المساعدة العسكرية الإيرانية المحتملة لفنزويلا قد تحقق فوائد تكتيكية لكنها قد تستفز غضب واشنطن

الساعة : 11:46
7 نوفمبر 2025
المساعدة العسكرية الإيرانية المحتملة لفنزويلا قد تحقق فوائد تكتيكية لكنها قد تستفز غضب واشنطن

الحدث

كشفت صحيفة واشنطن بوست، استنادًا إلى وثائق داخلية للحكومة الأميركية، أن فنزويلا تقدّمت بطلب رسمي إلى إيران لتوريد طائرات مسيّرة ومعدات عسكرية، في ظل تصاعد التوتر بين كراكاس وواشنطن. وبحسب الوثائق، فإن وزير النقل الفنزويلي رامون سيليستينو فيلاسكيز تولى التنسيق مع طهران لإتمام الصفقة، وأبلغ الجانب الإيراني بحاجة بلاده إلى أنظمة كشف سلبي، وأجهزة تشويش على إشارات جي بي إس، وطائرات مسيّرة يصل مداها إلى ألف كيلومتر. ولم تُعلن إيران ردّها الرسمي على الطلب، غير أن المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي صرّح في الثالث من نوفمبر/ تشرين الثاني بأن فنزويلا قادرة على الدفاع عن نفسها، مؤكداً في الوقت ذاته أن طهران ستواصل بالتأكيد التعاون معها.

الرأي

يأتي الطلب الفنزويلي في توقيت حساس؛ فبعد الحرب بين إيران و"إسرائيل" في منتصف 2025، تخوض طهران عملية إعادة بناء لترسانتها العسكرية، فيما تسعى كراكاس إلى تعزيز قدراتها الدفاعية في مواجهة ضغوط أميركية متصاعدة بلغت ذروتها مع تهديدات بنقل حاملة الطائرات الأمريكية "فورد" من البحر الأبيض المتوسط إلى البحر الكاريبي قرب السواحل الفنزويلية لتنضم إلى مدمرات وغواصة نووية أمريكية تتواجد في المنطقة.

فمن جهة، يمكن أن يوفر العرض الفنزويلي لإيران عوائد مالية من بيع المعدات، كما يمنحها فرصة لتعزيز نفوذها في أمريكا اللاتينية ويدعم خيار "تعزيز المقاومة في الفناء الخلفي لأمريكا" حيث تنظر الأنظمة اليسارية إلى طهران بوصفها شريكًا مناهضا للهيمنة الأمريكية، كما تملك إيران شبكة علاقات في المنطقة تشمل بجوار فنزويلا كلا من كوبا وبوليفيا.

وعمليا، يمكن للعتاد الإيراني الذي طلبته فنزويلا أن يحقق فوائد تكتيكية مثل تنفيذ عمليات مراقبة واستطلاع وتشويش، وضرب أهداف حساسة بواسطة المسيرات، لكنه لن يؤثر على مستوى التفوق التقني والعسكري الأميركي في حال قررت واشنطن توجيه ضربة إلى فنزويلا. كما إن الدعم العسكري الإيراني سيُقرأ كتحد شخصي لترامب الذي ما زال لم يستبعد خيار توجيه ضربة عسكرية أخرى إلى طهران.

جدير بالذكر، أن العلاقات العسكرية بين البلدين ليست جديدة؛ فقد نقلت طهران بعض خطوط إنتاج طائراتها المسيّرة، من طراز "مهاجر-6" إلى فنزويلا خلال العقد الماضي، كما وُقّعت في نوفمبر 2024 مذكرة تفاهم بين وزير الدفاع الإيراني والرئيس الفنزويلي مادورو لتوسيع التعاون في مجالات "التجارة والنقل" ذات الأبعاد العسكرية.