الموجـز الأمنـي المصـري - فبراير 2025

الساعة : 12:29
3 مارس 2025
 الموجـز الأمنـي المصـري - فبراير 2025

التطورات

شاركت مصر في قمة مصغرة "ودية" عقدت في الرياض، بمشاركة الأردن ودول الخليج، للتشاور قبيل قمة عربية طارئة ستعقد في القاهرة، حيث جددت القاهرة رفضها التام لخطط تهجير الشعب الفلسطيني، معلنة عن نيتها تقديم تصور لإعادة إعمار غزة بما يضمن بقاء الفلسطينيين على أرضهم. ويشمل المقترح المصري بنوداً، من ضمنها أن يكون الدور الرئيسي في الإشراف على القطاع بيد القاهرة، مع مشاركة جهات دولية مانحة، لضمان شفافية إدارة أموال الإعمار، وإنشاء صندوق لإعادة الإعمار بتمويل خليجي وإشراف سعودي ومشاركة شركات مصرية وتركية وإماراتية. إلى ذلك، تلقى الرئيس السيسي، اتصالًا هاتفيًا من ترامب، الذي دعاه لزيارة واشنطن، إلا أن القاهرة قررت تأجيلها بهدف إتاحة فرصة للقاء ترامب في وجود تصور جاهز يحظى بدعم وتوافق عربي.

من جهته، هدد ترامب، بإيقاف المساعدات للأردن ومصر، كما لوح مسؤولون في البنتاغون لقادة الجيش المصري باحتمالية تعطيل المساعدات والإمدادات العسكرية. بينما قدم الجانب المصري، لوزير الخارجية الأمريكي، ولدوائر أمريكية، مطالعة مكتوبة شاملة تتضمن شرحًا للأسباب الأمنية وراء رفض تقديم أي تسهيلات لخطّة التهجير، خاصة المخاطر على "أمن الممرات المائية"، ووجود "حاضنة اجتماعية" من قبائل بدو سيناء متعاطفة مع الشعب الفلسطيني.

في السياق، كشفت معلومات أن وفدًا عسكريًا "إسرائيليًا" أبدى ملاحظات بشأن نشر الجيش المصري معدات عسكرية وأسلحة ثقيلة في المنطقة (ج)، فيما ردّ المسؤولون المصريون بأن أي انتهاك من الجانب "الإسرائيلي" سيقابله رد مماثل من القاهرة. وأفاد تقرير صحفي بأن "إسرائيل" أبلغت القاهرة برغبتها في رفع أسعار الغاز المصدر إليها بنسبة 40%، ما اعتبرته مصر محاولة ابتزاز سياسي.

في الملف الليبي، تشكلت خلية أزمة مصرية بين وزارة الخارجية وجهازي المخابرات العامة والحربية، لمتابعة التطورات في ليبيا، في ظل تقديرات رسمية تشير إلى أن تصاعد التوترات بين الفصائل المسلحة في ليبيا قد يؤدي إلى تداعيات خطيرة على الحدود المصرية، فيما تفقد رئيس أركان حرب القوات المسلحة، الفريق أحمد خليفة، إجراءات التأمين على الحدود الغربية مع ليبيا.

خارجيًا، شارك وزير الداخلية، محمود توفيق، في أعمال الدورة الـ42 لمجلس وزراء الداخلية العرب في تونس، وعقد عددًا من اللقاءات الثنائية مع وزراء داخلية السعودية والإمارات وقطر والبحرين وتونس والعراق وفلسطين واليمن والصومال، كما استقبل توفيق، نظيره الكويتي، بالقاهرة.

الإجراءات

·      وافق مجلس النواب على مشروع قانون الإجراءات الجنائية في مجموعه، وأرجأ الموافقة النهائية إلى جلسة مقبلة بعد مناقشة مواده والتصويت عليها، دون تعديلات جوهرية.

·      وافق الرئيس السيسي على اتفاقية نقل المحكوم عليهم بعقوبات سالبة للحرية بين مصر والإمارات.

·      أصدرت النيابة العامة قرارًا برفع أسماء 130 شخصًا من قوائم الإرهاب، في حين تم إدراج 121 شخصًا آخرين بناءً على صدور أحكام نهائية ضدهم.

·      أصدرت السلطات المصرية قرارًا بإبعاد أربعة سوريين بعد مشاركتهم في احتفالات عقب سقوط حكم بشار الأسد.

·      أحال رئيس مجلس الدولة ثلاثة قضاة بالمجلس، إلى التحقيق مع وقفهم عن العمل بسبب نشر المسائل المتعلقة بالشؤون الوظيفية على مواقع التواصل الاجتماعي.

·      اعتقلت السلطات زوجة المعتقل عبد الرحمن دابي، مروة أبو زيد، أثناء توجهها لأداء العمرة من مطار القاهرة، وقررت نيابة أمن الدولة حبسها 15 يومًا على ذمة التحقيقات بتهم "نشر أخبار كاذبة وتمويل جهات محظورة".

·      قضت محكمة الجنايات بالإعدام شنقًا على المعتقلين، محمود بدر وأحمد عبده، وبالسجن المؤبد 25 سنة على أربعة معتقلين آخرين على خلفية اتهامهم في قضية "خلية نواة ثورية".

·      قررت نيابة أمن الدولة العليا حبس 115 شابًا وفتاة، بينهم طفل، بعد إخفائهم قسريًا لفترات متفاوتة، وصلت إلى عدة أشهر، ووجهت النيابة إليهم تهمًا تتعلق بـ"نشر أخبار كاذبة والانضمام إلى جماعة إرهابية".

