استنتاجات الموجز:
- قلق "إدارة بايدن" من التقارب الإيراني الصيني ربما ينعكس إيجابًا لصالح طهران في محادثات الملف النووي
- خروج الحرب السرية بين إيران و"إسرائيل" للعلن شيئًا فشيئًا يثير قلقًا عند الكيان الصهيوني
- أسبوع دبلوماسي نشط ... "ظريف" في جولة إقليمية بآسيا الوسطى ودعم إيراني للأردن في أحداثه الأخيرة
أعرب الرئيس الأمريكي، جو بايدن، عن قلقه من معاهدة التعاون الاقتصادي والاستراتيجي بين الصين وإيران، ومن تنامي الشراكة بين البلدين، قائلًا إن ذلك "يقلقني منذ سنوات." ويرى محللون أن هذا الاتفاق الاستراتيجي بين إيران والصين "منح طهران الهواء للتنفس في وقت حرج".
في هذا الإطار، شددت واشنطن على مصالحها المشتركة مع بكين في الملف النووي الإيراني، رافضةً التنديد علنًا باتفاقية التعاون الصيني الإيراني، في حين يرى عدد من المحافظين الأمريكيين في هذه الاتفاقية دليلًا على بروز محور جديد مناهض لواشنطن.
بدوره، حرص المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، نيد برايس، على التذكير بأن العقوبات الأمريكية على إيران ما زالت “سارية المفعول”، بانتظار توصل واشنطن وطهران إلى تفاهم ينقذ الاتّفاق الدولي الذي أُبرم عام 2015 بشأن الملف النووي الإيراني.
كما كشفت مصادر مطلعة أن إدارة "بايدن" تخطط لطرح مقترح جديد في أقرب وقت هذا الأسبوع، يهدف إلى بدء محادثات مع إيران حول إعادة إحياء الاتفاق النووي. وأوضحت المصادر أن العرض الأمريكي يتضمن أن توقف إيران بعض أنشطتها النووية، مثل استخدام أجهزة الطرد المركزي المتطورة، وتخصيب اليورانيوم حتى درجة 20%، مقابل أن تقوم واشنطن بتخفيف بعض العقوبات الاقتصادية.
بالمقابل، رفضت طهران المقترح الأمريكي واعتبرته "غير مقبول"، ثم عرضت مقترحها الخاص وهو ما رفضه أيضًا فريق "بايدن"، معتبرًا أنه سيجهض فكرة بدء المحادثات. ويتلخص مقترح طهران في وقف تخصيب اليورانيوم لمدة شهر مقابل أن ترفع الولايات المتحدة كل العقوبات المفروضة عليها.
في السياق أيضًا، اتفق كل من الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، والمستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، والرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، على إعادة إيران إلى التزاماتها بالاتفاق النووي. واتفق الزعماء الثلاثة على تنسيق الجهود لإعادة إيران إلى الامتثال الكامل لالتزاماتها الدولية في أسرع وقت ممكن.
من جهتها، أعربت الخارجية الأمريكية على لسان متحدثها "برايس"، عن انفتاح واشنطن على عقد محادثات مباشرة مع طهران، وإن كان قد استبعد إجراءها في إطار اجتماع الأسبوع المقبل، المزمع عقده في فيينا. بدوره، أوضح وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، في تغريدة على موقع "تويتر"، أنه لم يتم التخطيط لعقد اجتماع بين مسؤولين من بلاده والولايات المتحدة، مضيفًا أن الهدف من جلسة فيينا سيكون "الانتهاء بسرعة من رفع العقوبات والإجراءات النووية، من أجل الإزالة المزمعة لجميع العقوبات، يليها توقف إيران عن الإجراءات التصحيحية".
