أولاً. معطيات ومعلومات نوعية:
الملف الإقليمي:
· كشفت مصادر متابعة أن دبلوماسيين في العاصمة الأميركية يتحدثون عن وثائق مكدّسة حول نشاط فريق دبلوماسي وأمني إماراتي بين الخارجية والبيت الأبيض والكونغرس ووسائل الإعلام ومراكز الدراسات، يضع في مقدمة أجندة نشاطه مواجهة أذرع إيران، وتقليص دور قطر، مشيرةً إلى أن الرئيس الإماراتي، محمد بن زايد، يراهن على تلقّي الدوحة ضربة تخرجها من النادي الدبلوماسي العالمي، بذريعة أنها لعبت دوراً في رعاية تيار الإخوان المسلمين الذي أنجب حماس، وتربطها علاقة خاصة بـ"حزب الله"، وأنها وفّرت التمويل لجهات لها علاقة بأنشطة إرهابية ليس ضد "إسرائيل" فقط، بل طاولت المصالح الأميركية. (صحيفة الأخبار، لبنان)
· أفادت مصادر مصرية مطلعة أنّ وفدًا من جهاز الاستخبارات العامة المصرية توجّه إلى "تل أبيب" لعرض تصور متكامل أعدّته القاهرة حول وقف الحرب وإدارة قطاع غزة في "اليوم التالي" والذي من شأنه أن يمهّد الطريق من أجل التوصل إلى اتفاق تبادل أسرى، مُشيرةً إلى أنّ التصور يحمل عدة بنود أبرزها:
- مدة الهدنة: تتراوح بين شهر وشهرين، يتخللها الإفراج التدريجي عن الأسرى، بدءًا بكبار السن والمرضى.
- تنظيم قوائم الأسرى: خلال الأيام الخمسة الأولى من التهدئة، يُطلب من حماس إعداد قائمة بأسماء الأسرى الأحياء، لبحث آلية استبدالهم من خلال مفاوضات مكثّفة تنعقد بمشاركة أمريكية.
- معبر رفح: يُعاد تشغيل المعبر بإشراف السلطة الفلسطينية ومراقبة دولية (أوروبية وأمريكية)، مع تحديد "إسرائيل" للدول الأوروبية المشاركة في الإشراف، وضمانات مصرية بتحقيق التزام فلسطيني بعدم سيطرة حماس على المعبر، أو قطاع غزة خلال الفترة المقبلة. كما تمنح "إسرائيل" الحق في الاعتراض على أسماء العابرين إلى الجانب المصري.
- المساعدات الإنسانية: زيادة المساعدات إلى أكثر من 200 شاحنة يوميًا، بما يشمل المساعدات الطبية، مع ضمان وصولها إلى الأسرى أيضًا، وتسهيل عمل المنظمات الإغاثية.
- الوضع العسكري: يحتفظ "الجيش الإسرائيلي" بمواقعه الحالية (مثل محور نيتساريم ومحور فيلادلفيا) دون تنفيذ عمليات هجومية طوال فترة الهدنة.
