أولاً. معطيات ومعلومات نوعية:
الملف الإقليمي:
· كشف مسؤولون أمريكيون و"إسرائيليون" لصحيفة "واشنطن بوست" عن مساعٍ أمريكية - "إسرائيلية" لتحجيم نفوذ إيران في سوريا، بالتعاون مع رئيس النظام السوري، بشار الأسد، من خلال مساعدة النظام في منع إيران من الاستمرار في إمداد "حزب الله"، عبر الحدود السورية، زاعمين أنّ "الأسد" قد يدعم منع إيران من إمداد "حزب الله" عبر سوريا، لأنه أصبح مستاءً من الوجود الإيراني في دمشق. وأوضح المسؤولون أنّ الإدارة الأمريكية مستعدة لمنح "الأسد" بعض الفوائد إذا تمكن من إيقاف تدفق الأسلحة إلى "حزب الله"، وهي راغبة في تحقيق بعض المصالح "للأسد"، فيما لو قبلَ المضي في هذا الطريق. (موقع عربي 21)
· أفادت معطيات دبلوماسية أن "إسرائيل" أبلغت الدول التي على علاقة بالنظام السوري، ومنها روسيا، أنّها قد تعيد النظر في الموقف من بقاء بشار الأسد لتجاهله تهريب السلاح إلى لبنان. (موقع أساس ميديا، لبنان)
· وردت معلومات أن الكواليس السياسية تشهد نقاشًا حول أي دور يمكن لدمشق أن تلعبه في مرحلة لاحقة لضبط الحدود وعدم إدخال الأسلحة لـ"حزب الله"، وعدم استخدام المعابر الشرعية وغير الشرعية في الإمداد الذي يعتمده الحزب، مشيرةً إلى أن هناك امتعاضًا لدى الحزب من بعض الإجراءات التي تتخذها دمشق على الحدود اللبنانية السورية، كإجراءات تضييق على حركة الدخول والخروج، وخصوصًا حركة نقل الأسلحة، وكذلك في جنوب سوريا على الحزب وحلفاء إيران، من خلال منع القيام بأي تحركات أو عمليات عسكرية انطلاقاً من الجنوب السوري. ولفتت المعلومات إلى أن دمشق طلبت خلال الأسابيع القليلة الماضية من بعض الفصائل العراقية الخروج من الجنوب السوري، منعًا لحصول مواجهة مع "الإسرائيليين"، الذين قد يتخذون من وجود هذه الفصائل ذريعة للإقدام على خطوات عسكرية داخل الأراضي السورية. (صحيفة المدن، لبنان)
· كشفت مصادر فلسطينية رفيعة المستوى، أن عواصم عربية مُقربة من حماس حذرتها بشكل علني وصريح بأن القادم سيكون أشد وأكثر خطورة على القضية الفلسطينية وقطاع غزة والمقاومة بشكل عام في ظل الحرب المستمرة، وأن مرحلة ترامب قد تكون الأشد خطورة وقسوة. وذكرت المصادر أن الدول العربية طالبت حماس بالقبول بالمبادرات التي يتم طرحها عربيًا من أجل وقف إطلاق النار بغزة ولو بشكل مؤقت لتفويت الفرصة للمصادقة على حرب دامية وطويلة الأمد في قطاع غزة وقد تكون فيها الخسائر أكثر بكثير من المتوقع، وأن مصير القطاع بأكمله قد يتغير وإلى الأبد. (صحيفة رأي اليوم)
