استنتاجات الموجز:
حملة الاعتقالات التي شنتها جماعة الحوثي تكشف حجم الاختراق الذي حققه التحالف في صفوف قياداتها ومدى الارتباك الذي أصابها
إقالة "بن عديو" دليل واضح على حجم تدخل التحالف العربي في إدارة الدولة والتحكم في مفاصلها والضغوط التي يمارسها على الحكومة والرئيس "هادي"
سيطر على مشهد الأخبار في الملف اليمني خلال الأسبوع الماضي ما أعلن عنه التحالف العربي، من اختراق لقيادات الصف الأول لجماعة الحوثي وبثه فديوهات مسربة للقاءات وعمليات سرية أجرتها قيادات الجماعة مع ضباط إيرانيين. في هذا الإطار، أكد المتحدث الرسمي باسم تحالف دعم الشرعية في اليمن، العميد الركن تركي المالكي، في مؤتمر صحفي قدرة التحالف على الوصول إلى الدوائر القيادية العليا واستهداف القيادات المطلوبة على قائمة الأربعين.
من جهتها، شنت جماعة الحوثي حملة اعتقالات واسعة في هرم القيادات العلياء لها، طالت العديد من القيادات خاصةً تلك التي لا تنتمي إلى أسر هاشمية. وقالت مصادر مقربة من دوائر قيادية في الصف الأول إن تغييرات وإجراءات متزامنة، على مستوى المكونات الأمنية والعسكرية والاستخباراتية والسلطات التنفيذية في صنعاء، جرت عقب التسريبات المصورة لاجتماعات سرية، مؤكدةً أن حركة تغييرات واسعة شملت أيضًا الحراسات والطواقم المساعدة والسكرتارية، وحتى أماكن الإقامة ووسائل التواصل والاتصالات.
وتزايدت حدة الاتهامات والشكوك باختراقات عميقة لحساب الشرعية والتحالف، خصوصًا بعد الوصول إلى غرف عمليات ومخابئ ومخازن واجتماعات وتحركات على درجة عالية من الحساسية والخطورة، وكانت عرضة لاستهداف التحالف.
في سياق منفصل، استنكر المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن، هانس غروندبرغ، التصعيد العسكري في اليمن خلال الأسابيع الماضية، مشيرًا إلى أن الهجوم على مأرب تسبب في وقوع خسائر بين المدنيين ونزوح أعداد كبيرة من السكان. كما أكد "غروندبرغ" أن التصعيد في الأسابيع الأخيرة يعتبر ضمن أسوأ ما شهده اليمن منذ أعوام، الأمر الذي زاد من تعريض حياة المدنيين للخطر. وأشار المبعوث الأممي أيضًا إلى أن "أي استهداف للمدنيين وللمنشآت المدنية فضلًا عن الضربات العشوائية، هو انتهاك صارخ للقانون الإنساني الدولي ويجب أن يتوقف على الفور، كما ينبغي على جميع الأطراف الحفاظ على الطبيعة المدنية للبنى التحتية العامة".
في سياق غير ذي صلة، أعلن الرئيس، عبدربه منصور هادي، تعيين البرلماني اليمني، عوض العولقي، محافظًا لمحافظة شبوة، خلفًا لـ"محمد صالح بن عديو" عقب ضغوط مارسها "حزب المؤتمر"، جناح "طارق صالح" و"المجلس الانتقالي". ويعتبر "بن عديو" أكثر محافظي المحافظات الجنوبية إثارة للجدل؛ حيث وقف بقوة ضد التواجد الإماراتي في المحافظة وطالب بخروجهم من موقع بلحاف النفطي، وهي المطالبة التي يُعتقد بحسب مراقبين أنها كانت سببًا في إقالته. من جهة أخرى، اعتبر مراقبون ورجال قانون تعيين "العولقي" محافظًا لشبوة مخالفةً صريحة للقانون والدستور اليمني، الذي لا يجيز الجمع بين عضوية مجلس النواب وأي وظيفة عامة.
في السياق أيضًا، أكدت "رابطة أبناء شبوة" المناهضة للتواجد الأجنبي في اليمن أن تغيير المحافظ "بن عديو"، لن يثني الرابطة عن مواصلة رصدها للانتهاكات التي مورست ضد أبناء شبوة حتى تقديم المتسببن فيها إلى العدالة، مؤكدةً سعيها لتكثيف الجهود للمطالبة بسرعة إخلاء منشأة بلحاف الغازية، وإعادة تشغيلها بمايخدم أبناء شبوة خاصةً واليمن عامة. وكانت الرابطة بدأت نزولًا ميدانيًا إلى بعض المديريات في المحافظة ورصدت عدة انتهاكات وأعمال قتل واختطاف، قامت بها القوات الموالية للإمارات خارج نطاق القانون.