وكشفت المصادر أنّ التصور المتقدّم نوقش في لقاء جمع رئيس الوزراء القطري، محمد بن عبد الرحمن، الذي يزور القاهرة، والرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، بمشاركة مدير المخابرات المصرية، حسن رشاد، لافتةً إلى انخراط المسؤولين المصريين في اتصالات مع مسؤولين في "إدارة بايدن" وإدارة "ترامب" المرتقبة، بهدف التوافق على خطوط عريضة بشأن تصورات "ترامب" لوقف الحرب في القطاع. وأضافت أنّ مصر تجري عمليات تنسيق مع الإمارات بهذا الخصوص، وأنّ وفدًا ديبلوماسيًا وأمنيًا إماراتيًا رفيع المستوى سيقوم بزيارة لـ"إسرائيل"، في محاولةٍ لإحداث خرق في ذلك الملف. (صحيفة العربي الجديد + صحيفة الأخبار، لبنان)
· كشفت مصادر محلية أن عشائر في جنوب قطاع غزة (العمور، أبو مغيصيب)، توصلت إلى اتفاق مع منظمات دولية وأممية بينها "الأونروا"، لتأمين دخول قوافل المساعدات الإنسانية، تمهيدًا لتوزيعها على النازحين، وذلك في خطوة تهدف إلى قطع الطريق على العصابات التي تقوم بالسطو المسلح على الشاحنات القادمة من المعابر مع الاحتلال جنوب القطاع. وأوضحت المصادر أنّ "عشيرة العمور" التي تسيطر على مناطق واسعة شمال شرق محافظة رفح، بذلت جهودًا كبيرة لتحييد العصابات التي تقوم بعمليات السطو المسلح، بالتعاون مع جهات محلية حكومية وعائلية، بهدف تأمين وصول المساعدات بسلام. (موقع عربي 21)
· كشفت مصادر مطلعة أن السعودية، تُجري منذ أيام، ترتيبات سياسية مع القوى اليمنية الموالية لها، للتوقيع على "خريطة الطريق" الأممية المتفق عليها أواخر العام الماضي بين الأطراف اليمنية، حيث أبلغت قادة الأحزاب والتنظيمات الموالية للتحالف بأن الحرب في اليمن لن تعود، وأن موقف المجتمع الدولي يدفع نحو دعم جهود الأمم المتحدة وتنفيذ خريطة الطريق. ولفتت المصادر إلى أن إدارة "ترامب" المقبلة تنحو في اتجاه اتخاذ قرار بعدم تقديم أيّ شكل من أشكال الدعم العسكري والمالي لحكومة عدن. وفي السياق، كشفت وسائل إعلامية مقربة من الحوثيين أن مسؤولين سعوديين طلبوا رسميًا من مسؤولين إيرانيين إقناع صنعاء بخوض مفاوضات جديدة معها. (صحيفة الأخبار، لبنان)
· كشف مسؤول في وزارة الخارجية العراقية عن تحركات دبلوماسية عالية يجريها العراق تجاه 6 دول إحداها عربية، لها علاقات مع "إسرائيل"، تهدف إلى منع أي خطوة تتخذها الأخيرة في توجيه ضربات داخل العراق، مع التحذير من انفلات الأوضاع في حال الإقدام على هذه الخطوة. (صحيفة العربي الجديد)
· نقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" عن مسؤولين في السلطة الفلسطينية أن "محمود عباس" لم يتشاور معهم في قراره بتكليف رئيس المجلس الوطني الفلسطينيي للقيام بمهامه في حال شغور منصب الرئاسة، مشيرين إلى أن قراره جاء نتيجة تدخلات من الولايات المتحدة والسعودية. ولفت المسؤولون إلى أن الخطة الأمريكية - السعودية تهدف لتغيير وجه السلطة، التي قد تسيطر على قطاع غزة بعد انتهاء الحرب، موضحين أن ثمّة معلومات بأن الرئيسين الأمريكيين اتّفقا فيما يبدو وأبلغا عواصم عربية أن التركيبة الحالية للسلطة الفلسطينية غير مقبولة، أن السلطة الفلسطينية ينبغي أن تخضع لإعادة هيكلة وتواجه الفساد فيها وتتغير أنماط الرئاسة فيها إذا أرادت البقاء أو الإفلات بالبقاء في عهد الرئيس "ترامب" تمهيدًا لانتخابات لا تقود إلى نجاح حركة حماس بالأغلبية. (صحيفة رأي اليوم)
