محاولات بعض الدول العربية لإعادة سوريا للحضن العربي بشكل كامل لن تفلح في المدى المنظور

محاولات بعض الدول العربية لإعادة سوريا للحضن العربي بشكل كامل لن تفلح في المدى المنظور
الساعة : 15:45
1 أغسطس 2022

لقد أسفرت الجهود الدبلوماسية الأخيرة التي بذلها نظام "بشار الأسد" لتحسين العلاقات مع الدول العربية عن نتائج إيجابية خلال الأشهر الأخيرة؛ حيث تواصل دول عديدة تحسين علاقاتها مع الحكومة السورية. وبالتالي يُتوقع أن تستمر العلاقات الدبلوماسية بين سوريا والدول العربية الأخرى في التحسن، كما ستساهم زيارة وزير الخارجية السوري، فيصل المقداد، الأخيرة إلى الجزائر في إضفاء الشرعية على حكم نظام "الأسد" في سوريا مرة أخرى.

في هذا الإطار، يشار إلى أن "المقداد" التقى أثناء وجوده في الجزائر بالرئيس التونسي، قيس سعيد، الذي أشاد بـ"إنجازات" سوريا والعلاقات "الأخوية" بين البلدين. وتعتبر هذه التصريحات استمرارًا للجهود الدبلوماسية السورية الأخيرة، لإعادة الاندماج في العالم العربي، والتي من المتوقع أن تستمر من جانب السلطات السورية في تحسين العلاقات بين دمشق والعواصم العربية الأخرى. وهو ما قد يفتح مساحة أكبر للحكومات العربية في تمويل تعافي سوريا على المدى الطويل، ويعزز مكانة "الأسد" بصفته العامل الرئيسي في إعادة إعمار البلاد.

رغم ذلك، لا تزال هناك عوائق كبيرة أمام إعادة دمج سوريا في جامعة الدول العربية على المدى القصير؛ حيث لم تشارك سوريا في الاجتماع التشاوري لوزراء الخارجية العرب في لبنان في الثاني من تموز/ يوليو 2022، ما يدل على أن بعض الدول العربية لا تزال مترددة في دمج سوريا في الجامعة العربية. وهذا يعني أن سوريا لن تكون حاضرة في قمة الجامعة التي ستعقد في الجزائر خلال تشرين الثاني/ نوفمبر، رغم دعم السلطات الجزائرية لإعادة اندماجها.

ومن المهم أيضًا الإشارة إلى أن انحياز سوريا إلى السياسة الخارجية الإيرانية والروسية يعتبر عائقًا رئيسيًا أمام إعادة اندماجها في الجامعة العربية. ومع أنه يُتوقع من السعودية والولايات المتحدة أن تواصلا معارضتهما لتطبيع العلاقات مع نظام "الأسد"، إلا أن التطبيع الأخير للعلاقات بين حركة "حماس" والنظام السوري واعتراف سوريا الرسمي بجمهوريتي لوهانسك ودونيتسك الانفصاليتين في حزيران/ يونيو، قد يؤدي ذلك إلى تقوية المعارضة السعودية والأمريكية لإعادة دمج سوريا.

في السياق نفسه، يُرجح كذلك أن يؤدي تعميق العلاقات الاقتصادية والسياسية بين مصر والسعودية، إلى تخفيف دعم مصر لإعادة اندماج سوريا في الجامعة العربية، ما يجعل مشاركتها في قمة تشرين الثاني/ نوفمبر أمرًا مستبعدًا. ومن هنا، فإن هذه العقبات أمام إعادة دمج سوريا في الجامعة العربية، ستؤخر أي شكل من أشكال حلحلة الجمود الإقليمي الحالي، وستعيق إعادة إعمار البلاد بعد الحرب.

فيتش سوليوشنز