· كشفت مصادر مطلعة أنّ اقتراح "تشكيل لجنة إدارة غزة المشتركة" بين حركتي فتح" وحماس، عقب جولة المفاوضات بين وفدي الحركتين في القاهرة، دخلت نفقًا مظلمًا بعدم تصديق رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، على الاتفاق، وعدم اعتماده على الاتفاقات التي جرت في القاهرة بشكل نهائي. وأوضحت المصادر أنّ أسباب التعطيل تركزت بصورة أساسية على بعض الملفات الخاصة بإدارة القطاع، وفي مقدمتها "الأمن" و"الأموال" وتباين الرؤى بشأن الإشراف على ملف الأمن الداخلي في نطاق القطاع، وكذلك الأوضاع الأمنية بالمناطق الحدودية في القطاع سواء مع غلاف غزة أو الحدود مع مصر. (صحيفة العربي الجديد)
· كشف مصدر دبلوماسي مصري أن القاهرة اقترحت تدريب رجال أمن فلسطينيين تابعين للسلطة الفلسطينية في أراضيها خلال فترة زمنية قصيرة لتولي مهمات اليوم التالي للحرب في قطاع غزة، مشيرةً إلى أن "تل أبيب" لم تُعط الضوء الأخضر لذلك. (موقع الشاهد، فلسطين)
· كشفت وسائل إعلام عبرية عن خريطة جديدة لمحور جديد يسمي "مفلاسيم" يعزل أجزاء واسعة في شمال قطاع غزة عن بعضها البعض، حيث يبدأ المحور من نقطة الحدود المحاذية لـ"مفلاسيم" وغربا باتجاه ما يعرف بالطريق الشرقي، ثم مرورا بتقاطع شارع صلاح الدين مع الطريق العام لمدينة بيت لاهيا (محطة حمودة)، مرورا بمنطقة "قليبو" القريبة من المستشفى الإندونيسي والمحاذية لتل الزعتر شمال شرق مخيم جباليا، ثم غربا على طول الطريق العام، متجاوزا مدينة الشيخ زايد، ثم إلى مدينة بيت لاهيا ليعزلها عن منطقة "المشروع" وصولا إلى شاطئ البحر. (موقع عربي 21)
· ذكرت صحيفة "معاريف" أن السعودية عرضت إقامة مكتب ارتباط "إسرائيلي" في العاصمة الرياض، لتنسيق إجراءات إقامة الدولة الفلسطينية عقب مؤتمر أوروبي - إسلامي عقد مؤخرًا حول القضية. ونقلت الصحيفة عن مصادر سعودية أن المكتب هو طريقة التفافية لإقامة علاقات دبلوماسية مع "إسرائيل"، في خطوة تسمح للرياض بتوقيع اتفاق دفاعي مع الولايات المتحدة الأمريكية دون اعتراف رسمي بـ"إسرائيل" أو تطبيع للعلاقات. (موقع عربي 21)
· أفادت أوساط عسكرية "إسرائيلية" بأن التنسيق الإقليمي الذي تقوده الولايات المتحدة مع "إسرائيل" والأردن ومصر والسعودية أصبح عملياً نوعاً من التحالف الدفاعي الفعلي مع تزايد قوة تهديد الطائرات بدون طيار التي تنطلق من العراق واليمن. (موقع عربي 21)
· كشف مصدر خاص أن السعودية عارضت استئناف القتال بين القوات الحكومية والحوثيين أو شن عملية برية ضد الحوثيين لطردهم من مدينة الحديدة الاستراتيجية من قبل القوات التابعة للحكومة المعترف بها، أو القيام بإنزال قوات مظلية لتدمير القدرات العسكرية للجماعة، مبررة موقفها بأن "الوقت ليس في مصلحتها حاليا". (موقع عربي 21)
· أفادت معلومات بأن تقرير الخبراء الدوليين المقدم إلى مجلس الأمن، يتهم حكومة صنعاء باستخدام عائدات الاتصالات والإيرادات التي تحصل عليها من مناطق سيطرتها، لتمويل عملياتها العسكرية، وتهريب شحنات سلاح عبر الموانئ التي تسيطر عليها. (صحيفة الأخبار، لبنان)