· أفادت مصادر مطلعة أن إدارة بايدن، وتحديدًا عبر وليام بيريز، مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركيّة، وكامالا هاريس، نائبة الرئيس، يقفان وراء الدفع نحو تشكيل اللجنة الإدارية لإدارة قطاع غزة، وزعما أنهما حصلا على ضوء أخضر من طاقم ترامب لمواصلة الجهود المبذولة لتشكيلها تستند إلى حماية قوة متعددة الجنسيات، وتشارك فيها قوات الأميركيّة. وأوضحت المصادر أنه شخصية من الضفة الغربية عرض عليها الأمر مقابل راتب مغري ستترأس اللجنة على أن تكون مؤقتة ومقرها القاهرة، دون ممانعة أن توضع السلطة الفلسطينية في الواجهة، ولكن دون أن تكون لها سلطة عليها، ويشمل نطاق عملها إقامة مشاريع ومناطق صناعية في سيناء، وكذلك ميناء ومطار. (موقع عرب 48)
· كشفت مصادر إيرانية أن علي لاريجاني شدد في لقاءاته مع المسؤولين السوريين خلال زيارته الأخيرة إلى دمشق، على ضرورة تأمين مدينة القصير الحدودية وإيجاد مسارات تقلل من الخسائر المتوقعة جراء هذه الاستهدافات التي تطال مخازن أسلحة الحزب وعناصره، وكذلك الطرق التي تسهل عملية تهريب السلاح إلى داخل لبنان. (موقع عربي بوست)
الكيان "الاسرائيلي":
· كشفت صحيفة "معاريف" أن أعضاء الكنيست في الائتلاف الحاكم قاموا بصياغة مشروع قانون يهدف إلى إنشاء هيئة مخصصة لمكافحة الدول التي تعتبر "داعمة للإرهاب"، تتولى التنسيق مع الحكومة ضد هذه الدول، وهو يستهدف قطر بشكل خاص، وذلك من خلال تقديم المساعدة في رفع دعاوى مدنية من قبل المواطنين الصهاينة، ومنع تلقي التمويل من تلك الدول وحظر أي تجارة معها، ومنع مشاركة هذه الدول في التفاوض على التسويات السياسية إلا بتصريح خاص من مجلس الوزراء الأمني. (شبكة الهدهد الإخبارية)
· كشفت صحيفة " يسرائيل هيوم" أن الجيش "الإسرائيلي" يدرس عدة خيارات لحماية الحدود بسرعة والتعامل مع حوادث الاختراق، حيث تعتقد المنظومة الأمنية أن المنصات الجوية (الطائرات) الحالية ليست كافية لمهمة حماية الحدود. لذلك تتم دراسة عدة خيارات من بينها، الخيار الرئيسي "مروحية بلاك هوك" من تصنيع شركة "سيكورسكي" التابعة لشركة لوكهيد مارتن الأمريكية، والتي يمكن تركيب الأسلحة والذخائر عليها، أما الخيارات الأخرى فيه طائرة( اير تراكتور) وطائرات بدون طيار هجومية. (شبكة الهدهد الإخبارية)
· ذكرت مصادر فلسطينية محلية أنّ قوات الاحتلال تنفذ خطوات ممنهجة للسيطرة على المناطق المصنفة "ج" في الضفة الغربية، وأنّ "الآليات الإسرائيلية" بدأت بأعمال حفر مكثّفة مناطق الأغوار الشمالية الفلسطينية في الضفة الغربية، في سياق إقامة جدار فصل عنصري، مُشيرةً إلى أنّ العمليات تشمل إنشاء جدار يطوّق منطقة كردلة وبردلة بالأغوار ويفصلهما عن محيطهما الجغرافي، في إطار خطة تهدف إلى عزل السكان الفلسطينيين ودفعهم نحو الهجرة القسرية، وتنفيذ مخطط الضمّ "الإسرائيلي" الذي دعا إليه قادة الاحتلال. (صحيفة العربي الجديد)
· كشف مسؤول مطلع أن إدارة "بايدن" تسعى إلى المضي قدماً في صفقة لبيع أسلحة بقيمة 680 مليون دولار لـ"إسرائيل"، حيث تشمل الصفقة الآلاف من الذخائر الهجومية المزودة بأنظمة توجيه والمئات من القنابل صغيرة القطر. (موقع عربي21)
