استنتاجات الأسبوع:
- تقرير مقتل "خاشقجي" يعيد تعريف العلاقات السعودية الأمريكية رغم تجنب معاقبة "بن سلمان"
- احتفاء رسمي بوصول أول سفير إماراتي إلى دولة الاحتلال ومسقط تجرى اتصالات "إسرائيلية" فلسطينية
- "الحوثي" يصعّد استهدافه للعمق السعودي وواشنطن تتحاور معه سرًا في مسقط وتؤكد الالتزام بأمن المملكة
أكد تقرير الاستخبارات الأمريكية الذي تم كشفت السرية عنه أن ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، أجاز عملية خطف أو قتل الصحفي، جمال خاشقجي، حيث كان يرى فيه تهديدًا للمملكة. وفرضت وزارة الخزانة الأمريكية عقوبات على نائب رئيس المخابرات السعودية السابق، اللواء أحمد عسيري، وقوة التدخل السريع السعودية لتورطهما في الجريمة. كما أعلنت الخارجية الأمريكية حظر دخول أكثر من 70 سعوديًا، فيما اعتبر المتحدث باسم الخارجية، نيد برايس، أن بلاده تقوم بعملية إعادة معايرة لعلاقاتها مع السعودية، مستبعدًا خيار القطيعة. بدوره، أجرى الرئيس الأمريكي، جو بايدن، اتصالًا هاتفيًا مع ملك السعودية، سلمان بن عبد العزيز، أبلغه خلاله أنه سيتم إعلان تغييرات كبيرة في العلاقات مع الرياض، في حين دعا وزير الخارجية، أنتوني بلينكن، إلى وقف اعتداء السعودية على الناشطين والمعارضين والصحفيين.
على صعيد ردود الفعل، عبّرت الخارجية السعودية عن رفضها لما ورد في تقرير الاستخبارات الأمريكية، فيما أعربت كل من الإمارات والبحرين وعُمان والكويت تأييدهم لبيان الخارجية السعودية، بينما تعرضت الإدارة الأمريكية لانتقادات حقوقية ودولية ومن قبل الصحافة الأمريكية والكونجرس، لعدم معاقبتها "بن سلمان". من جهته، جدد الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش، دعوته لإجراء تحقيق محايد ومستقل بشأن الجريمة، فيما أعلن وزير خارجية بريطانيا، دومينيك راب، أن بلاده ملتزمة بمحاسبة المسؤولين عن مقتل "خاشقجي". وفي خطوة داعمة بشكل لافت، أجرى أمير قطر، تميم بن حمد، اتصالًا هاتفيًا مع "بن سلمان" أكد خلاله على دعم قطر للمملكة.
خليجيًا أيضًا، استقبل وزير خارجية عُمان، بدر البوسعيدي، نظيره الكويتي، أحمد ناصر، فيما بعث أمير الكويت، نواف الأحمد، رسالة خطية إلى كل من سلطان عُمان، هيثم بن طارق، وملك البحرين، حمد بن عيسى. كما بعث "بن طارق" رسالة خطية إلى نائب رئيس الإمارات، محمد بن راشد. وفي السياق، استقبل وزير الخارجية المصري، سامح شكري، نظيره القطري، محمد بن عبد الرحمن، تزامنًا مع ترأس الأخير الدورة العادية الـ155 لمجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري بالقاهرة، حيث أكد على أن بلاده تسعى لعودة العلاقات مع مصر. وجدد وزير الخارجية السعودي، فيصل بن فرحان، موقف بلاده الداعم لمصر في ملف "سد النهضة" خلال كلمته بالدورة.
في سياق التطبيع، قدّم سفير الإمارات لدى "إسرائيل"، محمد الخاجة، أوراق اعتماده للرئيس "الإسرائيلي"، رِؤوفين ريفلين، كما استقبله كل من رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، ووزير الاقتصاد، عمير بيرتس. كما "البوسعيدي" اتصالين هاتفيين بكل من نظيره "الإسرائيلي"، جابي أشكنازي، والفلسطيني، رياض المالكي، فيما أجرى المدير التنفيذي لصندوق السيادي البحريني، خليفة الرميحي، مباحثات مع رئيس المجلس الاقتصادي الوطني في "إسرائيل"، آفي سيمحون. كما وقّعت "إسرائيل" والبحرين اتفاقية تسمح بتبادل البريد المباشر بين البلدين. هذا، وتعرضت سفينة تابعة لشركة "إسرائيلية" لانفجار في خليج عُمان، حيث اتهم "نتنياهو" إيران بالوقوف وراء الانفجار.