عسكريًا، وصلت قوات ضاربة لألوية العمالقة (لا تخضع لسيطرة وزارة الدفاع التابعة للحكومة الشرعية)، والمنسحبة من الساحل الغربي إلى مدينة زنجبار، مركز محافظة أبين جنوب اليمن، مشيرةً إلى أن القوات التي انسحبت من الساحل الغربي ستتوجه إلى مديرية "بيحان" غرب شبوة لتحريرها من سيطرة الحوثيين. يأتي ذلك بعد يومين من تعيين "عوض العولقي" محافظًا لشبوة خلفًا لـ"بن عديو" الذي رفض تواجد القوات الإماراتية وأدواتها في عتق، وطالب الإمارات بإخلاء منشأة بلحاف الغازية التي حولتها إلى ثكنة عسكرية من خمس سنوات ومنعت استئناف تصدر الغاز منها.
على صعيد آخر، أعلن الجيش الوطني أن "دفاعات الجيش بمأرب أسقطت طائرة مسيرة انتحارية (محملة بمتفجرات) تابعة للحوثيين، في الجبهة الشمالية الغربية لمحافظة مأرب. يأتي ذلك تزامنًا مع كمين محكم نفذته قوات الجيش الوطني والمقاومة، أوقع عددًا من العناصر الحوثية بين قتيل وجريح في الجبهة الشمالية الغربية. كما استهدفت مدفعية الجيش مرابض مدفعية تابعة لقوات الحوثي، ودمرت عربة نقل جند في جبهة صرواح غرب مارب، ما أسفر عن تدميرها ومقتل وجرح العشرات من عناصرها جنوب مأرب.
من جهتها، شنت الجماعة هجومًا عنيفًا في جبهة "البلق" الشرقي بالمحافظة ذاتها، استمر أكثر من 12 ساعة بهدف محاولة انتشال جثة القيادي الحوثي "العياني"، الذي قُتل أثناء قيادته للمعركة في محاولة لتحقيق اختراق في هذه الجبهة منذ أكثر من أسبوع، وذلك بعد حشد آلياتها العسكرية والآلاف من عناصرها إلى المواجهات بغية إحداث تحقيق نصر استراتيجي، قد يمكنها من الاقتراب أكثر من مدينة مأرب إضافةً لتعزيز موقفها أمام مناصريها. هذا، بينما أقدمت قوات الحوثي على قصف "مجمع آل جابر" وسط سوق شعبي جنوب مدينة مأرب بصاروخ بالستي، أسفر عنه سقوط ثلاثة قتلى بينهم طفل وإصابة ثمانية آخرين، وألحق أضرارًا مادية بالمجمع ومحيطه.
من جهة أخرى، أكدت مصادر مطلعة أن جماعة الحوثي أجرت تغييرات عاجلة للقيادات الميدانية، التي تقود المعارك في مأرب مطلع كانون الأول/ ديسمبر الجاري، لافتةً إلى أن تلك التغييرات لم تغير من المشهد شيئًا. وأشارت المصادر إلى أن معظم القيادات الجديدة والمعينة حديثًا لقت مصرعها خلال المواجهات، كان آخرها قائد جبهة "البلق الشرقي"، المدعو "أبو مالك العياني" الذي لقي مصرعه منذ يومين، ولا تزال جثته ملقاة في منطقة "العروق" الرملية المحاذية لجبل "البلق الشرقي" جنوب مأرب.
أمنيًا، تمكنت إحدى النقاط المتمركزة على طريق عدن-لحج في محافظة لحج من العثور على شحنة، كانت تقل "أجهزة اتصالات متطورة مع طيران مسير وأجهزه تشويش"، كانت في طريقها إلى جماعة الحوثي. وأكدت مصادر أمنية أن الشحنة التي كانت قادمة من عدن بتصريح من مدير أمن لحج، صالح السيد، كانت في طريقها إلى مناطق سيطرة الحوثيين في البيضاء.
أمنيًا أيضًا، قالت مصادر إن الأجهزة الأمنية في منطقة "بئر علي" بمحافظة شبوة تمكنت الأسبوع الماضي من ضبط شحنة طائرات مسيرة، قادمة من مطار الريان بمحافظة حضرموت كانت في طريقها إلى ميناء بالحاف الخاضع لسيطرة الإمارات. وذكرت المصادر أن الشحنة كانت تحمل تصريح عبور أدوية، وعند تفتيشها تبين أنها محملة بالطائرات المسيرة.
لقراءة وتحميل الموجز / اضغط هنا