· أفاد موقع "كالكليست" الاقتصادي العبري بأن تكلفة ترميم ما تدمر وتضرر من مباني ومنازل للمستوطنين في شمال فلسطين المحتلة تقدر بقيمة حوالي 2.5 مليار شيكل. (شبكة قدس الإخبارية)
· ذكرت وسائل إعلام عبرية أن وزير الدفاع الصهيوني "يسرائيل كاتس" أعلن، خططاً لتسريع بناء سياج على طول الحدود الشرقية مع الأردن. (موقع عرب 48)
· يخطط وزراء وأعضاء كنيست في أحزاب الائتلاف لتغيير الوضع القائم في الحرم الإبراهيمي في مدينة الخليل المحتلة، ومصادرته، وتحويله كله إلى "موقع تراث قومي" يهودي مثلما هو وضع باحة البراق، على أمل أن يدعمهم مسؤولون أميركيون في إدارة "ترامب" المقبلة. (موقع عرب 48)
· ذكرت صحيفة "ذا ماركر" العبرية أن "تل أبيب" تخطط لتأسيس قاعدة عسكرية في "صوماليلاند" بالتنسيق مع الإمارات، التي تدعم المشروع ماليًا ولوجستيًا، وذلك لمراقبة وتأمين حركة الملاحة في البحر الأحمر ومضيق باب المندب، إلى جانب مواجهة تهديدات الحوثيين في اليمن. وأوضحت الصحيفة أن القاعدة المرتقبة ستكون مجهزة بأنظمة رصد متقدمة وقوات بحرية لدعم عمليات الاستخبارات "الإسرائيلية" في المنطقة. (موقع عربي بوست)
الملف الدولي:
· أفادت مصادر خاصة بأن روسيا جندت مئات اليمنيين بدءًا من يوليو 2024 للقتال في صفوف الجيش الروسي بأوكرانيا وسط تعاون متزايد بين روسيا وإيران والحوثيين، مشيرةً إلى أن موسكو وعدتهم بالحصول على الجنسية الروسية في نهاية المطاف. (صحيفة الفايننشال تايمز).
· أظهرت دراسة أجرتها منظمات للمجتمع المدني، أن 822 مؤسسة مالية أوروبية لها علاقات تجارية بشركات مرتبطة بالمستوطنات "الإسرائيلية" في العام الحالي مقارنة بـ776 مؤسسة في عام 2023. (موقع عرب 48)
· ذكر موقع "واينت" العبري أن مبعوثي الحركة اليهودية حول العالم بدؤوا يخشون على حياتهم، مشيراً إلى أنه في أعقاب ما حدث في الإمارات، تقررت زيادة التعزيزات الأمنية، إلى جانب رفع إجراءات الحيطة والحذر حول المبعوثين، تحسبًا لوقوع حوادث وهجمات عنفيّة شبيهة. (صحيفة العربي الجديد)
ثانياً. تحليلات وقراءات:
· اعتبر مدير "مركز عروبة للأبحاث والدراسات الإستراتيجية"، أحمد الطناني، أنّ توقف "جبهة الإسناد اللبنانية" تمثل خسارة مهمة للمقاومة الفلسطينية، التي كانت تعتمد عليها كإحدى الأوراق القليلة للضغط في مواجهة الاحتلال، مُتوقعًا أن تواجه المقاومة الفلسطينية جبهة واسعة من الضغوط الدولية والإقليمية؛ حيث برزت مؤشرات على ذلك، من إعلان قطر تجميد الوساطة في المفاوضات، إلى جانب الضغوط المتزايدة على قيادة حماس، خاصةً من قبل أمريكا التي شددت على أنّ الإفراج عن "الرهائن" هو الخيار الوحيد أمام حماس، وأن وقف إطلاق النار في لبنان يقرّب من إتمام صفقة في غزة. وأوضح "طناني" أنّه لمواجهة الضغوط الهائلة يتطلب من المقاومة التركيز على ثلاثة مسارات رئيسيّة:
1. تعزيز الاشتباك الميداني: منع الاحتلال من فرض وقائع جديدة، سواء بإقامة نظام محلي موالٍ أو بتحقيق حرية حركة لجيشه داخل القطاع.
2. التصلب في شروط التفاوض: التمسك بمبادئ رفض شرعنة إعادة احتلال غزة، ورفض فصل القطاع عن التمثيل السياسي الفلسطيني الشامل، مع الالتزام بشروط صفقة تبادل أسرى عادلة.
3. إنجاز ترتيب فلسطيني داخلي: صياغة نموذج وطني للحكم في قطاع غزة والأراضي الفلسطينية عمومًا، يرتكز على التوافق الوطني، لصد محاولات فرض قيادة فلسطينية جديدة موالية للاحتلال.
