الحدث
استهدفت المخابرات التركية قافلة مؤلفة من 12 شاحنة محملة بالأسلحة والذخائر ودبابتين ومستودعين للأسلحة، خلال نقلها من قبل قوات قسد إلى القامشلي بعد الاستيلاء عليها من قوات نظام الأسد. وخلال الأيام القليلة الماضية، بحث وزير الدفاع التركي "يشار غولر" هاتفياً مع نظيره الأمريكي "لويد أوستن" التطورات الأخيرة في سوريا، كما بحث رئيس الأركان العامة للجيش التركي "متين غوراك"، مع القائد الأعلى لحلف الناتو في أوروبا كريستوفر كافولي، ورئيس أركان الدفاع البريطاني توني راداكين، التطورات في سوريا. وأجرى رئيس الاستخبارات التركية "إبراهيم كالن"، زيارة إلى العاصمة السورية دمشق، حيث التقى قائد هيئة تحرير الشام "أحمد الشرع"، فيما استقبل في نفس اليوم وزير الخارجية هاكان فيدان نظيره الأمريكي. وفي السياق، قال الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب إن سقوط بشار الأسد خلفه تركيا، مشيراً إلى أن "أردوغان رجل ذكي لأنه فعل ذلك دون إراقة للدماء". وأضاف أن تركيا هي التي ستحمل مفتاح ما يحدث في سوريا، لأن المقاتلين الذين أسقطوا الأسد موالون لأنقرة، معتبراً ذلك أمراً مناسباً للولايات المتحدة.
الرأي
في ظل الحساسية الأمنية التي تشكلها الساحة السورية لتركيا، ستعمل الأخيرة تركيا بشكل وثيق مع السلطة الجديدة في دمشق، وستعزز دعمها الأمني الميداني للتصدي لأي محاولات خارجية لتقويض عملية الانتقال السياسي للسلطة. ومن المرجح أيضا، أن توظف أنقرة التطورات الأخيرة في سوريا من أجل تقليم أظافر تنظيم "قسد"، حيث وجهت له ضربات جوية لمنعه من حيازة الأسلحة الثقيلة التي استولى عليها من جيش الأسد المنهار، فيما دعمت أنقرة العمليات العسكرية التي أطلقها "الجيش الوطني السوري"، والتي سيطر خلالها على مدينتي تل رفعت، ومنبج، بينما تدور أحاديث عن تجهيزات لإطلاق عملية عسكرية للسيطرة على مدينة "عين العرب" كوباني.
إن قرب تركيا من فصائل الثورة السورية، نتيجة علاقات استثمرت فيها أنقرة طوال السنوات الماضية، يجعل تركيا هي الوسيط الأبرز لتبادل الرسائل بين الدول الغربية وبين قادة الثوار، وبالأخص مع واشنطن ودول أوروبا، وهو ما يعزز من دور تركيا الدولي، ويبرز قدرتها على أن تكون طرفاً حاسماً في الشؤون الإقليمية.
من ناحية أخرى، ستستفيد تركيا من سقوط نظام الأسد في تعزيز مطالبها برفع الغطاء الأمريكي عن قسد، وهو ما قد يقدم عليه ترامب في ظل ميله لسحب القوات الأمريكية من سوريا، كما سيحقق حزب العدالة والتنمية مكاسب داخلية بعد نزع ورقة اللاجئين السوريين من يد المعارضة، فيما ستلعب تركياً دوراً بارزاً في عملية إعادة إعمار سوريا، وتطوير مؤسسات الحكم الجديدة، مما يتيح تنشيط الاقتصاد التركي، وحصول الشركات التركية على حصة كبيرة من أعمال إعادة الإعمار، ما يُتوقع أن يعزز من موقع أنقرة في شرق البحر الأبيض المتوسط.
إن إسقاط نظام الأسد، يعزز من ثقل تركيا، وبالأخص بعد تمكنها من دعم حكومة طرابلس في وجه هجوم حفتر، ودعم أذربيجان في استعادة إقليم كاراباخ، وتعزيز حضورها في الصومال، مما يبرهن على قدرة تركيا، من خلال الجمع بين الوجود العسكري والمشاركة الدبلوماسية، على تغيير المعادلات بالمنطقة.