وكندا فرض عقوبات على شبكة "صامدون"، بتهمة جمع التبرعات لصالح الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، التي تصنفها واشنطن كمنظمة "إرهابية". وقد اتُهمت الشبكة بأنها واجهة لجمع الأموال في أوروبا وأمريكا الشمالية لدعم الجبهة، بينما ردت "صامدون" بأن تلك الإجراءات جزء من الحرب على حقوق الشعب الفلسطيني. (موقع عربي بوست)
ثانياً. تحليلات وتقديرات عربية ومترجمة:
· رأت أوساط صهيونية أنّ القضاء على رئيس المكتب السياسي لحركة حماس "يحيى السنوار" يجلب فرصة لدفع خيار الصفقة بطريقة أكثر ملاءمة، لاسيما أنّ مقتله يساوي في القيمة وربما يفوق قيمة القضاء على أمين عام "حزب الله"، حسن نصرالله، مشككةً في إمكانية القضاء على حركة حماس وتحقيق النصر المطلق الذي يتغنى به نتنياهو، منذ ما يزيد عن العام. وتوقعت الأوساط أن تستمر حماس في السيطرة على الفضاء العام في غزة، وامتلاك القدرة العسكرية في المستقبل المنظور، حتى لو كانت أقل بكثير مما كانت عليه في السابع من أكتوبر. ورجحت الأوساط أنّ يُسفر استشهاد "السنوار" عن تقسيم الصلاحيات داخل الحركة، وأن قيادة حماس في الخارج ستضطر للتوغل بشكل أعمق في الفضاء الذي حصل بعد غياب "السنوار"، أساسًا لإدارة البعد السياسي، وفي مقدمته المفاوضات حول الصفقة المتعثرة حتى الآن، ومن المحتمل أن تتمتع بسلطة أكبر من ذي قبل. (موقع عربي 21)
· رأى المحلل السياسي، جوني منيّر، أن طهران تبدو قلقة ومتوترة، وهو ما عكسته الحركة الناشطة لوزير خارجيتها عباس عراقجي، والذي مزج في زياراته الخليجية بين الكلام المعسول والتحذير المبطن، ومن هذه الزاوية فسّر المراقبون مضمون الرسائل التي حملها الى بيروت. وفي هذا الإطار أيضاً تمّ وضع التصعيد الكبير والنوعي من جانب "حزب الله" خلال الأيام الماضية. فالمسيّرة التي ضربت لواء غولاني في بنيامينا وأوجعته جداً هي مسيّرة متطورة جداً، والتي واكبها إطلاق صواريخ باليستية طاولت تل أبيب. وثمة مقولة رائجة بأنّ هذا النوع المتطور من المسيّرات والصواريخ والموجود لدى "حزب الله" يخضع لأوامر إيرانية، ما يعني وفي حال صح ذلك، بأنّ طهران أرادت تحذير "نتنياهو" بالنار من أي تهور في ردّه على إيران.
وأضاف "منير" أن ما يقلق طهران أكثر، هو تصاعد الدعوات داخل الولايات المتحدة إلى السعي لإسقاط النظام الديني القائم في إيران، مشيراً إلى أن الواقعية تفترض الإقرار بأنّ هذه الدعوات لا تزال في إطار المواقف وليس القرار، خصوصاً أنّ الدولة العميقة في واشنطن ترى أنّ التوازنات خصوصاً في مناطق آسيا الوسطى، تفترض اضطلاع إيران بنظامها القائم حالياً بدور كبير لاحقًا. (صحيفة الجمهورية، لبنان)
· أشار تقرير لمجلة "فورين أفيرز" إلى أن التوترات الإقليمية تعزز دوافع إيران لتطوير أسلحة نووية، مما يجعل هذه المرحلة نقطة تحوّل في برنامجها النووي؛ حيث تمتلك القدرة على تصنيع هذه الأسلحة، وقد تسرع جهودها في هذا الاتجاه نظرًا لشعورها المتزايد بخطر المواجهة مع "إسرائيل". ولفتت المجلة إلى أن الغرب يعتقد منذ فترة طويلة أن إيران تفضل البقاء على عتبة إنتاج الأسلحة النووية؛ حيث تمتلك القدرة على تصنيع هذه الأسلحة لكنها لا تفعل ذلك، إذ يتيح لها هذا الوضع الحصول على قوة ردع نووي دون تبعات سلبية. وانطلاقًا من هذا الاعتقاد، يركز المحللون في الغرب على توقع الرد الإيراني في أي صراع محتمل مع "إسرائيل" والولايات المتحدة، ضمن دائرة استخدام الأسلحة التقليدية مثل الصواريخ الباليستية. (موقع عربي 21)
· رأت مجلة "ناشيونال إنترست" الأمريكية أنّ الضربات العسكرية وحدها لا يمكن أن تحل التحدي الاستراتيجي الأوسع الذي تمثله إيران، بل على الولايات المتحدة و"إسرائيل" اعتماد نهج أوسع ذي "أوجه متعددة"، يجمع ما بين العمليات الاستخباراتية والاستراتيجيات الأيديولوجية لإضعاف النظام من الداخل.