وأشار "طناني" إلى أنّ الرئيس الأمريكي العائد إلى البيت الأبيض يحمل معه ملفات متعددة لصفقات يقع الشرق الأوسط ومعادلة الصراع فيهما في صلبها. وبالتالي، فإن الحفاظ على جذوة المواجهة والاشتباك سيمثّل تثبيتًا لمركزية الملف الفلسطيني في تحديد المعادلات المستقبلية في الشرق الأوسط، ومنع تحول تصفية القضية الفلسطينية إلى مجرد عنوان فرعي على طاولة صناع السياسة الدولية. (شبكة القدس الإخبارية)
· نشرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" مقال رأي كتبه "جاكوب ناجيل" و"مارك دوبفيتز" اعتبرا فيه أن حكومة "إسرائيل" لا يجب أن تكتفي باستراتيجية الردع كهدفٍ لها، بل لابد من تغيير استراتيجيتها بالكامل والتحوّل من الدفاع إلى الهجوم المبادر، على أن يصبح الهدف "الإسرائيلي" هو إنهاء النظام الإيراني بحلول عام 2030. ويؤكد "ناجيل" أنه في ظل انتخاب دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة، فإن تنفيذ عملية "إسرائيلية" أمريكية مشتركة ليس مستحيلًا ومن شأنه الجمع بين الدقة العملياتية والأنظمة التكنولوجية "الإسرائيلية" والقوة النارية والقوات الخاصة الأمريكية، علاوة على أن الغطاء الدبلوماسي يزيد بشكل كبير من فرص نجاحها. (موقع عربي 21)
· رأى مدير "مركز عروبة للأبحاث والدراسات الإستراتيجية"، أحمد الطناني، أن الجيش "الإسرائيلي" يعمل وفق مسارات متعددة في معبر رفح ومحور فيلادلفيا، تأخذ بعين الاعتبار الأبعاد التكتيكية الآنية المرتبطة بتأمين القوات العاملة داخل المحور من أي هجمات مستقبلية، خصوصًا في حال اضطر الجيش إلى إعادة جزء من سكّان رفح إلى مناطق سكنهم؛ حيث إن العملية العسكرية في مدينة رفح ستنتهي يومًا ما، ولن تكون السيطرة العسكرية على كامل جغرافية رفح جزءًا من المخطط. وأوضح "الطناني" أنّ وزير الحرب "الإسرائيلي" المقال، يوآف غالانت، تحدث عن وجود خطة لتقسيم رفح إلى قسمين، ما يعني أن القسم الجنوبي منها سيكون ضمن المنطقة العازلة التي يجري إنشاؤها الآن بعملية التسوية الواسعة للمساكن المطلة على محور صلاح الدين الحدودي، فيما سيُسمح بعودة سكان الجزء الشمالي من المحافظة، معتبرًا أنّه على النحو الاستراتيجي، يستعد جيش الاحتلال للتعامل مع كل السيناريوهات، بما فيها الاستعداد لتحويل ما أعلنه قادة الجيش سابقًا حول القدرة على الانسحاب والعودة إلى محور صلاح الدين متى احتاج الأمر. (صحيفة العربي الجديد)
· رأى مدير "معهد السياسة والاستراتيجية" بجامعة رايخمان اللواء احتياط، عاموس جلعاد، أنّ إنجازات "الجيش الإسرائيلي" الأخيرة في جميع ساحات الحرب، فرصة لدى نتنياهو، لترجمة الإنجازات العسكرية إلى ثمار سياسية، بطريقة تمنح "إسرائيل" القدرة على إنهاء الحرب وتشكيل واقع أمني سياسي أفضل، معتبرًا أنّه بخلاف ذلك، هناك خطر من أن تؤدي هذه الإنجازات إلى تآكل وتفاقم المآزق الاستراتيجية والأمنية والاقتصادية التي تواجهها "إسرائيل". وقدم "جلعاد" توصيات رئيسية لصنّاع القرار في "إسرائيل" للاستفادة من الإنجازات السياسية للوقائع الميدانية الجديدة، أبرزها:
- صياغة الخطوط العريضة لعودة المختطفين الـ 101 كضرورة سياسية وأمنية وأخلاقية، وينبغي أن يكون هذا هو الهدف الشامل الأكثر إلحاحًا وفورية.
