استنتاجات الموجز:
- انطلاق الاتصالات الدبلوماسية التركية المصرية يظهر الرغبة الحقيقية لدى البلدين في تحسين العلاقات
- تركيا تستبق أي عقوبات أمريكية لاقتصادها بتويجه رئيس بورصة إسطنبول للاستقالة من منصبه
شهد خط العلاقات التركية المصرية حراكًا متقدمًا خلال الأيام الماضية، وذلك بعد أن كشف وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، عن وجود اتصالات دبلوماسية مع مصر، في إعلان مباشر لاستئناف العلاقات الدبلوماسية لأول مرة، بعد ثمان سنوات من القطيعة الدبلوماسية وحالة الاستقطاب الشديدة بين البلدين، ويبدو أن المرحلة الجديدة في العلاقات مدفوعة بمصالح جوهرية للطرفين ومتغيرات دولية وإقليمية. فبعد أن كانت العلاقات مقتصرة على التنسيق بين جهازي الاستخبارات والجانب الاقتصادي، بدأت الاتصالات الدبلوماسية دون شروط مسبقة من الجانبين، ما يظهر رغبة الطرفين في الانفتاح على تحسين العلاقات. جدير بالذكر أن العمل جارٍ بين البلدين لرسم خريطة طريق والإقدام على خطوات في هذا الإطار، حيث أكد الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، ما صرح به وزير خارجيته، معربًا عن أمله في إحراز تقدم في مسار العلاقات بين البلدين.
خارجيًا أيضًا، أثار طابع بريدي يظهر خريطة إقليم كردستان متضمنًا بعض الولايات التركية، تداولته حكومة إقليم شمال العراق بمناسبة زيارة بابا الفاتيكان، فرانسيس، إلى الإقليم على هامش زيارته إلى العراق غضب تركيا؛ حيث شنت هجومًا حادًا على حكومة الإقليم، مطالبة بسرعة “تصحيح الخطأ”، قبيل نفي حكومة الإقليم تبنيها أو طباعتها الطابع البريدي.
وعلى إثر هذه الخطوة، عمت حالة من الغضب في الشارع التركي، وتصدرت الواقعة عناوين الصحف والمواقع التركية التي اعتبرت ما جرى “فضيحة كبيرة”، و”تجاوزًا كبيرًا من حكومة الإقليم”. وطالبت وزارة الخارجية التركية حكومة لإقليم بـ”تصحيح فوري” للطابع البريدي، و"تقديم التفسير اللازم والتصحيح الفوري للخطأ الجسيم في أسرع وقت ممكن".
من جهة أخرى، انتشر في الأيام الأخيرة تقارير وتحليلات كثيرة حول احتمال حصول السعودية على دعم عسكري تركي، لا سيما في مجال الطائرات المسيرة التركية الهجومية، في العمليات العسكرية للمملكة في اليمن. وتزامن ذلك مع التكهنات حول إمكانية حصول تقارب في العلاقات السياسية بين البلدين خلال المرحلة المقبلة.
وتأتي هذه التحليلات مع تزايد مؤشرات احتمال حصول تقارب بين أنقرة والرياض، تزامنًا مع التصريحات التركية التصالحية تجاه مصر ودول الخليج بشكل عام، إلا أن حصول تقدم في العلاقات بين البلدين لا يعني على الإطلاق مشاركة تركيا بشكل مباشر في حرب اليمن، أو بيع طائرات "بيرقدار" بسهولة للمملكة، لاستخدامها في حرب اليمن، التي تحمل في طياتها تعقيدات كبيرة تتعلق بالمأساة الإنسانية التي خلفتها الحرب، ومستقبل العلاقات مع إيران وغيرها.
في الملف السوري، أطلق الثلاثي القطري-التركي-الروسي فرصة جديدة للقضية السورية للخروج من مرحلة الانسداد، إلى مسار جديد ومنصّة تعاون بين الدول الفاعلة؛ حيث أصدرت الدول الثلاث بيانًا مشتركًا على مستوى وزراء الخارجيَّة، عقب لقاء ثلاثي للوزراء الثلاثة في الدوحة، على أن تنعقد الجولة المقبلة من المباحثات الثلاثية في أنقرة ثم في موسكو.
