التوترات بين إيران والولايات المتحدة ستظل مرتفعة وهجمات وكلاء إيران ستستمر لكن بوتيرة أقل

التوترات بين إيران والولايات المتحدة ستظل مرتفعة وهجمات وكلاء إيران ستستمر لكن بوتيرة أقل
الساعة : 15:45
13 فبراير 2024

تريد كل من إيران والولايات المتحدة تجنب المواجهة العسكرية المباشرة، وهو ما يحد من خطر إثارة حرب بين البلدين، بسبب تنفيذ مزيد من الهجمات من قبل الجماعات المسلحة الإقليمية المدعومة من إيران. لكن دعم إيران لتلك الجماعات سيغير الاستراتيجية الأمريكية تجاه طهران بشكل دائم، ما سيجعل من الصعب إيجاد طريق نحو السلام. ففي الـ30 من كانون الثاني/ يناير الماضي أعلنت ميليشيا "كتائب حزب الله" العراقية المدعومة من إيران، أنها ستعلق هجماتها على القوات الأمريكية في العراق وسوريا، ودعت مقاتليها إلى التحول إلى موقف "الدفاع السلبي". وجاء هذا الإعلان بعد يومين من مقتل ثلاثة جنود أمريكيين إثر هجوم بطائرة مسيّرة في الأردن، والذي أعلنت جماعة "المقاومة الإسلامية في العراق" (تنتمي إليها كتائب حزب الله) مسؤوليتها عنه.

وإذا كانت طهران قد دفعت "كتائب حزب الله" بقوة للإعلان عن تعليق الهجمات، فإن ذلك يشير إلى أنها تحاول ضمان بقاء هجمات الميليشيات الإقليمية التي تدعمها محصورة في المسارح القائمة بالوكالة، وتجنب المواجهة المباشرة مع الولايات المتحدة. ورغم إعلانها أنها ستعلق الهجمات، إلا أنه من المرجح أن تستمر "كتائب حزب الله" في استهداف القوات الأمريكية لكن بوتيرة أقل، مع محاولة ضبط تحركاتهم لتحقيق أهدافهم السياسية، ولا يُرجح أن توقف هجماتها ضد القوات الأمريكية بشكل كامل. بدلًا من ذلك، فإن هذا البيان قد يهدف جزئيًا إلى تمكين "كتائب حزب الله" وغيرها من ميليشيات "المقاومة الإسلامية" في العراق، من المطالبة بأرضية أخلاقية قبل الرد العسكري الأمريكي القادم المتوقع على هجوم البرج 22؛ فمن وجهة نظر تلك الكتائب يمكن الآن الادعاء بأن أي ضربات أمريكية أخرى ضدها دليل على التصعيد الأمريكي، وأن تبرر مزيدًا من الضربات ضد القوات الأمريكية في العراق وسوريا كرد انتقامي على ذلك العدوان الأمريكي.

بعيدًا عن العراق وسوريا، يبدو أن الحوثيين مستعدون لمواصلة مهاجمة السفن التجارية قبالة سواحل اليمن، لكن الحملة العسكرية التي تقودها الولايات المتحدة لإضعاف قدراتهم، فضلًا عن العدد القليل من السفن التي تعبر البحر الأحمر الآن، قد يؤدي كل ذلك إلى تقليل عدد الهجمات البحرية من قبل الحوثيين، والتي بلغت ذروتها (بمعدل هجوم واحد يوميًا) في منتصف كانون الثاني/ يناير الماضي، وكانت غالبًا ما تتم بواسطة طائرات مسيّرة وصواريخ.

في هذا السياق، من المرجح أن يؤدي نجاح حلفاء إيران في إغلاق التجارة عبر البحر الأحمر وزيادة الهجمات على الأهداف الأمريكية و"الإسرائيلية"، إلى قيام الولايات المتحدة بإعطاء الأولوية للحد من انتشار تكنولوجيا الصواريخ والطائرات بدون طيار الإيرانية، على حساب مخاوفها بشأن البرنامج النووي الإيراني، ما سيصعّب الطريق أمام واشنطن وطهران لتحقيق السلام. فقد أظهر هجوم "حماس" على "إسرائيل" ونجاح الحوثيين في استهداف السفن التجارية مخاطر انتشار الصواريخ الإيرانية وتكنولوجيا الطائرات المسيّرة إلى المنطقة. كما إن قيام إيران بتزويد القوات الروسية في أوكرانيا بتكنولوجيا مماثلة لا يؤدي إلا لمزيد من الضغط على واشنطن للحد من هذه الصادرات.

ستراتفور