· أفادت المعلومات أن الأيام الأخيرة شهدت تزايدًا في تواجد طائرات أمريكية بدون طيار في أجواء المناطق الحدودية بين العراق وسوريا، بهدف مراقبة العمليات المتعلقة بنقل الأسلحة أو المقاتلين من العراق إلى داخل الأراضي السورية. (موقع عربي 21)
· كشفت صحيفة "التايمز " أن الولايات المتحدة أعدت ست قاذفات من طراز بي-52 للمساعدة في ردع هجوم إيراني متوقع على "إسرائيل" وأرسلت عشرات من مقاتلات أف-15 إلى الأردن لاعتراض المُسيّرات والصواريخ المجنحة. وفي السياق، ذكر موقع "أكسيوس" الأميركي، أن الولايات المتحدة حذرت الحكومة العراقية من ضربة "إسرائيلية" ما لم تمنع هجومًا إيرانيًا محتملًا على "إسرائيل". (صحيفة العربي الجديد)
· أفادت مصادر محلية خاصة " أن الجيش "الإسرائيلي" يعمل منذ شهرين على إخراج محطات الرادار عن الخدمة في عدة مواقع عسكرية سورية على امتداد محافظة السويداء والتي تُعتبر نقاط مراقبة متقدمة لقوات النظام السوري، خاصة أن بعضها يستطيع كشف حركة الطيران الإسرائيلي قبل دخوله الأجواء السورية، ويدير بعضها عناصر وخبرات تتبع لإيران و"حزب الله". (صحيفة العربي الجديد)
· ذكرت مصادر مطلعة لموقع "ميدل إيست آي" البريطاني بأن تركيا اتخذت خطوات لإغلاق ثغرة سمحت للشركات التركية بتجاوز حظرها التجاري على "إسرائيل" من خلال تسليم البضائع إلى فلسطين المحتلة، كاشفةً أنّ الحكومة التركية قدمت عملية جديدة من ثلاث مراحل للشركات المصدرة إلى فلسطين، أولًا، يتعين على الشركات الفلسطينية التي تسعى إلى استيراد البضائع التركية الحصول على موافقة وزارة الاقتصاد الفلسطينية على الفواتير الأولية، ثم تقوم الوزارة بإبلاغ وزارة التجارة التركية بالفاتورة المعتمدة، وأخيرًا، يتم تقديم الوثائق والموافقات الفلسطينية والتركية إلى جمعيات المصدرين في تركيا، والتي تؤكد وتثبت صحة التجارة. (موقع لبنان 24)
الكيان "الاسرائيلي":
· كشفت مصادر عبرية أن اللجنة الوزارية للشؤون التشريعية ستناقش إنشاء إدارة مستقلة جديدة ستتبع مباشرة لرئيس الوزراء ولن تعمل تحت قيادة الجيش، هدفها توفير تقييمات استخباراتية بديلة لتلك الموجودة في شعبة الاستخبارات في الجيش "الإسرائيلي". وأشارت المصادر إلى أن الدائرة الجديدة سيكون لها حق الوصول الكامل إلى جميع المعلومات المتاحة في الأجهزة الأمنية، بما في ذلك "الموساد" و"الشاباك"، وستكون ملزمة بتقديم تقرير إلى لجنة الشؤون الخارجية والأمن في الكنيست. (شبكة الهدهد الإخبارية)
· وقعت وزارة الحرب "الإسرائيلية" صفقة مع شركة "بوينغ" الأمريكية لشراء 25 طائرة من الجيل القادم من مقاتلات "إف-15"، بقيمة 5.2 مليار دولار. وتعد الصفقة جزءًا من حزمة أوسع من المساعدات، وافقت عليها الإدارة الأمريكية والكونغرس في وقت سابق من هذا العام. (موقع عربي 21)
· ذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" أن نحو 240 شخصًا فقط استجابوا للأوامر حتى الآن من أصل 3,000 أمر تجنيد أرسل لـ "الحريديم". (شبكة الهدهد الإخبارية)
· صادقت المستشارة القضائية للحكومة "الإسرائيلية" على طلب الشرطة والشاباك إجراء تحقيق يتعلق برئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، حول القضايا الأمنية في مكتبه المتعلقة بتسريب وثائق سرية للغاية من خلال صحيفتين أجنبيتين وتزوير بروتوكولات لاجتماعات "الكابينيت" خلال الحرب. (موقع عرب48 )
· أقرّ الكنيست نهائيًا قانونًا يسمح لوزير الداخلية بترحيل أفراد عائلات منفّذي العمليات ضد أهداف "إسرائيلية" لمدة تصل إلى 20 عامًا. (موقع عربي 21)
· أظهر استطلاع للرأي نشرته صحيفة "معاريف" تأييد 50% من "الإسرائيليين" شن هجوم استباقي ضد إيران، فيما اعتبر 30 % أنه يجب انتظار رد إيراني وبعد ذلك مهاجمتها. (موقع عرب 48)
· أفادت صحيفة "يديعوت أحرونوت" بأن "الولايات المتحدة جمدت تزويد الجيش "الإسرائيلي" بشحنة جرافات كبيرة على خلفية استخدامها في هدم المنازل بقطاع غزة، حيث كانت وزارة الحرب قد وقعت على صفقة ضخمة لشراء نحو 130 جرافة من طراز "دي 9" من مصانع "كاتربلر" الأمريكية. ولفتت الصحيفة إلى أنه ومع النقص الحاد في الجرافات، فقد لجأ الجيش إلى استخدام بدائل أخرى لهدم المنازل بغزة بعضها أكثر تكلفة، مثل التفجيرات الهندسية بآلاف الأطنان من المتفجرات بمختلف أنواعها، والقصف الجوي، واستئجار الأدوات الهندسية للقوات الميدانية من مقاولين خاصين. (موقع عربي 21)
الملف الدولي:
· كشف موقع "ديكلاسيفايد يو كي" البريطاني أن الجيش البريطاني يُجري تجارب على تكنولوجيا الطائرات بدون طيار الجديدة، من صناعة شركة التكنولوجيا "الإسرائيلية "Xtend" والتي يستخدمها الجيش "الإسرائيلي" في غزة؛ لإطلاق القنابل اليدوية ومسح الأنفاق والمباني. ولفت الموقع إلى أن الشركة المصنعة تتعاون مع وحدة "يفتاح" العسكرية "الإسرائيلية" وقد طورت رأسًا حربيًا يتم تثبيته على هذه الطائرات، وبالتالي تحويلها إلى سلاح (طائرة بدون طيار انتحارية). (ترجمة: مركز صدارة للمعلومات والاستشارات)
· وفي السياق، أفاد الموقع البريطاني نفسه أن المملكة المتحدة طوّرت سرًا خطة دفاعية مع "إسرائيل"، وفق مشروع يحمل الاسم الرمزي "HEZUK"، حيث صمم لتحسين قدرة "إسرائيل" على مواجهة "النشاط الإقليمي المزعزع للاستقرار لإيران و"حزب الله" من خلال التركيز على خمسة مجالات رئيسية هي؛ تعزيز العلاقات الاستخباراتية، وتحسين القدرات العسكرية، تعميق التكامل الأمني الثنائي والسعي لفرص الرخاء الدفاعي، والحصول على أذونات التحليق. (ترجمة: مركز صدارة للمعلومات والاستشارات)
