حملة "إسرائيل" المرتقبة على رفح ستدفع المنطقة إلى حالة عدم استقرار مع تزايد هجمات التنظيمات المؤيدة للفلسطينيين

حملة
الساعة : 14:45
27 فبراير 2024

إن الهجوم المرتقب الذي تهدد "إسرائيل" بشنه على رفح قد ينهي المرحلة الحالية من الحرب في غزة، لكن ما لم تتوصل إلى اختراق دبلوماسي مع "حماس"، فإن المنطقة ستظل في حالة عدم استقرار وستبقى معرضة للهجمات من قبل الأطراف المؤيدة للفلسطينيين. بالمقابل، وبسبب الضغوط الدبلوماسية المكثفة خصوصًا من الولايات المتحدة، من المرجح أن تتجنب "إسرائيل" هجومًا شاملًا آخر عبر غارات مركزة ومعارك محلية مع ما تبقى من مقاتلي "حماس"، في استراتيجية يمكن أن تطيل أمد الحملة على رفح لعدة أسابيع أخرى. ورغم أن "إسرائيل" تمتلك القوة العسكرية الكافية لنشر قواتها سريعًا في رفح، لكن مثل هذه التكتيكات ستسفر عن تكرار القصف المكثف والمعارك التي اتسمت بها حملتها على مدينة غزة، والتي أسفرت عن الجزء الأكبر من الخسائر في صفوف المدنيين منذ بداية الحرب.

من جهة أخرى، وبغض النظر عن كيفية تنفيذ وتطور الهجوم "الإسرائيلي" على رفح، فإن هذه العملية من شأنها أن تزيد من خطر وقوع خسائر كبيرة في الأرواح بين الأسرى "الإسرائيليين"، الأمر الذي قد يؤدي إلى ردة فعل عنيفة ضد حكومة "نتنياهو" داخل "إسرائيل". وبما أن الأماكن الدقيقة للأسرى الباقين غير معروفة، ومن المفترض أن يكونوا في منطقة رفح، فإن الجيش "الإسرائيلي" قد يصيب أو يقتل بعضهم عن طريق الخطأ أثناء عملياته العسكرية على الحدود، كما فعل الجنود "الإسرائيليون" عدة مرات بالفعل.

وحتى لو نجحت "إسرائيل" في السيطرة على رفح بالقوة، فإن الضرورات السياسية التي تدفع "حماس" و"حزب الله" وغيرهما من القوات المدعومة من إيران إلى عرقلة الشحن الدولي، فضلًا عن القوات "الإسرائيلية" والأمريكية في جميع أنحاء المنطقة، ستظل قائمة. ودون وجود مسار واضح لحكم غزة ما بعد الحرب، فإن "إسرائيل" تسير حاليًا على طريق احتلال المنطقة عسكريًا في المستقبل المنظور، الأمر الذي سيدفع القوات المؤيدة للفلسطينيين إلى شنّ مزيد من الهجمات في جميع أنحاء المنطقة.

ستراتفور