ورأت المجلة أنّ من بين الأدوات المقترحة لهذا المخطط، العمليات الإلكترونية التي تستهدف البنية التحتية العسكرية الإيرانية، فضلًا عن حملات إعلامية تهدف إلى "تقويض الرواية الأيديولوجية للنظام" في إيران والدول الأخرى الناطقة بالعربية، مُشيرةً إلى أنّ أصحاب هذا الرأي ينصحون الولايات المتحدة و"إسرائيل" بدعم مجموعات المجتمع المدني والمنظمات الطالبية والحركات الشعبية التي تدعو إلى تغيير سياسي داخل إيران، على أن يشمل الدعم المشار إليه توفير الـ"سي آي إيه" و"الموساد" لتقنيات اتصال آمنة ودعم لوجستي، لمساعدة هذه الجماعات على التهرب من رقابة الدولة وتنظيم نفسها بشكل أكثر فعالية، جنبًا إلى جنب إضعاف إيران اقتصاديًا، والإضاءة على "انتهاكات النظام الإيراني لحقوق الإنسان" والقوانين، لقلب الرأي العام ضده. (صحيفة الأخبار، لبنان)
· رأى "معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى" أنّ دول الخليج ستسعى إلى تعميق سعيها للتقارب مع طهران، موضحًا أنّه لضمان ألا يأتي هذا التقارب على حساب جهود الدفاع الجوي والصاروخي المتكامل في الخليج، يتعين على الولايات المتحدة القيام بما يلي:
- دعم الرد "الإسرائيلي" الرادع. يجب أن يرى قادة الخليج أن هناك جهودًا تُبذل لمنع إيران من الشعور بمزيد من الثقة والحرية في التصرف بعد الضربة الأخيرة ضد "إسرائيل"، وإذا تصاعدت الأعمال العدائية بين إيران و"إسرائيل"، فينبغي على واشنطن النظر في تمكين "إسرائيل" من شن ضربات أكثر فعالية ودقة ضد صناعات الصواريخ الإيرانية لمنع النظام من إعادة إمداد ترسانته وتحديثها.
- تفسير أداء الدفاع الصاروخي "الإسرائيلي". يجب ألا يحاول المسؤولون الأمريكيون تجميل الواقع بأن عدة صواريخ إيرانية اخترقت دفاعات "إسرائيل". وبدلاً من ذلك، عليهم عقد مجموعات العمل المشتركة بين الولايات المتحدة ودول "مجلس التعاون الخليجي" لمناقشة التفاصيل العملياتية كما فعلوا بعد وقت قصير من هجوم 13 نيسان/أبريل، من خلال مواجهة نسبة اعتراض الصواريخ، وما إذا كانت "إسرائيل" قد سمحت عمدًا لبعض الذخائر بضرب أراضي مفتوحة، وأين اخترقت الصواريخ لكي يتم تحسين الدفاعات.
- متابعة البحث والتطوير المشترك في مجال الدفاع ضد الصواريخ الباليستية: ينبغي على واشنطن و"إسرائيل" ودول الخليج النظر في البحث والتطوير المشترك لأنظمة دفاع أرخص تكلفة (وبالتالي أكثر عدداً) ضد الصواريخ الباليستية بجميع نطاقاتها. وهناك حاجة ماسة إلى نسخة أرخص تكلفة من نظام "آرو"، وربما يكون ذلك مرتبطاً بنظام الاعتراض "سكاي سونيك" الذي تطوره شركة "رفائيل" الإسرائيلية. وعلاوة على ذلك، قد تحتاج الدفاعات الصاروخية الباليستية الأرضية إلى أن تكون أكثر مرونة وأصعب تتبعاً، في حين قد تحتاج الدفاعات المحمولة على متن السفن إلى العمل على مسافات أبعد من البر لتجنب التهديدات المتزايدة ضد السفن من إيران و"حزب الله" والحوثيين. كما يجب على المسؤولين الإقليميين الدفع نحو (تطوير) نظام دفاعي هجومي في مرحلة الدفع قادر على إسقاط الصواريخ الإيرانية فوق الأراضي الإيرانية.
- تبادل الدروس التكتيكية المستفادة. ينبغي أن تدفع قدرة إيران على إطلاق وابل دقيق من الصواريخ بعيدة المدى نحو مزيد من المناقشات حول وضع القوات الأمريكية في الشرق الأوسط. وقد تتطلب القواعد في الخليج، والأردن، وتركيا، وغرب السعودية تعزيزًا إضافيًا. كما يجب على واشنطن ترتيب لقاءات مع مسؤولين "إسرائيليين" لتقديم إحاطات تكتيكية للشركاء في الخليج حول هذه القضايا في موقع محايد، بما في ذلك محادثات حول تحسين إجراءات الدفاع المدني في الخليج (مثل صفارات الإنذار والملاجئ).
