استنتاجات الموجز:
- أمريكا تدفع إيران للجلوس على طاولة المفاوضات بسياسة "العصا والجزرة"
- إيران تستهدف سفينة "إسرائيلية" لتلفت النظر لقدرتها على الرد بينما تفتح على نفسها الجبهات بتوتر في العلاقات مع تركيا
- استمرارًا لاضطهاد أهل السنة البلوش، الحرس الثوري الإيراني يقتل متظاهرين بلوش
نفذت الولايات المتحدة ضربة جوية استهدفت مليشيات موالية لإيران في سورية على الحدود السورية العراقية؛ حيث استهدف القصف قاعدة تعمل كمحطة عبور مهمة للغاية على الممر البري بين طهران ودمشق ووادي لبنان، وتضم مليشيات موالية لإيران من أفغانستان والعراق وباكستان، وترسل رجالها إلى الحدود مع "إسرائيل"، أو لمحاربة أعداء النظام السوري في الشمال، وتقع على بعد مئات الكيلومترات من الحدود "الإسرائيلية". وذكر مسؤول أمريكي أن "القصف يهدف إلى ردع مزيد من الهجمات المدعومة إيرانيًا في العراق". ويعتبر هذا الهجوم موجه للإدارة الإيرانية في سياق المشروع النووي، ومشروع الصواريخ الباليستية طويلة المدى، والاستيلاء على دول في الشرق الأوسط من خلال أذرعها في المنطقة. ومفاد الرسالة أننا جادون في الجهود المبذولة لمنع الأسلحة النووية في إيران من خلال الدبلوماسية والحوار. ولذلك جاء الهجوم على قاعدة لوجستية وعملياتية أنشأها قائد فيلق القدس بالحرس الثوري، قاسم سليماني، كجزء من الوجود العسكري الإيراني في سوريا.
في السياق، نقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" عن "دبلوماسيين كبار" قولهم إن إيران ترفض عرض إجراء محادثات نووية أمريكية مباشرة، موضحةً أن "إيران رفضت العرض الذي قدمه الاتحاد الأوروبي، وكذلك الولايات المتحدة، لإجراء محادثات نووية مباشرة مع الأخيرة، في الأسابيع المقبلة". بدوره، قال مكتب المرشد الإيراني في تغريدة باللغة العربية عبر "تويتر": "الغربيون يقولون إنهم يعارضون الأسلحة النووية. إنهم يكذبون، هذه ليست قضيتهم". وأضاف المكتب: "إنهم يعارضون حتى حيازتنا الأسلحة التقليدية، والإمكانات الدفاعية. يريدون أخذ مقومات القوة من إيران، وإلا فإن مبدأ حاجة البلاد إلى التخصيب هو أمر مسلم به".
في شأن ذي صلة، اعتبر وزير الحرب "الإسرائيلي"، بيني غانتس، أن إيران قد تكون مسؤولة عن الانفجار الذي تعرّضت له سفينة "إسرائيلية" في خليج عُمان، موضحًا أن "موقع السفينة القريب نسبيًا من إيران في ذاك التوقيت، يدفع إلى الاعتقاد أن الإيرانيين (مسؤولون عن الانفجار)، لكن هذا الأمر يتطلّب مزيدًا من التدقيق". وذكرت صحيفة "كيهان" الإيرانية المحافظة أن السفينة يرجح أن تكون استُهدفت من قبل "محور المقاومة"، في إشارة إلى طهران وحلفائها في المنطقة. وكتبت "كيهان" على صفحتها الأولى، نقلا عن "خبراء عسكريين" لم تسمهم، أن "السفينة المستهدفة في بحر عمان سفينة عسكرية للجيش الإسرائيلي"، وأنها كانت تقوم "بجمع معلومات عن الخليج وبحر عمان، عندما تم استهدافها في طريق العودة". وأضافت الصحيفة أن "هذه السفينة التجسسية، رغم أنها كانت تبحر بشكل سري، وقعت ربما في فخ أحد فروع محور المقاومة"، دون تفاصيل إضافية. واعتبرت الصحيفة أن السفينة تجاهلت أن "الخليج هو منطقة تسيطر عليها قوى محور المقاومة". بالمقابل، قال رئيس الأركان "الإسرائيلي"، أفيف كوخافي، إن الانفجار أتى "ليذكرنا بأن إيران لا تمثل تهديدًا نوويًا فقط، بل تنشر الرعب، وتنفذ أعمالًا إرهابية، وتهاجم أهدافًا مدنية".