- تعزيز القدرة على الصمود الوطني كشرط ضروري لقوة "إسرائيل" الشاملة: وذلك من خلال إزالة التهديدات ووقف المضايقات لرؤساء أجهزة إنفاذ القانون، إلى جانب تعزيز المساواة في العبء وتنفيذ حكم المحكمة العليا بشأن قضية تجنيد الحريديم.
- صياغة استراتيجية حديثة لاحتواء التهديد الإيراني وإضعافه، عبر منع قدراتها في المجال النووي واستمرار إضعاف الحزام الناري، وفي الوقت نفسه، لا بد من دراسة اعتبار المس باستقرار نظام آيات الله كهدف محدد.
- الاستفادة القصوى من حقبة "ترامب" الجديدة: لدى "إسرائيل" مصلحة واضحة في مواصلة تعزيز التعاون الاستراتيجي متعدد الأبعاد مع الولايات المتحدة، وهذا يتطلب الرد على القضايا المتفجرة، وعلى رأسها المحور الاستراتيجي الإقليمي والثمن الفلسطيني.
- التسوية في لبنان على أساس قرار مجلس الأمن رقم 1701 المعدل، مع التركيز على القدرة على التنفيذ، وفي غياب هذا التنفيذ يكون لدى "الجيش الإسرائيلي"، لمنع تعزيز قوة "حزب الله" في المستقبل.
- إسقاط حكم حماس في غزة، من خلال تحركات سياسية شاملة، بالتعاون مع الولايات المتحدة ودول عربية ومحافل مرتبطة بالسلطة الفلسطينية، تمكن من تشكيل البديل الحاكم.
- في يهودا والسامرة، إلى جانب استمرار الإجراءات المضادة، من الضروري كبح اتجاهات الضم المباشر وتعزيز السلطة الفلسطينية من أجل منع تفككها.
- جهد خاص لتعزيز المملكة الأردنية كخلفية استراتيجية لـ"إسرائيل": هذا إلى جانب خطوات الحفاظ على منظومة العلاقات الاستراتيجية مع مصر وتطويرها.
- الترويج لاتفاقية تطبيع تاريخية مع السعودية، تسمح لـ"إسرائيل" بتعميق تحالفها الاستراتيجي مع الدول العربية ضد المحور الإيراني والعودة إلى طريق القوة الاستراتيجية متعددة الأبعاد.
- إعادة مذكرات الاعتقال الإدارية ضد اليهود في يهودا والسامرة كأداة فعالة تقريبًا للتعامل مع الإرهاب والتجسس. (مركز الناطور للدراسات والأبحاث)
· يشكّل إصدار المحكمة الجنائية الدولية مُذكرات اعتقال في حق نتنياهو وغالانت سابقة نوعية في تاريخ الممارسة الدولية القضائية؛ فلم يسبق أن أصدرت أي جهة قضائية دولية أحكامًا جنائية على هذا المستوى في حق إحدى الدول الغربية أو حلفائها الرئيسين، ومن تاعيات هذه القرارات:
أهم التداعيات القانونية:
- يلزم قرار المحكمة جميع الدول الأطراف فيها، والبالغ عددها 124 دولة، بتنفيذ مذكرات الاعتقال وفقًا للالتزامات القانونية التي تترتب عليها، ووفقًا لميثاق روما حول تسليم المطلوبين إليها متى أصبحوا على أراضيها.
- مع صدور أوامر الاعتقال، توافرت إمكانية لتقديم مسؤولين آخرين من القيادة الإسرائيلية على المستويَين السياسي والأمني أمام المحكمة الجنائية الدولية.
- فتح قرار المحكمة الباب أمام الوصول مستقبلًا إلى تكييف الواقع الجُرمي في قطاع غزة على أنه يشتمل ارتكاب جريمة الإبادة الجماعية خلال عمليات المحاكمة المستقبلية، سواءً أمام المحكمة نفسها أو محكمة العدل الدولية.