من جهتها، أدانت وزارة الخارجية التركية “بشدة” قرارًا لمحكمة أمريكية، يتيح إطلاق سراح الأرمني، هامبينغ ساسونيان، قاتل القنصل التركي، كمال أريكان، في مدينة لوس أنجليس عام 1982، إلا أن حاكم ولاية كاليفورنيا، غافين نيوسوم، أعلن أنه سيطعن بقرار المحكمة. كما أدانت الخارجية التركية وعبرت عن قلقها العميق من افتتاح كوسوفو سفارة بلادها لدى دولة الاحتلال في مدينة القدس، مبينةً أنّ قادة كوسوفو بقرارهم هذا يلحقون الضرر بوضع القدس الخاص، وبحل الدولتين والآمال المتعلقة بتحقيق السلام، وأنه يتعارض مع قرارات الأمم المتحدة.
داخليًا، وفي خطوة مفاجئة، قدم المدير التنفيذي لبورصة إسطنبول، هاكان أتيلا، استقالته من منصبه، كإجراء استباقي لخشية الحكومة التركية من استئناف الإدارة الأمريكية الجديدة التحقيقات والمحاكمات، في القضية المرتبطة بانتهاك العقوبات الأمريكية المفروضة على إيران، إلى جانب التوقعات بقرب نظر القضاء الأمريكي في القضية المتهم بها "أتيلا". ويُعتقد أن الرئيس "أردوغان" وجّه "أتيلا" لترك منصبه قبيل بدء المحاكمة، واحتمال تأثير أي قرارات يتخذها القضاء الأمريكي على بورصة إسطنبول، التي يمكن أن يطالها عقوبات أو أن تتضرر بشكل غير مباشر من محاكمة “هالك بنك”، واحتمال صدور قرار قضائي جديد بحق "أتيلا" نفسه. كما يُتوقع أن تفعل إدارة "بايدن" ملف العقوبات على تركيا في ملفات مختلفة، أبرزها ملف شراء تركيا منظومة "إس 400" الروسية، وملف "هالك بنك" المتعلق بانتهاك العقوبات الأمريكية على إيران، إلى جانب الملفات الحقوقية والحريات السياسية وغيرها.
حول تطورات جائحة "كورونا"، سجلت تركيا 65 حالة وفاة خلال آخر 24 ساعة، لترتفع حصيلة الوفيات إلى 29 ألفًا و421، وسجلت 15 ألفًا و82 إصابة جديدة، لترتفع حصيلة الإصابات في البلاد إلى مليونين و866 ألفًا و12. أمّا حصيلة المتعافين فارتفعت إلى مليونين و685 ألفًا و560 بعد تسجيل 15 ألفًا و287 حالة شفاء جديدة. بدورها، وفي خطوة جديدة في إطار تدابير مكافحة الفيروس، طالبت شركة الخطوط الجوية التركية كافة المسافرين الراغبين في زيارة تركيا، ملء "استمارة الدخول إلى تركيا" الموجودة على موقع إلكتروني، قبل مدة أقصاها 72 ساعة من موعد السفر. كما سيتم إنشاء رمز "HES" (الخاص بتتبع الحالة الوبائية) تلقائيًا للمسافرين بواسطة المعلومات المقدمة، كي تتمكن الجهات المعنية من الاتصال بالوافدين في حالة وجود أي تماس مع أي مصاب خلال سفرهم وإقامتهم.
قضائيًا، أصدرت محكمة تركية قرارات بحق 28 متهمًا بينهم زعيم تنظيم “غولن”، في قضية اغتيال سفير روسيا السابق لدى أنقرة، أندريه كارلوف، عام .016، وقضت المحكمة بالسجن المؤبد المشدد مرتين على "شاهين سوغوت"، الذي كان “مشرفًا” على قاتل "كارلوف"، ضمن صفوف التنظيم. كما حكمت بالسجن المؤبد المشدد مرتين على "صالح يلماز" لإعطائه تعليمات الاغتيال لقاتل السفير. وأنزلت المحكمة عقوبة السجن المؤبد المشدد بحق الاستخباراتي السابق، وهبي كورشاد أكالين، لتسريبه معلومات عن "كارلوف" إلى التنظيم.
أمنيًا، ألقت قوات الأمن القبض على أربعة أشخاص في منطقة عسكرية بالقرب من الحدود اليونانية في ولاية أدرنة، أثناء محاولتهم الفرار إلى اليونان، ومطلوبين للعدالة بتهمة الانتماء لتنظيم"غولن". كما قررت السلطات حبس أربعة وترحيل ستة من أصل 14 شخصًا أوقفتهم قوات الأمن، للاشتباه في صلتهم بتنظيم "داعش" بمدينة إسطنبول.
عسكريًا، نجحت الطائرة المسيرة الهجومية "أقنجي" المصنعة محليًا في تركيا، في اختبار يسمى "تعريف النظام المتقدم"، فيما نشر المدير التقني لشركة "بايكار"، سلجوق بيرقدار، مشاهد اجتياز "أقنجي" الاختبار بنجاح.