- الاستعداد للتخطي نحو أعلى سلم التصعيد. في المرة القادمة التي تؤدي فيها (هجمات) إيران إلى قتل أو إصابة أفراد أمريكيين أو يتم ضبطها وهي تعيد إمداد وكلائها بمكونات الصواريخ أو أسلحة أخرى، يجب على واشنطن أن تثبت أنها مستعدة لحماية مصالحها من خلال فرض تكاليف باهظة على وكلاء إيران و/أو فرض تكاليف مباشرة على المصالح الإيرانية. يجب أن تأخذ الولايات المتحدة وشركاؤها بعين الاعتبار مجموعة من الخيارات، بما في ذلك جهود متسارعة لتخريب صناعة الصواريخ الإيرانية.
- التأكيد على أن الدبلوماسية الخليجية مع إيران والمبادرات الإقليمية بشأن الدفاع الجوي والصاروخي المتكامل ليست متعارضة، يجب على واشنطن أن تبلغ شركاءها في الخليج بأن عليهم اتباع استراتيجية مزدوجة، تجمع بين إجراءات الإنذار المبكر والدفاع المشترك، حتى أثناء سعيهم لتحقيق التقارب مع طهران. ويقدم هجوم الأول من تشرين الأول/أكتوبر فرصة مهمة للمسؤولين الأمريكيين و"الإسرائيليين" لتعميق التعاون مع هؤلاء الشركاء، وتبادل الدروس المستفادة، وإظهار التزامهم الراسخ بدعم الدفاع الجوي والصاروخي المتكامل في المنطقة. (معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى)
ثالثاً. قراءات واستنتاجات مركز "صدارة"
· يجب الفصل بين مسألة آلية توزيع المساعدات (عبر جيش الاحتلال أو أي بديل آخر تابع له) وبين تمسّك الاحتلال بالسيطرة الأمنية على القطاع في المستقبل المنظور، كهدف استراتيجي محل توافق داخل المؤسسات الأمنية "الإسرائيلية". يعني هذا أن المهم هو أن تكون أي جهة أو سلطة مدنية عاملة في غزة خاضعة للاحتلال، وتابعة من الناحية العملية له، وألا تؤثر أي ترتيبات مستقبلية على قدرات وانسيابية عمل جيش الاحتلال في كافة مناطق القطاع. لهذا، ليس من المرجح قبول الاحتلال بأي خطة، حتى لو إماراتية، تتضمن تبعية حكم غزة للسلطة الفسلطينية، ليس فقط من أجل الاعتبار السياسي المتعلق برفض استراتيجي لحل الدولتين، ولكن أيضا لاعتبارات أمنية مباشرة.
· يتجه العراق تدريجياً إلى أن يمثل واحدة من جبهات المواجهة الإقليمية. يتمتع العراق بمقومات تجعله ربما يتفوق على الساحة السورية التي ستظل مقيدة نتيجة رغبة نظام الأسد في تجنب الحرب وفي نفس الوقت الحد من الهيمنة الإيرانية عليه، فضلا عن التواجد الروسي الذي يضمن حدود ما يمكن لسوريا القيام به. أما العراق، فلديه اتصاله المباشر بإيران كجبهة إمداد، وبنية تحتية بشرية منظمة تتمثل في المجموعات المسلحة الشيعية الموالية لإيران، فضلا عن تغلغل النفوذ الإيراني في أجهزة الدولة نفسها مما يوفر غطاء سياسيا. لذلك؛ كان من اللافت أن يضع الإعلان "الإسرائيلي" من بين الشخصيات التي يمكن استهدافها ضمن الرد الإقليمي على إيران المرجع العراقي الأعلى علي السيستاني، رغم أنه بعيد تماماً عن مشهد الصراع الراهن، لكنّه يوفر مرجعية دينية عليا لكافة فصائل الحشد الشعبي. مازال تطور الجبهة العراقية غير مؤكد حتى الآن، لكنّه لن يكون مستبعداً كلما تصاعدت المواجهة إقليمياً.
· من المرجح أن دول الخليج ستواصل نهجها المزدوج تجاه إيران، المتمثل في تجنب الانخراط في أي جهود عسكرية تستهدف إيران، وفي نفس الوقت زيادة التنسيق الدفاعي مع الولايات المتحدة، باعتبار أنها الضامن الذي يعوّل عليه وليس "إسرائيل". فبالرغم من القدرات الاستخبارية التي أظهرتها "إسرائيل" في استهداف الداخل الإيراني، فإن الهجمات الإيرانية، رغم كونها محدودة، أظهرت أن الاحتلال غير قادر على تأمين نفسه دون الدعم الأمريكي، وهي رسالة تزيد من إصرار دول الخليج، خاصة السعودية والإمارات، على تصعيد الشراكة الدفاعية مع واشنطن كمصلحة وجودية.