الحدث:
أعلنت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس عن تنفيذ عملية مركبة ضد جيش الاحتلال جنوب شرق خانيونس، حيث أغارت مجموعة من القسام قوامها فصيل مشاة على موقع مستحدث لجيش الاحتلال وفقًا لما أعلنته. وتخلل العملية إغارة على جنود وآليات الاحتلال انتهت بتفجير استشهادي نفسه في مجموعة من الجنود في الموقع. وقد استمر الهجوم لساعات قبل انسحاب عدد من المقاتلين واستشهاد بعضهم.
الرأي:
تأتي هذه العملية في وقت حساس للغاية، حيث تتزامن مع مصادقة وزير الدفاع، يسرائيل كاتس، على الخطط العملياتية لاحتلال مدينة غزة وفرض السيطرة الأمنية على القطاع، وذلك في ظل تهرب حكومة "نتنياهو" من التوصل لاتفاق لإنهاء الحرب.
وتشير التفاصيل إلى أن العملية نفذت في منطقة يسيطر عليها الاحتلال منذ أشهر في بلدة الفخاري قرب الحدود الشرقية لخانيونس، أي في المناطق التي حوّلها الاحتلال لمناطق عازلة في وقت مبكر منذ اندلاع الحرب. كما أن مشاركة فصيل كامل من القسام في العملية يعني أن ما بين 15 إلى 20 مقاتلًا شاركوا في العملية، مما يعكس قدرة على التخطيط بهدف تحقيق أهداف مثل أسر جنود أو قتل أكبر عدد منهم. وبذلك يعكس الهجوم أن هناك منظومة تكتيكية متكاملة شاركت في العملية وأن مجموعات المقاومة لديها القدرة على التكيّف مع الوضع الميداني المعقد، بل وتنفيذ عمليات مركبة.
وقد دفعت هذه العملية المحللين العسكريين "الإسرائيليين" لوصفها بأنها "حادثة بالغة الخطورة" وتعد أكبر حادثة تقع منذ أحداث السابع من أكتوبر، الأمر الذي دفعهم أيضًا لتوجيه الاتهامات بالفشل لجهاز الأمن العام (الشاباك) والاستخبارات العسكرية. إلى جانب ذلك، شكلت العملية إحراجًا للقيادة العسكرية التي ادعت مرارًا أنها قضت على كتائب القسام وعلى شبكة الأنفاق في خانيونس، والتي أظهرت أنها لا تزال تشكل تحديًا له على الرغم من احتلال أغلب مناطق المدينة والسيطرة النارية عليها.
وفي المحصلة، فإن العملية النوعية تعكس أن المقاومة ستواصل استهداف جيش الاحتلال حتى في المناطق التي يسيطر عليها وأن الذهاب لجولة جديدة وخاصة احتلال مدينة غزة سيكون له تكلفة باهظة. كما أن المقاومة ترسم سيناريو للمواجهة بين المقاومة والاحتلال خلال الفترة المقبلة، حيث ستعمل على ضمان أن يشكل احتلال القطاع استنزافاً متواصلاً لجيش الاحتلال.