في ملف اليمن، شنّت جماعة الحوثي هجمات عديدة على المنطقة الجنوبية بالسعودية ومطار أبها الدولي والرياض، إضافةً إلى شركة "أرامكو" في جدة بطائرات مسيرة، حيث أصاب مقذوف سقط في مدينة جازان خمسة مدنيين، بينما أعلنت السعودية تدمير الطائرات المسيرة. وأجرى المبعوث الأمريكي، تيموثي ليندركينج، مباحثات مع كل من وزيري الخارجية القطري والكويتي، حول سبل إنهاء الحرب في اليمن. كما نقلت وكالة "رويترز" عن مصادر أن مسؤولين أمريكيين عقدوا اجتماعًا مع مسؤولين حوثيين في عُمان.
عسكريًا، التقى رئيس هيئة الأركان السعودي، فياض الرويلي، نظيره العراقي، عبد الأمير يارالله، خلال زيارته للعراق. ووقّعت كل من القوات المسلحة القطرية والتركية عدة اتفاقيات تعاون ثنائية، خلال استقبال رئيس الأركان القطري، غانم الغانم، نظيره التركي، يشار جولر، بالدوحة، وبدأت قوات من الدولتين مناورات عسكرية. كما بحث قائد القوات البرية القطري، سعيد حصين الخيارين، مع رئيس الأركان الباكستاني، قمر جاويد باجوا، تعزيز التعاون الدفاعي والعسكري. وفي السعودية، انطلق تمرين مشترك بين القوات الجوية ونظيرتها الأمريكية في المنطقة الغربية، بينما أفادت وكالة "بلومبرج" بأن الإمارات خفضت وجودها العسكري الداعم لقوات "حفتر" بليبيا، في إطار تقليل مستوى انخراطها في نزاعات المنطقة.
خارجيًا، تلقى وزير الخارجية القطري، محمد بن عبد الرحمن، اتصالًا هاتفيًا من نظيره الأمريكي، أنتوني بلينكن، كما تلقى أمير الكويت اتصالًا من "بلينكن". واستقبل الوزير القطري ممثلي الدول الأوروبية الأطراف في الاتفاق النووي مع إيران، فيما توجه أمير الكويت إلى الولايات المتحدة لإجراء فحوصات طبية.
داخليًا، أدى رئيس وأعضاء الحكومة الكويتية الجديدة برئاسة "صباح الخالد" اليمين الدستورية أمام أمير البلاد، فيما مددت الإمارات العمل بالإجراءات المفروضة للحد من تفشي وباء "كورونا" حتى منتصف نيسان/ أبريل القادم. كما أعلنت عُمان فرض إغلاق تجاري ليلي حتى الـ20 من الشهر الجاري، بينما أعلنت الكويت، فرض حظر تجوال جزئي يومي لمدة شهر في أرجاء البلاد.
أمنيًا، شدد القضاء البحريني الحكم الصادر بحق "بنك المستقبل" البحريني، وعدد من البنوك الإيرانية و"المركزي الإيراني"، والمتهمين فيها بغسل الأموال، كما كشفت السعودية عن تورط ضباط في الحرس الملكي وموظفين بالديوان الملكي في تهم فساد وتلقي رشاوي.
اقتصاديًا، ارتفع فائض الميزان التجاري القطري خلال كانون الثاني/ يناير الماضي بما يقرب من أربعة مليارات دولار، مسجلًا زيادة بنحو 9% على أساس سنوي. وسجل الميزان التجاري السلعي القطري فائضًا مقداره 13.5 مليار ريال خلال الشهر نفسه، مرتفعًا على أساس شهري بمقدار 4.9 مليارات ريال. كما حقق القطاع الصناعي في قطر نموًا بنحو 6% خلال العام الماضي، حيث وصل عدد المصانع إلى 927 مصنعًا، مع حجم استثمارات في القطاع بلغ ما يقارب 263 مليار ريال. هذا، بينما انخفضت أرباح البنوك المقيدة في أسواق المال الإماراتية، بنسبة 44% على أساس سنوي، خلال 2020، إلى 25.3 مليارات درهم.
اقتصاديًا أيضًا، أفادت وكالة "رويترز" بأن "أرامكو" طلبت من البنوك تمديد قرض بقيمة 10 مليارات دولار، جمعته في أيار/ مايو الماضي لمدة عام واحد. وهبطت الأصول الاحتياطية الأجنبية للبنك المركزي السعودي في كانون الثاني/ يناير الماضي، لتصل إلى 1688 مليار ريال، من 1701.2 مليار في كانون الأول/ ديسمبر السابق له، فيما انكمش الناتج المحلي الإجمالي بالأسعار الثابتة في الكويت، خلال الربع الثالث من 2020، بنسبة 11.4% على أساس سنوي.