مناورات "بحر الصداقة" بين تركيا ومصر جزء من عملية إعادة تشكيل التوازنات الإقليمية ورسالة ردع للاحتلال "الإسرائيلي"

الساعة : 11:32
26 سبتمبر 2025
مناورات

الحدث
أعلنت أنقرة والقاهرة استئناف مناورات "بحر الصداقة" بعد انقطاع دام 13 عامًا، حيث تجرى التدريبات المشتركة بين 22 و26 سبتمبر/ أيلول في شرق البحر المتوسط بمشاركة فرقاطات وزوارق دورية وغواصة تركية وطائرات مقاتلة من طراز F-16، إلى جانب سفن مصرية بينها "تحيا مصر" و"فؤاد زكري".

الرأي

يفتح استئناف مناورات "بحر الصداقة" بين مصر وتركيا بعد انقطاع دام 13 عامًا صفحة جديدة في العلاقات الثنائية، لا سيما أنها تجري في شرق البحر المتوسط، المنطقة الأكثر حساسية في معادلات الطاقة والسيادة البحرية. وتعكس مشاركة قطع بحرية كبيرة مثل الفرقاطات والغواصات والطائرات المقاتلة، وحضور قائدي القوات البحرية من البلدين، إرادة واضحة لمواصلة تطوير التعاون العسكري بين البلدين.

بموازاة ذلك، يمنح التوقيتُ المناورات أهمية لافتة؛ فهي تأتي بعد الغارات "الإسرائيلية" على إيران وقطر، وتوسيع العملية البرية "الإسرائيلية" في غزة، ما يجعلها جزءًا من عملية إعادة تشكيل التوازنات الإقليمية. فبينما تفرض "إسرائيل" نفسها كلاعب عسكري في أكثر من جبهة، تسعى تركيا ومصر إلى إظهار أن لديهما القدرة على العمل المشترك في البحر المتوسط لحماية مصالحهما المباشرة وإرسال رسائل ردع للأطراف التي قد تفترض وجود فراغ أمني بالمنطقة يمكن استغلاله لإعادة تشكيلها وفق مصالح تل أبيب دون مراعاة مصالح الأطراف الأخرى.

ومن زاوية أنقرة، تقدم المناورات رسالة بكسر الطوق الذي حاولت اليونان وقبرص و"إسرائيل" فرضه عبر تحالفات الطاقة والأمن، فإعادة فتح قنوات التعاون العسكري مع القاهرة يعطي تركيا عمقًا استراتيجيًا، ويعزز موقعها التفاوضي في ملفات المتوسط وليبيا، حيث تتقاطع مصالح تركية ومصرية رغم استمرار وجود تباينات. أما بالنسبة لمصر، فالمناورات توضح سعيها لإعادة التوازن بين شراكاتها مع واشنطن وأثينا وتل أبيب من جهة، وبين أنقرة من جهة أخرى، بما يتيح لها هامش مناورة أوسع في القضايا الإقليمية، خاصة وأن التطورات الإقليمية أظهرت أن هذه الأطراف ستكون منحازة لمصلحة "إسرائيل" وليس أية دولة أخرى في المنطقة.