اندلع قتال عنيف منذ أواخر آب/ أغسطس الماضي بين قوات سوريا الديمقراطية "قسد" المدعومة من الولايات المتحدة، وبين الميليشيات القبلية العربية المحلية المتحالفة شكلًا مع "قسد" شرق دير الزور. ورغم أن القتال قد توقف بحلول السابع من أيلول/ سبتمبر الجاري بعد وساطة أمريكية، إلا أنه يُتوقع أن يؤدي القتال الأخير إلى إضعاف "قسد" بشكل كبير، ما سيزيد من خطر عدم الاستقرار إذا قررت الجماعات المتنافسة الاستفادة من تلك الخلافات المتزايدة، لتحدي سيطرة "قسد" على الشرق السوري.
في السياق ذاته، فإن وضع "قسد" الضعيف يزيد من تعرضها لتحديات أخرى من قبل منافسيها المحليين؛ فقد حاولت جماعات المعارضة المتحالفة مع تركيا بالفعل استغلال هذا الوضع وشنت هجمات على مواقع "قسد" بالقرب من منبج شمال غرب سوريا. كما هددت خلايا "تنظيم الدولة الإسلامية" بشن هجمات ضد "قسد" في المنطقة مع بدء القتال، وهو ما يهدد جهودها المستمرة وجهود مكافحة الإرهاب التي تقودها الولايات المتحدة في دير الزور. ونتيجة لذلك، اتخذت الولايات المتحدة موقفًا نشطًا في التوسط لإنهاء القتال، ورغم أن جهودها لا تزال قائمة إلا أنه لا بد من تحديد قادة محليين يشكلون بديلًا عنها، ويجب أن تكون "قسد" مستعدة لتقديم بعض التنازلات للمجموعات العربية المحلية.
بناءً على ذلك، سيظل شرق سوريا عرضة لاندلاع الصراع في الفترة القادمة؛ حيث تتنافس الأطراف اللاعبة الرئيسية في البلاد للسيطرة على المنطقة الغنية بالنفط. وإن كان الوجود الأمريكي في المنطقة، الذي يعتبر ضمانًا أمنيًا لـ"قسد"، سوف يحميها لحد كبير من التحديات الخطيرة على المدى المتوسط، لكن إذا تم سحب الجيش الأمريكي، (وهو ما قد يحدث إذا فاز رئيس جمهوري بالرئاسة عام 2024 – وإن كان هذا غير متوقع)، فإن "قسد" الضعيفة ستكون عرضة لتحديات جمة من قبل الجماعات المدعومة من تركيا و"تنظيم الدولة الإسلامية" والميليشيات القبلية العربية المحلية. في هذا السيناريو، من المرجح أن تسعى "قسد" للحصول على الدعم من الحكومة السورية، ما سيضعف استقلالها على المدى الطويل.
إيكونوميك إنتيليجنس يونيت