استنتاجات الموجز:
- مخاوف إسرائيلية من تنامي قدرات "حماس" العسكرية وخمس خطوات "إسرائيلية" لمنع تقارب "حماس" و"فتح"
- سبعة خطوط "إسرائيلية" أمام الأزمة السورية وسط تصاعد التوتر البحري بين "إسرائيل" وإيران
شهد الأسبوع الماضي تصاعدًا في القلق "الإسرائيلي" المتنامي على عدة جبهات، بسبب ما تحوزه "حماس" في غزة من إمكانيات عسكرية متطورة في مجالات عدة، بحرية وبرية وجوية واستخبارية، في حين أن التقارب القائم بين "حماس" و"فتح" دفع المحافل "الإسرائيلية" للحديث عن وضع جملة كوابح سياسية وأمنية لمنع وصوله إلى مستويات متقدمة، فضلًا عن إحياء "إسرائيل" للذكرى السنوية العاشرة للثورة السورية وسط إعلانها سبعة خطوط حمراء في الجبهة السورية، بجانب تصاعد التوتر العسكري والأمني بين إيران و"إسرائيل"، وآخر أشكاله استهداف سفن الجانبين.
فمن جهتها، أبدت محافل عسكرية "إسرائيلية" قلقها المتنامي من إمكانية تسلل قوات كوماندوز حماس من البحر، واستخدام طائرات دون طيار متفجرة، ومحاولة خطف جندي، وهي بعض التهديدات التي تواجه فرقة غزة التابعة لقيادة جيش الاحتلال، ما يدفع أجهزته المختلفة لجمع معلومات وأبحاث دقيقة وسريعة عن قدرات "حماس" العسكرية، بجانب ما تجمعه الوحدة 8200 بجهاز الاستخبارات العسكرية، وأوجد "خوارزمية أمنية".
وكشفت الاحتلال عن إجراء آخر يغير قواعد اللعبة في حرب الدماغ في غزة ضد "حماس"، هو أجهزة الاستشعار الموجودة بعمق في الأرض للكشف عن نشاط الأنفاق، ما يضطر الجيش أحيانًا لعدم القيام بدوريات على طول غزة، وعدم السير مشيًا على الأقدام ليلًا، والقيام بحركات مخادعة، وعدم قيادة السيارات العسكرية، واستخدام المركبات المضادة للقذائف. ورغم أن فرقة غزة تقوم بترتيب جميع التهديدات والمعلومات الحيوية في منطقة القطاع وتصنفها، لكن الانطباع السائد لديها أنه حتى تنتهي الانتخابات الفلسطينية، فلن يظهر شيء غير عادي على طول الحدود مع غزة، زاعمة أنه فيما تراجع الدعم المالي الإيراني لحماس والجهاد الإسلامي في غزة آخر عامين بسبب العقوبات الأمريكية، لكن الدعم الذي تركز في السابق بتهريب السلاح، تم استئنافه مجددا لنقل المعرفة التكنولوجية التي تساعدهم في تطوير الأسلحة.
بالمقابل، اعترفت "إسرائيل" أن "حماس" تواصل حفر الأنفاق، بعضها لأغراض دفاعية في عمق الأراضي الفلسطينية، وبعضها عبر السياج الحدودي، وستحاول في الحرب القادمة مفاجأة الجيش بقرار تنفيذ هجوم سيؤدي لخسائر فادحة، بما في ذلك الاختطاف أو الهجوم على قوات الحدود.
في الوقت ذاته، عبرت أوساط أمنية عن قلقها من تقارب "فتح" و"حماس"، سواء على خلفية إعلان صفقة القرن أو نوايا ضم الضفة الغربية، أو التطبيع بين دول الخليج و"إسرائيل"، ما يجعل تقاربهما هذه المرة جديًا أكثر من المرات السابقة، وآخرها الاستعداد للانتخابات القادمة. وأشارت الأوساط إلى أن هذا التقارب، الذي قد يسفر عن فوز "حماس" في الانتخابات، قد يعطيها موطئ قدم كبير في الضفة الغربية، وربما قيادة الساحة الفلسطينية كما حصل في انتخابات 2006، ما يتطلب عملًا منسقًا بين "إسرائيل" والولايات المتحدة والدول الأوروبية والعربية، لمعالجة المخاوف بشأن وضع "فتح"، وضرورة إعادة تأهيلها، مقابل شن الجيش حملات اعتقالات ضد نشطاء "حماس" وشخصيات فلسطينية معارضة لتحذيرهم من الترشح للانتخابات التشريعية.