أهم التداعيات السياسية:
- الحد من حرية الحركة لدى الأشخاص المخاطبين بالمذكرات، وسوف يتضرر من ذلك خصوصًا نتنياهو، الذي فقد القدرة على التحرك ضمن الدول الأعضاء في المحكمة الجنائية الدولية، لا سيما دول الاتحاد الأوروبي. ويترتب على خرق الدول الأعضاء التزاماتها أمام المحكمة، إحالتها إلى جمعية الدول الأطراف (الهيئة التشريعية والرقابية العليا للمحكمة الدولية الجنائية)، والتي قد تقرر إحالة وضع الدولة إلى مجلس الأمن.
- تقييد عملية نقل السلاح إلى "إسرائيل"، وهذا يعني أن تزويدها بالسلاح سوف يجعل الدول المزودة في وضع سياسي وقانوني صعب؛ لأنه لا يمكنها أن تدعي أن إسرائيل تستخدم السلاح بطريقة ملائمة ومتوافقة مع قواعد القانون الدولي الإنساني.
- خلق حالة متنامية من العزلة الدولية للحكومة الإسرائيلية بقيادة نتنياهو؛ ذلك أن سير المنظومة القضائية الدولية بشقيها - في بحث المسؤولية الدولية لإسرائيل أمام محكمة العدل الدولية عن ارتكاب جريمة الإبادة الجماعية، والمسؤولية الجنائية الفردية أمام المحكمة الجنائية الدولية عن الجرائم عالية الخطورة - سوف يسهم في عزل إسرائيل دوليًا.
- إمكانية مساءلة إسرائيل عن جريمة الإبادة الجماعية أمام محكمة العدل الدولية؛ إذ إن تحليل الدائرة التمهيدية الأولى في المحكمة الجنائية الدولية. (المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات)
ثالثاً. استنتاجات مركز "صدارة"
· من المهم التعاطي بجدية أكثر مع تحركات التوصل لوقف إطلاق نار وتبادل الأسرى في غزة بعد توقف الحرب في لبنان، والسبب الرئيسي في ذلك أن نجاح الإدارة الأمريكية في وقف الحرب في لبنان، وقبول "نتنياهو" بإعطاء هذه الميزة لـ"بايدن" يشير إلى أن مستوى التنسيق بين فريق الأخير وفريق "ترامب" أوسع مما كان متوقعًا، وهو ما يجعل إدارة "ترامب" حاضرة في المفاوضات وليست منعزلة عنها. ولا شك أن هذا يعطي لكافة الأطراف حوافز ومبررات مختلفة لإبداء مرونة غير متوقعة. ولا يعني هذا أن التوصل لصفقة أصبح مرجحًا قبل 20 كانون الثاني/ يناير، لكنه يشير إلى أن المشهد الراهن أكثر ديناميكية من افتراض "تجميده" حتى تسلم "ترامب" منصبه رسميًا.
· تنامي التعاون بين الحوثيين وروسيا يمنح الجماعة ميزة استراتيجية، تجعلها أكثر حصانة ضد الاستهداف العسكري الغربي، باعتبار أنها لم تعد مجرد أحد وكلاء إيران، وإنما حلقة ضمن صراع روسيا مع الغرب. وفي ظل أن إدارة "ترامب" على الأرجح لا تسعى لإعادة إحياء الصراع في اليمن، فإن الخطط التي سبق تداولها بخصوص تعبئة قوات موالية للإمارات بهدف شن عملية عسكرية ضد الحوثيين، تتسم بالمبالغة وليس من المتوقع أن تمضي قدمًا. لكن الحوثيين سيظلون عرضة لعمليات استهداف نوعية من قبل الولايات المتحدة و"إسرائيل"، طالما واصلت الجماعة استهداف السفن المرتبطة بالاحتلال في البحر الأحمر.
· التقديرات والدعوات "الإسرائيلية" من قبل استراتيجيين عسكريين بضرورة العمل على تقويض نظام الجمهورية الإسلامية، يشير إلى طبيعة الأولويات التي قد تشغل المؤسسة الأمنية في الفترة القادمة، خاصة خلال "فرصة" عهد "ترامب". ويعني هذا أن المواجهة الأمنية بين "إسرائيل" وإيران ستتواصل، وأن احتمالات العمل العسكري لا يمكن استبعادها ما لم تتوصل إيران لتفاهمات واضحة مع إدارة "ترامب"، وهو أمر مازال محل شك.