التقى المبعوث الرئاسي الأمريكي الخاص، عاموس هوشستاين، بمسؤولين "إسرائيليين" ولبنانيين أوائل شباط/ فبراير، ضمن الجهود الرامية لتهدئة التوترات على الحدود "الإسرائيلية" اللبنانية في ظل استمرار وكثافة الأعمال العدائية بين القوات "الإسرائيلية" و"حزب الله". ورغم الاستقبال الإيجابي لجهود "هوشستاين" في كلا البلدين، لكن يُعتقد أن استمرار كثافة القتال على الأرض يدفع كلا الجانبين إلى صراع أوسع لا يريده أي منهما، رغم أن تجنب الحرب واسعة النطاق لا يزال متوقعًا.
ورغم أن كلًا من "إسرائيل" ولبنان ما زالا مترددين في التصعيد إلى حرب واسعة ويبدو أنهما يتقبلان الحل الدبلوماسي بخصوص جنوب لبنان، لكن خطر الفشل يظل مرتفعًا بشكل كبير، لا سيما وأن سحب "إسرائيل" قواتها من غزة قد يمنحها مزيدًا من الطاقة للتركيز على حدودها الشمالية. فلن تقبل "إسرائيل" واقع ما قبل السابع من أكتوبر؛ الذي لم يتم فيه تنفيذ قرار الأمم المتحدة رقم 1701، الذي أنهى الحرب "الإسرائيلية" اللبنانية عام 2006، ويأبى "حزب الله" التنازل عن سيطرته على الجنوب، حيث قام بترسيخ وجوده وتأسيس بنية تحتية مترامية الأطراف.
في ظل هذه المعطيات، يمكن القول إن الجهود الدبلوماسية ستكون كافية لتجنب حرب واسعة النطاق، لكن لا يُرجح أن يتم التوصل لحل وسط مستدام يعمل على استقرار الحدود "الإسرائيلية" اللبنانية وسط استمرار خطر عودة القتال، الأمر الذي من شأنه أن يضع عبئًا ثقيلًا على "إسرائيل" ويتسبب في تفاقم المشكلة، وأن يلقي بعواقب وخيمة على الاقتصاد اللبناني والبنى التحتية.
إيكونوميك إنتيليجنس يونيت