ودعت هذه الأوساط "إسرائيل" للقيام بجملة سياسات تجاه الانتخابات الفلسطينية، أولها تنسيق المواقف مع الولايات المتحدة والجهات الدولية الأخرى، وثانيها التوضيح لـ"عباس" أنه لن يطرأ أي تغيير على موقف الرباعية تجاه "حماس"، ما لم تستجيب للمطالب الملقاة عليها، وثالثها أن تغير موقفها وتعترف بـ"إسرائيل" والاتفاقيات الموقعة معها، ورابعها الإعراب لـ"عباس" عن القلق المشترك بين جميع الأطراف المعنية، بشأن الانقسام الداخلي العميق الذي تمر به "فتح"، والحاجة الملحة لإعادة تنظيم صفوفها. وختمت الأوساط بأن الخطوة الخامسة تتمثل في الشروع في حوار متجدد مع الفلسطينيين، وسادسها التحضير لواقع تتطور فيه الاحتجاجات على طول الحدود مع "إسرائيل، وفي نقاط الاحتكاك في الضفة والقطاع وعلى الساحة الدولية.
إقليميًا، تحدثت دوائر مقربة من أجهزة الأمن "الإسرائيلية" أن الاستراتيجية "الإسرائيلية" المعتمدة تجاه الأزمة السورية بعد عقد كامل على اندلاعها تمثلت بفرض الخطوط الحمراء التي أعلنتها، مع تنفيذ الأنشطة الهجومية بفاعلية، دون جر "إسرائيل" للحرب في سوريا أو لبنان. وأوضحت هذه الدوائر أن أول الخطوط الحمراء تجاه سوريا تمثل في الرد على أي انتهاك لأمن "إسرائيل"، وثانيًا منع استخدام سوريا للأسلحة غير التقليدية الكيميائية ومنع نقلها إلى لبنان، وثالثًا منع أو تعطيل قوة نقل الأسلحة عالية الجودة، الكاسرة للتوازن، من إيران إلى سوريا ولبنان. وكان الخط الأحمر الرابع يتعلق بمنع أو تعطيل نقل الأسلحة، وبشكل أساسي صواريخ أرض- جو المتطورة من إيران إلى لبنان وسوريا، بينما كان الخامس منع إقامة جبهة إيرانية ضد "إسرائيل" في سوريا، على غرار الجبهة التي أقامها "حزب الله" في لبنان بمساعدة إيرانية، والسادس منع إنشاء جيوش معادية لـ"إسرائيل"، جهاديين سنة وشيعة قرب الحدود معها بطريقة تسمح لهم بتنفيذ عمليات عبر الحدود على حين غرة، والسابع منع وتعطيل إنشاء واستخدام الممر البري من إيران عبر العراق وسوريا إلى لبنان.
كما أشارت هذه الدوائر إلى أن وضع الخطوط السبعة جاء لتحقيق هدفين: الأول منع تدفق السوريين والفلسطينيين إلى حدود الجولان، والثاني تعطيل إنشاء جبهة إيرانية أخرى في سوريا، وإحباط أي هجوم حدودي، سواء من جانب الإسلام الجهادي السني، كتنظيم الدولة والقاعدة وجبهة النصرة، أو من جانب "حزب الله" والمليشيات الشيعية العاملة في خدمة إيران.
في السياق ذاته، أوضحت قراءات "إسرائيلية" متعددة أن تغيير السياسة الإيرانية المتمثلة باستهداف السفن "الإسرائيلية"، أشعل الأضواء الحمراء في تل أبيب، لأن الهجوم الإيراني على السفينة "الإسرائيلية" في بحر العرب كان تصعيدًا في الحرب السرية بينهما، لأن تجرؤ إيران على ضرب سفينتين "إسرائيليتين" في أقل من شهر يشير لتغيير في سياستها. وأوضحت هذه القراءات أن "إسرائيل" أحبطت بشكل منهجي تهريب النفط من إيران لسوريا عن طريق البحر، بضرب 12 سفينة. ومن المحتمل أن تكون هذه التقارير مجرد غيض من فيض من النشاط البحري المكثف، الذي تقوم به "إسرائيل" في جميع أنحاء الشرق الأوسط ضد أهداف إيرانية، ويهدف من بين أمور أخرى، إلى تعطيل تحركات السفن الإيرانية الناقلة للنفط لحزب الله والكيانات الأخرى.
في الوقت ذاته، لم يعد يخفى أن المواجهة السيبرانية بينهما تصاعدت أيضًا في الأشهر الأخيرة، حيث قامت إيران منتصف 2020 بمهاجمة البنية التحتية للمياه والصرف الصحي في "إسرائيل"، التي ردت بشن هجوم إلكتروني كبير على البنية التحتية في ميناء بندر عباس. وتزامنت هذه الأحداث الاستثنائية مع زيادة الهجمات الإلكترونية الإيرانية على أهداف "إسرائيلية"، والأنشطة البحرية والإلكترونية على الأرض، والانفجار قرب السفارة "الإسرائيلية" في الهند، ووضع جسم مشبوه تحت سيارة الملحق العسكري "الإسرائيلي" في باريس، مع أن هجمات إيران لن تبقى في هذه الساحات فقط.