· وافق البرلمان الاتحادي الألماني على مقترح مكافحة "معاداة السامية"، الذي توصل إليه الحزب الاشتراكي الديمقراطي، وحزب الخضر، والحزب الديمقراطي الحر، وحزب الاتحاد المسيحي. (موقع عرب 48)
ثانياً. تحليلات وقراءات:
· رأى باحثون ومحللون مختصون بالشأن الإيراني، أنّ قدرة رئيس النظام السوري، بشار الأسد، على الحد من النفوذ الإيراني في سوريا تبقى محل شك، وذلك لأنّ لدى إيران نفوذ عسكري واقتصادي واسع في سوريا، وتعاون سياسي طويل الأمد مع النظام، وهو ما يجعل أي تقليص لهذا النفوذ يتطلب قرارات استراتيجية صعبة قد لا يمتلك النظام السوري القدرة أو الإرادة على اتخاذها. واستبعد الباحثون أن يكون لدى النظام أي توجه حقيقي للانفكاك عن إيران، التي ربطت الدولة السورية بعشرات الاتفاقيات الاقتصادية والتعليمية والسياسية، إضافةً لوجود مجموعات عسكرية بمختلف الأراضي السورية، مرجحين أن يقبل "الأسد" باتخاذ خطوات بسيطة تقوم على تقليص محدود لبعض الأنشطة الإيرانية ، خاصةً العسكرية، بهدف تعزيز علاقاته مع الدول العربية، وتحقيق بعض الانفتاح الدولي. ولفت الباحثون إلى أنّ انخراط النظام في مخطط تحجيم إيران في سوريا، يعني فتح باب الاغتيالات التي قد تستهدف شخصيات من ضمن دائرته الضيقة، وخاصةً أن طهران حددت دور النظام بدعم "محور المقاومة" سياسيًا. (موقع عربي 21)
· كشف المحلل السياسي الأردني، محمد أبو رمان، عن اهتمام كبير في الأردن بعودة "ترامب" تُترجمه نقاشات وحوارات إعلامية وسياسية مُعلَنة ومُغلَقة بين اتجاهين رئيسَين:
o الاتجاه الأول: يرى أنّ من المُبكّر الحكم والتهويل أو التخويف والمبالغة في التوقّعات، لما يعنيه ذلك في المصالح الاستراتيجية الأردنية، ويستند أصحاب هذا التوجه إلى 3 فرضيات:
- أنّ هنالك علاقة مؤسّسية متينة بين الدولتَين لا تتأثر بتغيّر الأحزاب الحاكمة ولا الشخصيات في واشنطن، ويعزّزون رؤيتهم بأن المساعدات الأميركية زادت إلى الأردن في عهد ترامب، بالرغم من الفتور على مستوى القيادة.
- أنّه لا بدّ من التمييز بين المصالح الاستراتيجية الأردنية وموقف الأردن الداعم للفلسطينيين، وعدم الخلط بين الملفَّين، لأنّ ذلك مضرّ بالأردن وأمنه وعلاقاته الإقليمية.
- أنّ ترامب ليس شخصيةً يمكن توقّع سلوكها بسهولة، فيمكن أن يكون في الفترة التالية مختلفاً بصورة كبيرة عن الأولى، وهو رجل صفقات، وليس رجلَ حروبٍ وصراعاتٍ، فهو يُصعّد حتى يصل إلى نتائج جيّدة.
o الاتجاه الثاني: يرى أنّ أجندة ترامب الإقليمية لا تحمل خيراً للأردن، بل تمثّل في مآلاتها وحيثياتها، خاصّة ما يتعلّق بمنظوره للأمن الإقليمي أو للسلام الإقليمي، تحجيمًا للأردن ودوره السياسي، ويركّز هذا الاتجاه على جملة من الفرضيات الرئيسة:
- أن ترامب لا يرى الأردن شريكاً لامعاً، وهو يستبدل الخليج الثري، خاصّة السعودية والإمارات، بالأردن في شبكة حلفائه المهمّين.