في الإطار النووي أيضًا، بدأت إيران والدول الموقعة على الاتفاق النووي "5+1" اجتماعًا عبر تقنية الفيديو، لبحث الاتفاق وضمان تنفيذه. وسبق أن أوضح بيان للاتحاد الأوروبي أن الاجتماع سيناقش "كيفية ضمان التنفيذ الكامل والفعال للاتفاق من قبل جميع الأطراف"، فيما أعربت وزارة الخارجية الأمريكية عن ترحيبها بهذه الخطوة واعتبرتها "إيجابية". يذكر أن الدول الموقعة على الاتفاق إلى جانب إيران، هي روسيا والصين وفرنسا وألمانيا وبريطانيا.
من جهة أخرى، قالت قناة "برس تي.في" الإيرانية إن وزارة الخارجية الإيرانية ترفض أي رفع للعقوبات المفروضة على طهران "خطوة خطوة". ونقل الموقع الإلكتروني للقناة الرسمية عن المتحدث باسم الوزارة، سعيد خطيب زاده، قوله إن "السياسة القاطعة للجمهورية الإسلامية الإيرانية هي رفع كل العقوبات الأمريكية".
على صعيد آخر، كشف الخبير العسكري "الإسرائيلي"، ألون بن دافيد، عن قلق متزايد من تحول "الحرب السرية وغير المباشرة" الدائرة مع إيران، إلى أخرى أكثر علنية، مشيرًا بشكل خاص إلى مخاوف من التعرض لهجمات بطائرات مسيرة وصواريخ مجنّحة. وقال "بن دافيد": "من أسبوع لآخر تتحول المعركة التي تجري بين إسرائيل وإيران من حرب سرية غير مباشرة وباردة، لمعركة مباشرة علنية وحارة أكثر فأكثر".
خارجيًا، أكد المتحدث باسم الخارجية "خطيب زاده"، على العلاقات الطيبة بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية والأردن، قائلًا إن بلاده "تعارض أي عدم استقرار وتدخل أجنبي، وتعتقد أن جميع الشؤون الداخلية للدول يجب متابعتها في إطار القانون"، مضيفًا أن "هنالك مؤشرات لضلوع الكيان الصهيوني في أي فتنة تحدث في الدول الإسلامية."
على صعيد خارجي منفصل، وصل "ظريف" إلى طشقند صباح هذا الإثنين، في إطار جولة إقليمية على أربعة دول في آسيا الوسطى، تشمل فضلًا عن أوزبكستان؛ قرغيزيا وكازاخستان وتركمنستان. وأدلى "ظريف" بتصريح إثر لقائه نظيره الأوزبكي، عبدالعزيز كامل أوف"، قائلًا: "لقد تباحثنا اليوم حول العلاقات الاقتصادية والسياسية والثقافية وتعزيز وتطوير هذه العلاقات، وكذلك حول التعاون الإقليمي خاصةً فيما يتعلق بالسلام في أفغانسان". وأعرب الوزير الإيراني عن أمله في تطوير التعاون بين البلدي، مضيفًتا أن "الجمهورية الإسلامية الإيرانية يمكنها توفير طريق الترانزيت لأوزبكستان إلى الأسواق العالمية والمياه الحرة."
داخليًا، طالب مجموعة من النواب تنفيذ المادة 40 من النظام الداخلي للمجلس، وأكدوا أهمية الوثيقة الشاملة للتعاون بين إيران والصين وضرورة الإشراف على تنفيذها، ودعوا إلى تشكيل لجنة لهذا الغرض. وفي كلمته بافتتاح جلسة مجلس الشورى، قال رئيس البرلمان إن "أمريكا لم تعد بالوضع الذي يسمح لها بفرض خطط أو اتفاقيات من جانب واحد على الدول المستقلة". وأعرب "قاليباف" عن ارتياحه لتوقيع وثيقة التعاون بين إيران والصين، معتبرًا أنها خطوة استراتيجية، حيث تعبّر عن واقع جديد وهو أن العالم لايُختزل في الغرب فقط، وأن القرن الحالي هو قرن آسيا.