استهداف موقع "إسرائيلي" في القنيطرة رسالة بأن خيار "المقاومة" في الجنوب السوري مطروح وقد يحوّل الجبهة لساحة استنزاف

الساعة : 16:07
2 أكتوبر 2025
استهداف موقع

الحدث:

أعلنت " كتيبة أحمد مريود" التابعة لمجموعة تطلق على نفسها اسم "المقاومة الوطنية"، مسؤوليتها عن تفجير استهدف مدخل موقع عسكري "إسرائيلي" مستحدث في ريف القنيطرة، حيث أفضت العملية إلى إصابة ضابط احتياط "إسرائيلي" بجروح وُصفت بالبليغة، وجرى نقله إلى مشفى رامبام في حيفا.

الرأي:

يمثل الهجوم تطوّرًا نوعيًا في مسار الصراع داخل الجبهة الجنوبية لسوريا، حيث يمثل إعلان "المقاومة الوطنية" مسؤوليتها عن العملية، أول إعلان رسمي منظم لمقاومة مسلحة ضد "إسرائيل" في الجنوب، ما يدل على انتقال محتمل في العمليات الأمنيّة من مرحلة الرسائل الفردية أو المحاولات المحدودة إلى فعل منظّم يحمل توقيعًا سياسيًا وأمنيًا واضحًا.

ويحمل الهجوم الذي يأتي في ظل المسار الدبلوماسي السوري – "الإسرائيلي"،  رسالة بأن خيار المقاومة ما يزال مطروحًا، ويفتح الباب أمام سيناريوهات أمنية وعسكرية جديدة من بينها احتمال تحوّل الجنوب إلى ساحة استنزاف مستمرة لـ"إسرائيل"، وربما تحوله في مرحلة لاحقة إلى جزء من استراتيجية إقليمية أوسع لإعادة فتح جبهة الجولان، خاصةً أنّ هناك ارتباطاً ما زال قائمًا بين ريف دمشق الغربي وريف القنيطرة بـ"حزب الله" عبر شبكات وخلايا نائمة.

لكن في حالة تطور مثل هذه الهجمات، فإن الرد "الإسرائيلي" لن يقتصر عن محاولة تتبع الخلايا المسؤولة عنها، وإنما قد يُحمّل الاحتلال دمشق مسؤوليتها، وهو ما يزيد من تعقيد المفاوضات الأمنية بين الجانبين، كما يبقي على احتمالات تطور الاستهداف "الإسرائيلي" للنظام السوري نفسه.

ومن ناحية أخرى، من المرجح ألا تكتفي تل أبيب بالرد الجوي أو الاستطلاع الاستخباري في الجنوب، بل قد تلجأ إلى تعزيز الانتشار الميداني وتكثيف المراقبة الجوية والاستخبارية، إضافةً لتكثيف الضربات الجوية الاستباقية ضد مواقع يُعتقد أنها تؤوي عناصر محلية مسلّحة أو تلك المرتبطة بـ"حزب الله" لردع أي محاولات تضر بالبيئة الأمنية في المنطقة؛ خاصة وأنّ "تل أبيب" ستحاول توظيف الحادثة لتأكيد خطورة التهديد الأمني في الجنوب السوري، ومن ثم شرْعنة تدخلاتها العسكرية داخل الأراضي السورية بذريعة حماية أمنها القومي.