- أنه لا يمكن فكّ الاشتباك بين القضية الفلسطينية والأمن القومي الأردني ومقتضياته ومصالح الأردن الاستراتيجية. ومعروف أنّ منظور ترامب (أعاد طرح "صفقة القرن" أم لا أو عدّلها أو أبقاها) يستند إلى منظور يميني متصهْين. (صحيفة العربي الجديد)
· رأى محللون أن "نتنياهو" يرى أنه سيحتاج "ترامب" لترتيب اليوم التالي للحرب في غزة، وفرض الترتيبات الأمنية والسياسية التي تحتاجها "إسرائيل" وعلى عكس إدارة "بايدن" التي رفضت عودة الاحتلال الإسرائيلي لقطاع غزة، ويمكن أن تقبل بتواجد ودور لسلطة فلسطينية معدلة في القطاع، قد يكون "ترامب" أقل معارضة لعودة الاحتلال المباشر إلى غزة وغير متحمس لعودة سلطة فلسطينية إلى هناك. ولفت المحللون إلى أن "نتنياهو" يحتاج دعم "ترامب" في محاولة "إسرائيل" فرض ترتيبات سياسية في لبنان بعد الحرب، قد لا تكون مقبولة على إدارة بايدن الحالية، وبالتالي وفي المحصلة فإن إدارة "ترامب" أكثر مرونة بالنسبة إلى مطالب "إسرائيل" من إدارة بايدن، فضلًا عن أن هناك توافقًا مع إدارة "ترامب" حول ضرورة القضاء على المشروع النووي الإيراني، والتصدي لسياسات إيران في المنطقة. (مركز الناطور للدراسات)
· رأى محللون صهاينة سياسيون ومعلّقون في الشؤون الأمنية لصحيفة "هآرتس"، أنّ العلاقات بين "ترامب" و"نتنياهو" معقّدة وشائكة ولا تخلو من ترسّبات الماضي، وأنّ نظرتهما مُختلفة في عدد غير قليل من الموضوعات، مرجحين أن يُطالب "ترامب" بتخفيض المساعدات الخارجية لـ"إسرائيل"، وأن لا يُشارك خطط "نتنياهو" واليمين "الإسرائيلي" المتطرف لضم شمال قطاع غزة وبناء المستوطنات وتوسيع الموجودة حاليًا في الضفة الغربية. وأشار هؤلاء إلى أنّ هناك عوامل أخرى يمكن أن "تدقّ إسفينًا" بين "ترامب" ونتنياهو و"إسرائيل"، منها أنّه غاضب من اليهود، الذين صوّتوا مرة أخرى بأغلبية كبيرة 79% للديمقراطيين، معتبرين أنّه بسبب اعتبار أنّ "نتنياهو" سيد "عالي الصيانة" سيقوم "ترامب" بإزاحته عن الحكم في أسرع وقت ممكن، لأنّه لا يريد استثمار الأموال الأمريكية، سواءً في أوكرانيا أو في "إسرائيل".
وأوضح المحللون أنّ "ترامب" سيقوم بإزاحة "نتنياهو" بطريقتين، الأولى بإرسال رسالة إلى الأحزاب "الإسرائيلية" في المقام الأول للأحزاب الحريدية، بأنّ "نتنياهو" أنهى حياته السياسية، وهي ستتماشى معه بسرعة، وأنّ الرسالة الثانية هي استخدام الضغط المالي، الجزرة والعصا، على "نتنياهو" و"الليكود" ومراكز نفوذ أخرى، لافتين إلى أنّ هذه الخطوة ستكون لها تأثيرات مختلفة على الداخل "الإسرائيلي". (مركز الناطور للدراسات والأبحاث)
· رأى محللون أنّ الفصائل العراقية المسلحة المعروفة بارتباطها بإيران، قامت بإنشاء تنظيم "الثوريون" ليتبنى هجماتها ضد أهداف أمريكية في سوريا والعراق، وذلك تخوفًا من استهدافها من قبل القوات الأمريكية، مرجحين أنّ الفصيل الجديد تم إنشاؤه لتوفير إمكانية الإنكار المعقول للمجموعات المعروفة بارتباطها مع إيران. وأوضح المحللون أنّ استخدام اسم "ثوريون" الجديد جاء استباقًا للضربات الأمريكية الانتقامية المحتملة، كجزء من محاولة هذه المجموعات لخلق حالة من الغموض وتوفير غطاء لاستمرار هجماتها على القواعد الأمريكية، لافتين إلى أنّ هذه الاستراتيجية تهدف إلى إخفاء التورط المباشر للجماعات المعروفة في الهجمات، مما يمنحها قدرًا إضافيًا من الإنكار المعقول. (معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى)
