الحدث:
أجرى وفد عسكري سوري برئاسة رئيس هيئة الأركان العامة، علي النعسان، زيارة إلى موسكو، وعقد لقاءً مع نائب وزير الدفاع الروسي، يونس بك يفكيروف، حيث زار الوفد الحديقة العسكرية الوطنية المركزية للقوات المسلحة الروسية، واطّلع على منظومات الدفاع الجوي، والطائرات المُسيّرة الاستطلاعية والقتالية المذخّرة، بالإضافة إلى المعدات العسكرية الثقيلة، وذلك في إطار تعزيز التعاون وتبادل الخبرات. كما استقبل مدير إدارة التدريب في القوى الجوية والدفاع الجوي السوري، يحيى بيطار، وفدًا روسيًا ضم عددًا من الخبراء العسكريين، برئاسة، كورنبينكو أوليغ فيكتوروفيتش، حيث تم بحث سبل تطوير وتأهيل القوات الجوية السورية، بما يواكب متطلبات المرحلة ويعزز مستوى الكفاءة والجاهزية.
الرأي:
تحمل هذه الزيارات المتبادلة رسائل أمنية وجيوسياسية واضحة، حيث تشير إلى تزايد فرص استئناف التعاون الأمني والاستراتيجي بين البلدين من جهة، وتؤكد على تبني الحكومة السورية نهجاً يقوم على خلق توازن بين القوى الدولية، من جهة أخرى. فدمشق التي تواجه التهديد "الإسرائيلي" وتهديدات محلية انفصالية، قد تجد في الدعم الروسي ضمانة إضافية خاصة في ظل نفوذ روسيا القديم سواء مع بقايا النظام السابق المتواجدين في الساحل السوري، أو مع قسد، وإن كانت قدرة روسيا على التأثير تظل محل شك بعد فشلها في حماية نظام الأسد نفسه.
في المقابل، وعلى الرغم من هذه الخطوة، ستظل دمشق تعطي الأولوية لبناء الثقة مع الولايات المتحدة، والتي لا يبدو أنها تضع حالياً قيوداً كبيرة على بقاء علاقات سوريا مع روسيا. وتجد دمشق نفسها مضطرة للتنسيق مع روسيا، نظرًا لأن خيارات شراء السلاح من الدول الغربية ما زالت محدودة، بفعل القيود السياسية والأمنية والقانونية المعقدة التي تفرضها تلك الدول.
ومع ذلك، فإن الضغوط الواقعة على صناعة الدفاع الروسية والقدرات المالية المحدودة لسوريا، قد تجعل الصفقات متواضعة، مع احتمال أن تطالب موسكو بتعويض عبر أصول طاقة أو امتيازات في الموانئ بدلاً من عقود تسليح ضخمة. بالإضافة لذلك؛ وفي حال تطور التعاون مع روسيا إلى جوانب استراتيجية، سوف تتعرض دمشق لمزيد من الضغوط الأوروبية، وربما الأمريكية، لإبقاء العلاقات مع موسكو ضمن حدود مقبولة.