إقليميًا، وفي ثاني زيارة يجريها خلال شباط/ فبراير، وصل وزير الخارجية العراقي، فؤاد حسين، إلى طهران، السبت الماضي، وكان في استقباله أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، علي شمخاني. وتأتي الزيارة بعد خمسة أيام من محادثات أجراها في الرياض مع المسؤولين السعوديين، حيث سيلتقي بوزير الخارجية ومسؤولين سياسيين وأمنيين آخرين. يذكر أن زيارة "حسين" تحمل رسالة تتعلق بترطيب العلاقات بين السعودية وإيران، لكن حظوظها ستكون ضعيفة جدًا، لأن العراق ساحة للصراع وليس ساحة لصناعة التفاهمات الدبلوماسية.
داخليًا، شاركت قوات الحرس الثوري في قمع متظاهرين ما تسبب في مقتل عدد منهم بينهم طفل، وذلك خلال قمع سلطات الأمن الإيرانية مظاهرة احتجاجية في محافظة سيستان وبلوشستان المتاخمة للحدود الباكستانية. ومنذ الإثنين الماضي، تشهد المحافظة الحدودية مظاهرات احتجاجية لقيام قوات الأمن بقتل أشخاص بزعم أنهم يقومون بتهريب الوقود على الحدود الباكستانية. بدورها، دعت منظمة "هيومن رايتس ووتش" إيران إلى التحقيق فيما إذا كان تم استخدام القوة المفرطة، من جانب الحرس الثوري في أحداث في بلوشستان.
من جهته، تحجج الحرس الثوري بأنه أطلق النار على مهربين كانوا يحاولون إدخال وقود إلى باكستان. وأدت الحادثة إلى مقتل عشرة أشخاص وجرح خمسة آخرين على الأقل، حسبما أفادت هيومن رايتس ووتش"، التي أضافت أن الحرس الثوري قطع طريقًا يُستخدم لنقل الوقود، قبل إطلاق النار على ما يبدو على أشخاص كانوا يحاولون إعادة فتحه. وأدى ذلك إلى قيام متظاهرين غاضبين بمهاجمة مبان حكومية في كل من سراوان وزاهدان عاصمة سيستان بلوشستان، في حين قام الحرس الثوري بقمعهم، ما أدى إلى قتلى آخرين. من جهته، أقر "إسحاق جهانغيري"، النائب الأول للرئيس الإيراني، بإهمال بلاده حقوق السنة والمرأة في البلاد، وقال إن "الشعب يتمتع بحقوق متساوية في البلاد، بغض النظر عن الدين والطائفة والعرق"، و استدرك قائلًا: "أعترف بأن حقوق السنّة والنساء مهملة".
خارجيًا، استدعت وزارة الخارجية التركية السفير الإيراني في أنقرة، محمد فرازمند، بسبب اتهامات إيرانية بشأن السيادة العراقية، ولفتت إلى أن "ما تنتظره أنقرة من إيران هو دعم تركيا في مكافحتها للإرهاب، وليس الوقوف ضدها". وتأتي الخطوة التركية عقب دعوة من "مسجدي" خلال مقابلة صحفية، موجهة إلى تركيا تقضي بمغادرة العراق و"احترام أراضيه"، تعليقًا على العملية العسكرية التركية ضد مسلحي "حزب العمال الكردستاني" شمال العراق. وقال "مسجدي": "نرفض التدخل العسكري في العراق، وينبغي على القوات التركية ألا تشكل تهديدًا أو أن تنتهك الأراضي العراقية".
إلى ذلك، أشارت تقارير إلى الحرب السيبرانية المحتدمة بين طهران والرياض، وأن السعودية وإيران تنتهجان طرقًا مختلفة للحرب الإلكترونية، وقد طورت إيران برنامجًا موحدًا ومتعددًا للدفاع، ونظرًا للعقوبات الدولية عليها فإن برنامجها يظل محليًا، لكن بمساعدة قليلة من روسيا والصين.
من جانبه، أكد مندوب إيران لدى المنظمات الدولية في فيينا، كاظم غريب آبادي أن الاتفاق الأخير مع المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، غروسي، لم يمنح الوكالة أي حق لمواصلة عمليات التحقق من الأنشطة النووية. وأوضح "آبادي" "أننا لم نمنح في القائمة المرفقة أي حقوق أو امتيازات للوكالة الدولية للطاقة الذرية لمواصلة أنشطة التحقق، وما تم الاتفاق عليه هو أن الكاميرات المركبة في بعض المنشآت النووية التي تصل إليها الوكالة طواعية لغرض المراقبة، ستستمر في أدائها وسنقوم بتسجيل هذه الأفلام والاحتفاظ بها ولن تكون هذه الأفلام متاحة للوكالة لمدة ثلاثة أشهر".