· رجحت صحيفة "لوموند" الفرنسية أنّ يعيد الرئيس الأمريكي الجديد "دونالد ترامب" إرساء سياسة الانعزالية البراغماتية، أي تأمين الشرق الأوسط بهدف الانسحاب الأمريكي من المنطقة، ويشمل ذلك ضمان التعاون الإقليمي مع "إسرائيل" من خلال "اتفاقيات أبراهام"، ودعم الحكم الذاتي العسكري للدولة اليهودية، ومعارضة البرنامج النووي الإيراني، وإعادة توجيه الاهتمام الأمريكي نحو التعاون الاقتصادي مع المنطقة. وأشارت "لوموند" إلى أنّ إحدى القضايا الرئيسية التي سيتعيّن على "إدارة ترامب" المستقبلية مواجهتها هي الحرب في غزة، وأنّ كلام "ترامب" عن وضع حدّ للأعمال العدائية قبل أن يعود إلى البيت الأبيض، يحدد الخطوط العريضة ضمنيًا، لشكل من أشكل الشيك على بياض يُمنح لرئيس الوزراء "الإسرائيلي"، على الأقل للشهرين المقبلين. واعتبرت الصحيفة أنّه سيتعين على "ترامب" إعطاء الأولوية لتعزيز التحالفات الأمنية التي تهدف إلى احتواء إيران، وينبغي عليه أن يسعى إلى توسيع نطاق "اتفاقات أبراهام"، إلى السعودية، معتبرةً أن تعزيز العلاقة مع السعودية ستكون أولوية لـ"إدارة ترامب" الجديدة، من أجل مواجهة نفوذ الصين المتزايد في الشرق الأوسط والتأثير على سياسة الطاقة في المملكة.
وتوقعت "لوموند" أن يتّبع "ترامب" سياسة الضغط الأقصى ضد إيران، خاصةً من خلال استخدام العقوبات، لكنه سيدفع "إسرائيل" إلى عدم الدخول في حرب شاملة مع إيران، وذلك نظرًا إلى حرصه على تقليل التدخل العسكري الأمريكي في الشرق الأوسط، وتردّد شركاءه الإقليميين الرئيسيين "السعودية والإمارات" في الانخراط في تدخل عسكري ضد طهران، لعدم زعزعة استقرار المنطقة. (صحيفة القدس العربي)
· رأى محللون أن إقالة "غالانت" كشفت مدى ضعف المعارضة "الإسرائيلية" حيث إن جلّ ما قامت به هو مؤتمر صحافي مشترك لكافة قيادات أحزاب المعارضة للاحتجاج وانتقاد تصرف "نتنياهو" دون أن تُقدم على خطوات عملية جديّة، أو تدع الجمهور "الإسرائيلي" إلى الخروج للشوارع والاحتجاج، أو حتى أن تشارك قيادتها في الاحتجاجات المتواضعة في عدد من المدن "الإسرائيلية". ولفت المحللون إلى أن "نتنياهو" يشعر بأن هناك تحولًا إيجابيًا في مكانته السياسية في الشارع "الإسرائيلي"، خصوصاً بعد ما يعتبره المجتمع الإسرائيلي إنجازات عسكرية ميدانية في جبهة لبنان وغزة، واغتيال القيادات السياسية والعسكرية لحزب الله وحركة حماس، وبالتللي فهو يرى أن لا منافسة جديدة له، وعاد ليتصرف بثقة ويتخذ قرارات فيها مغامرات، ولو جاء توقيتها نتيجة تهديد من قبل أحزاب التحالف الحكومي. (مركز الناطور للدراسات)
ثالثاً. استنتاجات مركز "صدارة"
· تعزز المؤشرات الراهنة استنتاجنا السابق حول تركيز الولايات المتحدة و"إسرائيل" على إخراج إيران من سوريا، وقطع طريق الإمداد الذي سيكون ضرورياً لتعافي حزب الله وتطوير قدراته بعد الحرب. لا شك أن هذا الهدف يتقاطع مع رغبة عربية كبيرة (مصر والسعودية والإمارات والأردن)، فضلا عن مصلحة تركيا في إضعاف نفوذ إيران في سوريا. لذلك؛ ينبغي عدم استبعاد أن يسعى بشار الأسد لاغتنام الظرف من أجل إعادة التموضع إقليمياً ودولياً مقابل تأهيل سياسي واقتصادي سخي. لكن ما لا يمكن الجزم به بعد إلى أي مدى ستغامر دمشق بالمضي في هذا المسار.