·      أعادت السلطات تدوير وحبس المعتقل السياسي، إبراهيم أبو حاج، على ذمة قضية جديدة، بعد إنهاء محكوميته لمدة 7 سنوات، ووجهت له النيابة تهمة الانضمام إلى جماعة إرهابية.

·      قررت السلطات تجديد الحبس الاحتياطي، بشكل روتيني، لعشرات المعتقلين، بينهم الخبير الاقتصادي، عبد الخالق فاروق، ومؤسس الحركة المدنية الديمقراطية، يحيى حسين عبد الهادي، إلى جانب 173 شابًا اعتُقلوا على خلفية التظاهرات الداعمة لفلسطين.

·      أحالت السلطات القضائية أكثر من 650 مواطن ومواطنة إلى المحاكمة الجنائية أمام دوائر الإرهاب على خلفية اتهامات تتعلق بالإرهاب والانتماء لجماعات محظورة، في 9 قضايا منفصلة.

·      قررت السلطات إخلاء سبيل صانع المحتوى، أحمد أبو زيد، وتحديد جلسة في مارس المقبل للنطق بالحكم في اتهامه بـ"الاتجار غير المشروع في النقد الأجنبي".

الأحداث

·      ، حيث لا تزال شركات الشحن العالمية تتجنب استخدام قناة السويس، رغم إعلان الهدنة في غزة خوفًا من تجدد القتال واستئناف الحوثيين هجماتهم.

·      نظمت جهات حزبية ونقابية، موالية للحكومة، تظاهرة أمام بوابة معبر رفح، رفضا لخطة ترامب لتهجير الفلسطينيين، بينما رفضت وزارة الداخلية طلبًا من رؤساء أحزاب وشخصيات عامة بتنظيم تظاهرة أمام مبنى السفارة الأميركية، وسط القاهرة.

·      اعتقلت السلطات المصرية الناشط المصري الليبي، ناصر الهواري، بعد مناقشته في برنامجه التلفزيوني انتهاكات بحق السجناء في شرق ليبيا، قبل أن تفرج عنه بعد نحو أسبوعين.

·      توفي كل من المعتقل، هشام الحداد، شقيق القيادي بجماعة الإخوان، عصام الحداد، والمعتقل، خالد مصطفى في سجن العاشر من رمضان.

·      تقدمت زوجة الناشط العمالي، شادي محمد، ببلاغ إلى النائب العام تفيد بإخفائه قسريًا وغيابه عن جلسة تجديد حبسه، وذلك بعد بدء شادي إضرابًا كليًا عن الطعام.

·      ناشدت الحركة المدنية الديمقراطية وشخصيات عامة الرئيس المصري، بإصدار عفو عن الناشط علاء عبد الفتاح، مع تدهور حالة والدته الصحية إثر إضرابها عن الطعام منذ سبتمبر الماضي.

·      قدم مجلس حقوق الإنسان الأممي في تقريره ضمن الدورة الـ48 لآلية الاستعراض الأممية، 382 توصية لمصر من 137 دولة، أبرزها مكافحة الإخفاء القسري، إنهاء إعادة تدوير المحتجزين، الإفراج عن المعتقلين السياسيين، وضمان حرية الإعلام.

·      أعلنت وزارة الداخلية مقتل زعيم تشكيل عصابي يدعى محمد محسوب إبراهيم، وسبعة من عناصره، خلال مداهمة أمنية استهدفت وكرهم في أسيوط، كما أسفرت الاشتباكات مع القوات الأمنية، التي استمرت لثلاثة أيام، عن مقتل ضابط شرطة.

·      لقي طفل مصرعه وأصيب طفلان آخران بجروح خطيرة، في مدينة العريش، جراء انفجار جسم مشبوه من مخلفات الحرب على الإرهاب في سيناء.

·      فصلت إدارة الشركة التركية المصرية لصناعة الملابس 9 عمال بعدما أفرجت السلطات عنهم، إثر مشاركتهم في إضراب للمطالبة بالحد الأدنى للأجور، في حين أنهى عمال الشركة إضرابهم بعد تهديدات بالفصل والحبس. كما أنهى عمال شركة "سيديكو" للأدوية إضرابهم لحماية اثنين من زملائهم تلقوا تهديدًا من الأمن الوطني.

·      اعتقلت قوات الأمن في محافظة بورسعيد أربعة أشخاص من ذوي الهمم، بينهم امرأة، بسبب مشاركتهم في وقفة احتجاجية للمطالبة بتسليمهم سياراتهم التي تعاقدوا على شرائها منذ مايو 2024، بموجب أحكام قانون حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة.

الاستنتاجات:

·      الضغوط الأمريكية و"الإسرائيلية" تضع النظام المصري في معضلة أمنية ستكون لها تداعيات لا يمكنه السيطرة عليها بصورة مطمئنة. فحتى مع احتمال تخلي ترامب عن خطة التهجير مقابل دور مباشر مصري وعربي في إدارة غزة فإن هذا يفرض مسؤوليات أمنية أوسع كانت القاهرة تسعى لتجنبها منذ بدء الحرب. من جهة أخرى، فإن تعرض القاهرة لأي ضغوط اقتصادية نتيجة هذه التوترات سيزيد من هشاشة الاستقرار المحلي.

·      في مواجهة تزايد المخاطر الخارجية يظهر النظام تمسكا بنهجه الأمني الداخلي، مما يحد من أهمية الرهانات المتفائلة إزاء حاجته لتخفيف الاحتقان الداخلي. ومن المرجح أن يظل نهج النظام الداخلي متشدداً باعتبار أن النظرة التي تبدو سائدة خلاصتها أن "التهديد الداخلي" لنظام الحكم أكثر خطورة من التحديات الجيوسياسية الخارجية.