المصدر: ڤيريسك ميݒلكروفت
ترجمة: صدارة للمعلومات والاستشارات
حملة متصاعدة.. لكن إلى أي مدى؟
إن استئناف الحوثيين هجماتهم على سفن الشحن، بعد توقف دام سبعة أشهر، مدفوعٌ بالأساس بدوافع محلية؛ فمنذ بدء حملتهم على الشحن، ساعد صراعهم مع "إسرائيل" والولايات المتحدة في تعزيز مكانتهم ودعمهم وقدرتهم على التجنيد محليًا. وعلى المدى الأبعد، يتمثل هدف الحوثيين في بسط سيطرتهم المحلية داخل اليمن، خصوصًا على المناطق التي تتركز فيها حقول النفط في البلاد.
فبالنسبة للحوثيين، تُسهم الهجمات المتكررة على الشحن، المرتبطة ظاهريًا بحرب غزة، في الحفاظ على زخم المعركة ضد التحالف المُفكك من القوات المناهضة لهم والمتحالفة مع الحكومة المعترف بها من الأمم المتحدة. وقد سمح توقف الهجمات خلال النصف الأول من عام 2025 للحوثيين بإعادة تنظيم صفوفهم، بعد حملة قصف أمريكية استمرت سبعة أسابيع من منتصف آذار/ مارس إلى أوائل أيار/ مايو. لكن كما يتضح من الهجمات الأخيرة، فما زالت الجماعة قادرة على استهداف السفن التجارية وإغراقها.
ورغم تزايد كثافة العمل العسكري الأمريكي ضد الحوثيين، فلا يوجد ما يشير إلى إمكانية ردع الجماعة عن استهداف الشحن؛ لكن التدهور الكبير في قدرات الجماعة فقط هو ما يمكن أن يقنع معظم شركات الشحن بالعودة إلى البحر الأحمر. وبالنظر إلى مجموعة خيارات الهجوم المتاحة للحوثيين، بما في ذلك الصواريخ والطائرات المسيرة والقوارب السريعة والسفن السطحية غير المأهولة والألغام البحرية، فمن غير المرجح أن تحقق الغارات الجوية وحدها ذلك.
من جهتهما، لا ترغب السعودية ولا الإمارات في الانجرار مرة أخرى إلى التورط المباشر في الحرب الأهلية اليمنية، خوفًا من أن يستأنف الحوثيون هجماتهم بالصواريخ والطائرات المسيرة ضدهما. كما إن الولايات المتحدة ليس لديها رغبة قوية في عمليات عسكرية بقوات برية في اليمن، لا سيما وأن إدارة "ترامب" تعتبر أزمة البحر الأحمر مشكلة أكبر لأوروبا منها للولايات المتحدة.
تهديد الشحن البحري سيظل مرتفعًا
وخلاصة القول بالنسبة لشركات التأمين البحري والشحن الدولية، هي أن الحوثيين لديهم الدافع والقدرة على مواصلة استهداف السفن في البحر الأحمر وما حوله. ورغم أن التركيز سينصب على السفن التي تربطها علاقات مع "إسرائيل"، فمن المرجح أن تستهدف الجماعة أيضًا السفن التي لا تربطها بها أي علاقات، في ظل غياب أهداف ذات أولوية أعلى. وإن وقف إطلاق النار في غزة من شأنه أن يخفف التوترات الإقليمية، لكنه لن يضمن إنهاء هجمات الحوثيين على سلاسل الشحن.