· التحدي الرئيسي في تقدير خطوات ترامب تجاه المنطقة، خاصة الحرب في غزة ولبنان، هو أن الرئيس المنتخب أثبت دائما أنه لا يمكن التنبؤ بسياساته بصورة كافية. حين ننظر إلى حرب غزة مثلا، فإن مصطلح إنهاء الحرب يبدو بلا معنى حقيقي، مقارنة بإنهاء الحرب في أوكرانيا مثلا حيث المعارك نشطة ومتزايدة. من الناحية العملياتية تعتبر الحرب في غزة منتهية، باستثناء ما يمكن تبريره كعمليات "أمنية" ضمن أهداف "القضاء على خلايا حماس" وهو هدف ممتد وسيظل مدعوماً من قبل ترامب دون تحفظ، حتى بعد "نهاية الحرب" رسميا. السؤال الرئيسي الذي ينتظر الإجابة عليه كافة الفاعلين منذ نهاية العملية العسكرية في رفح، هو ماذا بعد الحرب. هنا يتمتع ترامب بفرص مختلفة نظراً لاستعداده للضغط على كافة الأطراف، وهذا في حد ذاته يمثل تهديداً جديداً للمقاومة لأن ترامب سيكون معنياً بفرض تسوية أكثر من إقناع الأطراف بها.
· من المرجح أن التسوية الكاملة التي سيعرضها ترامب ستشمل اتفاقية التطبيع السعودي "الإسرائيلي"، فيما تظل أولوية السعودية هي توقيع اتفاق دفاعي مع واشنطن وهو ما يمكن لترامب الآن تقديمه في ظل هيمنة الجمهوريين على الكونغرس (أغلبية مريحة في مجلس الشيوخ، وتقريبا أغلبية في مجلس النواب). وتدرك الرياض أن ترامب غير معني بحل الدولتين، ومن ثم فإنها ستتجاوز هذا الشرط مقابل أي صيغة شكلية. وفي نفس الوقت، يحتاج ترامب للسعودية في خططه لتمويل إعادة إعمار غزة فضلاً عن تحقيق مكاسب للاقتصاد الأمريكي الداخلي. وبصورة عامة، فإن ولي العهد السعودي فيما يبدو يميل منذ البداية لإعطاء هذا الإنجاز لـ"ترامب" وليس لإدارة "بايدن".
· ليس من المرجح أن تشهد ما بقي من إدارة بايدن إنجازات سياسية فيما يتعلق بتسوية في غزة أو لبنان؛ أولا، لأن الإدارة التي عجرت عن الضغط على "إسرائيل" وهي في موقع السلطة ولديها احتمالات للبقاء ستكون أكثر ضعفا من أن تمارس ضغوطاً عليها وهي تجمع أوراقها من البيت الأبيض. وثانياً، لأن نتنياهو، كما غالبية زعماء المنطقة، لا يهمهم كثيراً منح إنجاز كبير لزعيم لن يعود مجدداً للبيت الأبيض بينما آخر يتجهز لبدء أربع سنوات طويلة.